ارتفاع حالات الإصابة بسرطان القولون

الوقاية بتكثيف حملات التشخيص المبكر

الوقاية بتكثيف حملات التشخيص المبكر
سرطان القولون
  • القراءات: 788
❊حنان.س ❊حنان.س

دعا البروفسور شريف بوكرت، رئيس مصلحة الجراحة بمستشفى الثنية في ولاية بومرداس، من الجهات المعنية، إلى العمل على تنظيم حملات لتشخيص سرطان القولون، معتبرا الوقاية أهم عامل لدفع الإصابة بهذا الداء الذي يعرف في السنوات الأخيرة انتشارا ملحوظا، وقال لـ«المساء"، على هامش يوم طبي تكويني حول الجراحة العامة، إن الحالات المصابة بهذا الداء تأتي في مراحل متأخرة من الإصابة، مما يعقد التكفل بها.

قال البروفسور بوكرت، إن التشخيص المبكر يبقى أهم عامل للوقاية من مختلف أنواع السرطان، ومنه سرطان القولون، حيث أكد الأخصائي في الجراحة على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية بالثنية، أن هذا النوع من السرطان يأتي في المرتبة الأولى لدى الرجال حاليا، وفي المرتبة الثانية لدى النساء بعد سرطان الثدي، وارجع الإصابة بهذا الداء إلى عدة عوامل، أهمها البيئة والمحيط والنمط الغذائي المعتمد على المصنعات الغذائية التي أصبحت تشكل خطرا متزايدا على صحة الإنسان.

دعا في هذا السياق، الجهات المعنية، بما فيها مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس، وجمعيات مساعدة المرضى على اختلافها، من أجل إجراء حملات تشخيص دورية، مع تكثيف الحملات التحسيسية لتوعية السكان بمخاطر مختلف الأمراض، منها أنواع السرطان، مؤكدا أن العلاج يكون ثقيلا جدا بالنسبة للمصاب بالسرطان ولخزينة الدولة.

أشار البروفسور إلى أن مصلحة الجراحة بمستشفى الثنية، أجرت خلال عام 2017، حوالي 86 عملية جراحية لمصابين بسرطان القولون من الجنسين، مبديا أسفه لأننا "لم نتحكم بعد في هذا السرطان، حيث يأتي أغلب المصابين في حالات متقدمة يكون فيها السرطان قد أصاب أيضا الكبد أو أعضاء نبيلة أخرى من الجسم"، يقول موضحا باستعمال مفردات بسيطة، أن الإصابة هنا تتمثّل في "انغلاق القولون" ويكون التدخل الجراحي بسببه مستعجلا وصعبا، بالنظر إلى احتمال إصابة الأعضاء الأخرى من الجسم بالسرطان، يشرح البروفسور، مبرزا أن المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015-2019 أولى اهتماما بهذا النوع من السرطان.

من جهة أخرى، يظهر نوع آخر من العمليات الجراحية التي أصبحت توصف بـ«الظاهرة"، ويتعلق الأمر بالزائدة الدودية التي أصبحت نفس المصلحة تسجل حالات جراحة استعجالية بالعشرات خلال الأسبوع الواحد لاستئصالها. يوضح من جهته الدكتور عبد الحليم جداوي، رئيس المجلس الطبي لمستشفى الثنية في حديث لـ«المساء"، على هامش نفس التظاهرة العلمية، مبرزا أن بعض الدراسات المتخصصة، تشير إلى أن السبب يعود إلى التزايد السكاني والمستوى المعيشي الذي يختلف عما كان عليه في عقود سابقة، والمرتكز على النمط الغذائي السريع وقلة الحركة، متحدثا في نفس السياق، عن تطور مصلحة الجراحة لتصبح اليوم تعتمد أكثر على الجراحة بالمنظار.

في السياق، دعا البروفسور بوكرت السلطات العمومية إلى الاهتمام بتوفير العتاد الطبي اللازم لمصلحة الجراحة العامة، لاسيما المنظار، حيث أكد أن المواطن أصبح اليوم أكثر وعيا، ويطالب بإجراء أي نوع من الجراحة باستعمال المنظار، مما يخلق ضغطا أمام الطلب المتزايد على هذا النوع من الجراحة.