تزامنا مع انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية

الوقاية الطبيعية أولى للمتمتعين بصحة جيدة

الوقاية الطبيعية أولى للمتمتعين بصحة جيدة
  • القراءات: 403
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد الدكتور فؤاد برناوي، المختص في الطب العام لدى مصلحة الصحة الجواري ببلدية القبة في العاصمة، على ضرورة التوعية والتحسيس بمختلف أعراض اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، قبل حث الأفراد على أخذه، مشيرا إلى أن هناك اعتقاد خاطئ، يسود الكثيرين، بأن أخذ اللقاح يمنع من الإصابة تماما بنزلات البرد أو الأنفلونزا، مؤكدا أن تلك الجرعة تسمح فقط بتخفيف المرض، ولا تمنعه تماما، يعني أن الإصابة بالأنفلونزا خلال الموسم، يمكن أن تحدث، لكن بحدة أقل.

أثبت الاستطلاع الذي أجرته "المساء"، بين عدد من المواطنين، أن الكثير من الأفراد لا يدركون تماما تفاصيل اللقاح المضاد للأنفلونزا، حيث أجمع عدد كبير منهم، على أن أخذ الجرعة يعني عدم الإصابة تماما بالأنفلونزا الموسمية، في حين أكد البعض، يقينهم بأن تلك الجرعات لا تصلح إلا لكبار السن، وليس لها أي مضاعفات عند أخذها، أي  احتمال الإصابة بنزلة برد قريبة من الصفر.

أوضح، في هذا الصدد، الدكتور فؤاد برناوي، على هامش انطلاق حملة التلقيح، الأسبوع الماضي، من طرف وزارة الصحة، أن هذه الحملة موجهة لأشخاص معينين، على غرار كبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، موضحا أن باقي المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة، من الأحسن لهم عدم أخذ الجرعة، وترك الجسم يعمل طبيعيا، بل ويستحسن لهم تعزيز الإجراءات الوقائية التي تمنعهم من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.

شدد المتحدث، على أن هذه الأيام، هي الأكثر التي تنتشر فيها حالات الإصابة، بسبب التغيرات الجوية بين انخفاض وارتفاع درجة الحرارة، وتعرض الشخص للصدمة خلال اليوم، موضحا أن الانخفاض التام لدرجة الحرارة سيعدل درجة حرارة الجسم، ويعتاد عليها الشخص، بالتالي تنقص احتمالات الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا.

وقال المختص، إنه من الضروري التحسيس بشكل خاص كبار السن، وحثهم على أهمية إجراء اللقاح، حتى وإن كانت صحتهم جيدة، أي لا يعانون، مثلا، من مرض مزمن، فتلك الجرعة تسمح بتخفيف أعراض الأنفلونزا، إذ بإمكانها أن تكون جد خطيرة في بعض حالات تعقدها.

منوها في هذا الصدد، بدور الإعلام، خاصة السمعي البصري، في بث الومضات الإشهارية التي تساهم في وصول الرسالة التوعوية إلى كافة المواطنين، حول أهمية التلقيح، للتخفيض من نسبة الإصابة وانتشارها بين تلك الفئة الهشة.

أضاف المتحدث، أنه ككل سنة، تهتم الوزارة الوصية بتهيئة مصالح خاصة بمختلف المؤسسات الاستشفائية، على المستوى الوطني، لتسهيل العملية على المواطن، وتمكينه من التنقل إلى أقرب مصلحة، كما أن العديد من الصيدليات داخل البلديات، توفر هذا اللقاح لزبائنها، ويمكن لتلك المصالح أن تستقبل الحالات التي قد تعاني من مضاعفات خطيرة.

كما حذر الطبيب من التعرض المحتمل للإصابة من جديد بفيروس "كورونا"، الذي ورغم خفت حدته، وتراجع الإصابات به، وضعفه حاليا، إلا أنه لا يمكن الاستهانة أبدا باحتمالية ظهور متحورات جديدة، خاصة عندما يكون المناخ ملائما لتحور تلك الفيروسات، موضحا أنه لا تزال تُسجيل حالات لـ"كوفيد 19" بأعراض خفيفة، لكن تبقى مزعجة، مؤكدا أن اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية، كفيل بتمضية موسم شتاء دون مشاكل صحية.

في الأخير، وعن سؤال "المساء"، حول أهمية أخذ جرعات بعض الفيتامينات خلال هذا الموسم، أوضح الطبيب أن فيتامين "سي"، يبقى أحسن جرعة يمكن للشخص أخذها في هذا الموسم، حيث تساعد على تقوية المناعة ومنح الجهاز المناعي الدرع الواقي ضد الكثير من الفيروسات الموسمية، على أن يتم ذلك بصفة معتدلة، وبعد استشارة طبية، للتأكد من الجرع الصحيحة، وطريقة وفترة استهلاكها، مع تفضيل أخذها على شكلها الطبيعي، أي بالاعتماد على نظام غذائي يرتكز على الخضار والفواكه الغنية بفيتامين "سي"، كالحمضيات بأنواعها، والطماطم، والفلفل، والكيوي، والقرنبيط والسبانخ، وغيرها من الخضار والفواكه المنتشرة في هذا الموسم.