عادات وتقاليد ترسخت عبر الزمن ببومرداس

الوفرة والأسعار اختصرا الكثير من التحضيرات

الوفرة والأسعار اختصرا الكثير من التحضيرات
  • القراءات: 385
حنان. س حنان. س

لا تختلف عادات الأسر في ولاية بومرداس في الاستعداد لاستقبال رمضان عن باقي الأسر الجزائرية؛ حيث ترسخت عبر الأجيال والأزمنة، تقاليد معيّنة تخص هذا الشهر الفضيل تحديدا؛ كونه شهر الصيام والنفحات الإيمانية، تتلاقى وتتقاطع، عموما، تلك العادات والتقاليد في تحضير مختلف المواد الغذائية التي تدخل في تحضير عدة أطباق؛ مثل الفريك والتوابل، غير أن الوفرة في الأسواق وغلاء الأسعار اختصرا الكثير من تلك التحضيرات.

يعود شهر رمضان وتعود معه عادات وتقاليد ترسخت لدى الأجيال بفعل التوارث في نطاق الأسرة الواحدة. ولعل ميزة الشهر الفضيل هي اللمة الأسرية حول المائدة الرمضانية، التي، بدورها، اكتسبت على مر السنين، عادات خاصة لا ينكرها أحد.

ومن بين العادات التي بقيت الأسر تحافظ عليها بحلول رمضان، تنظيف المنزل حتى يُستقبل الشهر الفضيل بما يليق بمقامه. تليه عادات شراء التوابل، والفريك، والفواكه المجففة؛ حيث اتفق أغلب النسوة اللاتي تحدثنا إليهن حول الموضوع، على أن شوربة الفريك تلازم مائدة رمضان ثلاثين يوما كاملا؛ "لذلك فإن أول ما أفكر به باقتراب رمضان، هو الفريك، ومن بعده التوابل"، تقول السيدة سامية التي التقتها "المساء" بسوق الرحمة وسط مدينة بومرداس؛ حيث أكدت أنها تقتني 04 كلغ من الفريك خلال شهر شعبان، وتعمد إلى تنقيته وتجفيفه. كما تقتني التوابل لا سيما الفلفل الأسود والقسبر والدهان (أو السمن)، إضافة إلى الثوم الذي تنقّيه وتطحنه وتضعه في إناء زجاجي، تضيف له كمية من الزيت. وقالت المتحدثة إنها تنحدر من عاصمة الشرق قسنطينة؛ لذلك فإنها تحضّر الجاري على المائدة الرمضانية، لكنها تحضّر، أيضا، شوربة الفريك، وشباح السفرة أو طاجن الحلو؛ إذ يتم اقتناء الفواكه المجففة قبيل استقبال شهر الصيام. ونفس الأمر أشارت إليه سيدة قالت إنها تقتني قرابة 03كلغ من الفريك، وكمية معتبرة من التوابل، لا سيما القسبر والكركم والكروية والرند والنعناع اليابس وغيرها، حيث تقوم بطحنها يدويا، وخلطها مع بعض للحصول على رأس الحانوت الذي تستعمله في تحضير عدة أطباق مع جوزة الطيب. وتقول محدثتنا إن لرمضان مكانة خاصة في قلوب الأسر؛ فحتى إن كانت التوابل موجودة فإنها تشتري الجديد منها ولو بكمية قليلة فقط؛ من أجل المائدة الرمضانية. كما تقوم بفتل الطعام أو الكسكسي؛ كونه طبقا رئيسا في السحور. وتؤكد، في المقابل، أنها لا تشتري أطباقا جديدة، ولا تقوم بالتنظيف باقتراب رمضان؛ "نحن ننظف المنزل بشكل يومي؛ لذلك فإني لا أخص رمضان سوى بتحضير الشيء اليسير" . وبالمثل أكدت أم هاجر أنها تكتفي بشراء الفريك والتوابل بالنظر إلى تنويع الأطباق على مائدة الإفطار. أما عن تنظيف المنزل فقالت: "يا محلاه النقى لوكان يبقى! " . وتضيف أنها تحب تزيين "الكوزينة" بالشيء الجديد؛ لأن مقام رمضان عزيز.

وتتفق معها سيدة أخرى بالقول إنها لا تقتني سوى الفريك والتوابل؛ لأنها أساسية في "الكوزينة" من أجل الشوربة وباقي الأطباق التي قالت إنها طواجن معروفة؛ مثل الكباب، وطاجين الزيتون، والكفتة وغيرها من الأطباق. وأوضحت في المقابل، أن الغلاء الذي مس الكثير من مناحي الحياة اليومية، لم يترك المجال أمامها كربة بيت، للكثير من الخيارات في تنويع الأطباق. وبالمثل قالت سيدة أخرى إن رمضان شهر مرادف للّمة، ولكن مشاغل الحياة والغلاء عوامل فرقت بين أفراد العائلة الواحدة. كما ترى أن الكثير من العادات والتقاليد التي كانت إلى وقت قريب مرادفة لشهر الصيام، قد اضمحلت. و تقول في هذا الشأن:"العوايد راحو ماشي كيما بكري" . وتشرح: "زمان كنا نشتمّ رائحة رمضان بحلول شهر شعبان.. نبدأ في غسل وتزيين المنزل؛ حتى يكون الاستقبال يليق بمقام هذا الشهر الفضيل.. اليوم تغير كل شيء؛ بناتنا يعملن خارج المنزل، والمسؤولية زادت؛ لذلك تبدلت العوايد" . وتكتفي سيدة أخرى حدثتنا في الموضوع، بقول إن الغلاء فرض منطقه على الكثير من العادات؛ لذلك تؤكد أنها لم تحضّر شيئا خاصا بشهر رمضان.. لا فريك ولا توابل، ولا حتى كسكسي؛ فبالنسبة لها كل شيء متوفر في الأسواق، وهي تساير الأيام ـ تقول ـ حسب المتوفر لديها من ميزانية..