أطباء ومختصون يؤكدون في يوم تحسيسي حول السكري

الوعي المجتمعي حول الداء مازال ضعيفا والإصابات في ارتفاع

الوعي المجتمعي حول الداء مازال ضعيفا والإصابات في ارتفاع
  • القراءات: 594
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعتقد أهل الاختصاص من أطباء منخرطين في جمعية "أصدقاء المريض" لولاية البليدة، بأن الوعي الصحي حول داء السكري لا يزال ضعيفا في المجتمع الجزائري، وأن عدد الحالات في ارتفاع مستمر، الأمر الذي يتطلب، حسبهم، تكثيف الحملات التحسيسية، خاصة أن المعاينات الميدانية للمرضى، أكدت إصابة عدد كبير منهم بداء السكري، ولا يعرفون ذلك، كونهم يجهلون الأعراض، كل هذا، حسب رئيس الجمعية محمد لعجاج، دفع إلى تنظيم يوم إعلامي، الهدف منه رفع الوعي الصحي حول ما يجب أن يعرفه المواطن البسيط حول داء السكري.

تقول الدكتورة مليكة شهداوي، مختصة في الطب الداخلي والسكري، على هامش مشاركتها في تنشيط اليوم التحسيسي حول داء السكري: "ما يدعونا إلى التأكيد على العمل التحسيسي، لرفع الوعي المجتمعي حول خطورة هذا المرض، هو التأثير السلبي لجائحة كورونا، والتي  ساهمت خلال السنتين الماضيتين، في الرفع من معدل الإصابات، حيث استقبلنا حالات بعد الجائحة لم تكن مصابة بداء السكري، وبسبب فيروس كوفيد ـ 19، أصبحت مصابة بالمرض، بينما كانت هناك فئات تعالج بالأدوية، وبسبب الفيروس انتقلت إلى مرحلة التداوي بالأنسولين"، مشيرة في السياق، إلى أن العمل الميداني على مستوى العيادة جعلها توقن بما لا يدع مجالا للشك، من خلال الحالات الوافدة عليها، بأن "الوعي ضعيف  جدا"، مردفة بقولها: "وإلا فكيف نفسر وجود بعض المرضى أصابتهم بعض الأعراض، منها الشعور بالعطش وكثرة التبول، ولم يتبادر إلى أذهانهم احتمال الإصابة بداء السكري؟"، وتجيب: "بكل بساطة، لأنهم لا يعرفون ما هي أعراض المرض، وهذا يقودنا إلى نتيجة واحدة، وهي أن الوعي الصحي حول داء السكري ليس في المستوى المطلوب".

أوضحت المختصة بقولها: "ما ينبغي التركيز عليه قبل الحديث على المضاعفات التي يتسبب فيها مرض السكري، هو توعية المواطنين بالأعراض الأولى التي توحي بأن الشخص مصاب بالسكري من عدمه، لتحفيزه على القيام بأهم خطوة، وهي التشخيص"، مشيرة في السياق، إلى أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري في المجتمع الجزائري، هي العامل الوراثي بالدرجة الأولى، يليها القلق، ثم قلة الحركة والأغذية المصنعة والسريعة وانعدام الرياضة، بما فيها فيروس كورونا، الذي تحول إلى عامل أيضا للإصابة بداء السكري بنسبة 50 بالمائة".

على صعيد آخر، أشارت المختصة في الطب الداخلي، إلى أن أهم ما يجب المراهنة عليه لمحاربة داء السكري، هو الوقاية التي إن لم تنجح مع بعض العوامل كعامل الوراثة أو التقدم في السن، التي يمكن لها أن تأتي بنتائج جد إيجابية، من خلال المواظبة على الرياضة واعتماد نظام غذائي صحي متوازن، والابتعاد قدر الممكن عن مسببات القلق وتجنب التدخين بالنسبة للرجال عموما، والتقليل قدر الإمكان من تناول السكر الأبيض.

من جهتها، ترى الدكتورة زينب شعنان، طبيبة عامة بمؤسسة عمومية وعضو بجمعية "أصدقاء المريض"، أن الجمعية تراهن كثيرا على العمل التحسيسي الجواري للرفع من الوعي الصحي، خاصة أمام الارتفاع الكبير لعدد المصابين بداء السكري، ليس فقط في فئة كبار السن وإنما حتى بين الشباب والأطفال، مشيرة إلى أن احتكاكها بالمرضى من مختلف الشرائح العمرية، يتطلب من الأطباء التكثيف من الحملات التحسيسية الجوارية، لأن المعلومات حول داء السكري لدى المواطنين لا تزال ضعيفة، و"يمكن القول إنها معدومة عند البعض الآخر من الجنسين، وهو ما تعكسه الإجابات التي يتم تلقيها من المصابين عندما يسألون حول الأعراض، حيث يكتفون بالقول: لا نعرف أو لم نكن نعرف أن هذه الأعراض تعني الإصابة بالسكري؟"، حسب تأكيد المختصة.

من جهتها، سلطت الدكتورة حفيز، المختصة في طب العيون الضوء على علاقة داء السكري بفقدان البصر، قائلة بالمناسبة، بأن "داء السكري يمس كل الجسد ويستهدف الشرايين، غير أن شرايين العين من أولى الأعضاء التي تصاب بداء السكري، لأنها شرايين جد حساسة، تليها شرايين القلب، وبعدها الكلى، ثم باقي الشرايين الأخرى"، مؤكدة أن "حالة الإهمال في متابعة داء السكري والتهاون في العلاج، وراء الإصابة بفقدان البصر"، وحسبها، فإن "مرحلة فقدان البصر ليست مرتبطة بمرحلة معينة من الإصابة بداء السكري، إنما يمكن للمريض أن يفقد بصره بمجرد الإصابة بداء السكري أو بعد مدة"، مؤكدة من هذا المنطلق، أن "داء السكري يشبه إلى حد ما الفأر الذي يدخل إلى المنزل ويقوم بتخريب الممتلكات"، الأمر الذي يتطلب، حسبها، أخذ الحيطة والحذر، من خلال اعتماد نظام صحي متوازن والتشخيص في حال ظهور بعض الأعراض، لتفادي التعقيدات.

وحول عدد المرضى الذين فقدوا بصرهم بسبب داء السكري، أوضحت المتحدثة أنه ليست هناك إحصائيات دقيقة، لكن الحالات موجودة والعدد معتبر، رغم محاولات الأطباء المختصين بذل مجهودات كبيرة أمام توفر الأدوية، في محاولة لحماية المريض من فقدان بصره، وتختم بالقول: "أهم ما أنصح به المواطنين؛ عدم التهاون والذهاب إلى المراكز الصحية للتشخيص، والتقيد بالعلاجات في حال الإصابة".