عادات وأطباق تميزت بها مناطق بجاية

"الوزيعة" والكسكسي بالزبيب و"شوربة فريك" لاستقبال رمضان

"الوزيعة" والكسكسي بالزبيب و"شوربة فريك" لاستقبال رمضان
  • القراءات: 695
الحسن حامة الحسن حامة

تعرف العديد من مناطق ولاية بجاية، اعتماد بعض الأطباق لاستقبال شهر رمضان الكريم؛ إذ تميل العائلات البجاوية إلى الأطباق التقليدية على غرار الكسكس بالزبيب، و"شوربة فريك" بالإضافة إلى تنظيم عادة "لوزيعة" لاستقبال رمضان في أحسن الظروف، فيما يفضّل البعض الاستعانة بأطباق أخرى؛ على غرار "البركوكس" في اليوم الأول، والإكثار من الأدعية بالتوفيق لأداء هذه العبادة على أحسن وجه.

تستعين ربات البيوت خلال الشهر الفضيل، بالأطباق المعروفة؛ على غرار شوربة الفريك، والكسكسي الممرق وغير الممرق الممزوج بالحبوب الجافة المطبوخة؛ كالحمص، والفاصوليا، والفول وغيرها، فيما تفضل العائلات القاطنة بالقرى والأرياف، تحضير أطباق تقليدية. وتختلف العادات المعتمَدة خلال شهر رمضان من منطقة إلى أخرى.

ويتميز شهر رمضان في مناطق حوض الصومام، بتواجد بعض الأطباق التقليدية؛ على غرار الكسكسي باللبن والزبيب، بالإضافة إلى أطباق أخرى عادية يُعرف بها كثير من مناطق الوطن؛ على غرار "شطيطحة بالدجاج"، والتي تزيّن المائدة خلال الشهر الفضيل. كما إن العائلات القاطنة بساحل الولاية، تعتمد على تقاليدها؛ من خلال الاستعانة بالأطباق المعروفة عند أغلب العائلات؛ على غرار شوربة الفريك، والكسكسي، وأطباق أخرى متنوعة.

"لوزيعة" لمساعدة العائلات و"بركة رمضان"

تعود عادة "لوزيعة" مع الشهر الفضيل؛ حيث يتم تنظيمها عشية حلول الضيف الكريم. هذه العادة الموروثة عن الأجداد، الهدف منها مساعدة العائلات المعوزة لقضاء الشهر الكريم في أحسن الظروف؛ إذ يتم ذبح عجلين بحضور السكان، ليستفيد المحتاجون من هذه اللحوم مجانا، والتي يتكفل بها المحسنون. كما تُعتبر فرصة لتقديم مساعدات أخرى للعائلات المعوزة، لقضاء الشهر الفضيل في أحسن الأحوال. وهذه العادة غالبا ما تعود كل سنة؛ باعتبارها فرصة للمصالحة بين المواطنين والعائلات؛ من خلال المبادرات التي يتم الاعتماد عليها من طرف عقلاء القرى؛ لزرع روح الأخوة والتآزر بين السكان، كما هي فرصة لمساعدة المعوزين.

اقتناء الأواني الجديدة لاستقبال الشهر الكريم

من جهة أخرى، تلجأ العائلات البجاوية عند حلول الشهر الكريم، إلى اقتناء أوان جديدة من أجل استقبال الضيف في أحسن الظروف؛ حيث تقوم ربات العائلات بالتوجه إلى محلات بيع الأواني من أجل اقتناء الضروريات، وضمان قضاء شهر رمضان في أحسن الظروف. وهي العادة التي تتمسك بها أغلب العائلات القاطنة بعاصمة الولاية والمدن الكبرى. وهي عادة حديثة ظهرت خلال السنوات الأخيرة، مثل ما أكدت العديد من العجائز اللاتي تكلمنا معهن. كما إن السكان القاطنين بالقرى، من جهتهم، يصرون على تنظيف بيوتهم، وتجهيز الأواني المختلفة التي يتم استعمالها خلال شهر رمضان لاستقبال الضيف العزيز؛ حيث يتزين المطبخ بالأواني الجديدة، والتي يتم استعمالها في تحضير مختلف الأطباق التي تكثر خلال شهر رمضان في أغلب المناطق.

تشجيع الأطفال على الصوم

ويحظى الصغار بمنطقة القبائل بصفة عامة، والعائلات البجاوية خاصة، لا سيما الذين يصومون لأول مرة في حياتهم، بمعاملة خاصة؛ من خلال تقديم لهم البيض المسلوق، وكأسين من الحليب والماء، وهي طريقة لتشجيعهم على أداء هذه الفريضة، بالإضافة إلى تقديم الحلويات التقليدية التي يتناولها الصغار بعد الإفطار؛ إكراما لهم؛ حيث تصر العائلات على الحفاظ على الفريضة عند الصغار، وهو ما يعطي نكهة أخرى للشهر الكريم بعاصمة الحماديين، خاصة على مستوى القرى والمداشر.