الحرفي كمال بلعزوق لـ"المساء":

الورشات التكوينية للأطفال كفيلة بإعادة إحياء الحرف

الورشات التكوينية للأطفال كفيلة بإعادة إحياء الحرف
كمال بلعزوق، حرفي في صناعة الخزف والسيراميك
  • القراءات: 497
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

شدد كمال بلعزوق، حرفي في صناعة الخزف والسيراميك، على هامش اليوم التحسيسي حول صناعة الفخار الفني، بمناسبة اليوم الوطني للحرفي، مؤخرا، على أهمية تعزيز هذا القطاع بورشات فنية لفائدة الأطفال والشباب، بهدف توريث هذه الحرف وتناقلها ومنع اندثارها، لاسيما أنها تعكس جانبا من الإرث الثقافي.

قال الحرفي الذي تخصص في صناعة الخزف لأكثر من 25 سنة، إن مفهوم الصناعة التقليدية لا زال خاطئا في تفكير شباب اليوم، الذين يعتقدون أنها لا تدر أي ربح، إنما مدخول محتشم فقط، وهذا اعتقاد توارثه جيل اليوم، مما جعل غالبيتهم يعزفون عن العمل في الحرف اليدوية.

قال المتحدث في هذا الصدد، إن "صنعة اليدين"، كما كان يسميه الأجداد قديما، موروث لا يزول أبدا، وهو رأس مال يستوجب على صاحبه الاستثمار فيه، لاسيما أن كل الوسائل متاحة، فيمكن البروز من خلال حرفة صغيرة، وصولا إلى إنتاج قطع فنية كبيرة وتوسيع المشروع إلى عمل كبير يجني الفرد من خلاله مدخولا وفيرا.

ذكر بلعزوق، أن قطاع السياحة اليوم ملزم باتخاذ تدابير جدية أكثر، لاسيما أن الكثير من الحرف باتت مهددة بالزوال تماما، والبعض منها لا زال يمارسها أشخاص طاعنون في السن، وهذا لا يطول كثيرا، وعليه  من واجب المسؤولين عن القطاع العمل على حماية هذا الموروث.

يضيف المتحدث "لقد كان الاهتمام قبل سنوات بهذا القطاع أكبر، حيث كانت المدارس العمومية تخصص أمسية خلال منهجها الدراسي، لاصطحاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 سنة، نحو ورشات الحرف التي كانت تعج بهم في العاصمة والمدن المجاورة لها، لتعريف الطفل بمهنة أجداده وما يقومون به من عمل فني جميل على قطعة خشبية أو فخار أو نحاس، يعكس جانبا من ثقافة الجزائر، فضلا عن تعليم الأطفال كيفية صنع منتج تقليدي، وهذا التقليد زال مع الزمن، أما اليوم، تحاول الجمعيات إعادة إحياء تلك التقاليد الجيدة والمفيدة للمجتمع".

يقول المتحدث "الجدير بالذكر أن صناعة الفخار، من أقدم الصناعات التي ارتبطت بوجود الإنسان منذ الأمد البعيد، فأصبحت اليوم حرفة وتراثا شعبيا يعبر عن الأصالة والتاريخ المرتبط بالحضارة، والإنسان منذ الأزل عرف كيف يحول الطين إلى مادة صلبة".