إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، لـ “المساء”:

الوباء في منحنى تصاعدي والمواطن مدعوّ للتحلي بالوعي

الوباء في منحنى تصاعدي والمواطن مدعوّ للتحلي بالوعي
  • القراءات: 550
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحدّث إلياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في هذا الحوار الذي خص به “المساء”، عن عدد من النقاط المرتبطة بالوضعية الوبائية، وكيفية التحضير لموسم الصيف، الذي يُعرف، عادة، بكثرة التجمعات العائلية والولائم، والتي تُعتبر، حسبه، المناخ المناسب لمساعدة الوباء على التفشي في ظل التراخي المسجل منذ أشهر رغم أن المرض مازال موجودا، وعمليات التلقيح لم تصل بعد إلى تحقيق مستوى الأمن الجماعي.

- المساء: بداية، ما هي قراءتكم للوضعية الوبائية بعد أشهر من انطلاق حملة التلقيح؟

= الياس مرابط: بالنظر إلى اطلاعنا الدائم على تطور الأوضاع بالمستشفيات، نعتقد أن تطورات الوضع الوبائي في بلادنا تؤكد استمرار ارتفاع عدد الحالات الجديدة يوميا بالنظر إلى معدل الإصابات المسجلة في آخر أسبوع، والتي وصلت إلى حدود 300 حالة في اليوم، وهذا مؤشر يشد انتباهنا كمهنيين في قطاع الصحة. ويجب أن تأخذه السلطات بعين الاعتبار، خاصة ونحن نعلم أن الإحصاء الرسمي والمعلن عنه من طرف وزارة الصحة، يعبّر عن الحالات المؤكدة بتحليل PCR، بينما يقدَّر العدد الحقيقي بأضعاف هذا العدد.

والمعلومات المتوفرة لدينا كمنظمة نقابية ممثلة للسلك الطبي، تؤكد وجود ارتفاع محسوس في عدد المرضى على مستوى الفحوصات العادية، والاستعجالات،  والمصالح الاستشفائية المخصصة لـ “كوفيد19”، وكذلك في وحدات الإنعاش؛ ما يعني أن الوضع يثير تخوفا كذلك بسبب انتشار حالات الإصابة بسلالات متحورة للفيروس.

إعادة فتح المطارات يعني تسجيل حركة قد تؤثر على الوضع العام، ما تعليقكم؟

❊❊ فتح الحدود أولا، أنا شخصيا أثمّن قرار إعادة فتح الحدود، وكنت من بين الأطباء الذين طالبوا بذلك منذ شهور؛ لأن من غير المنطقي أن نمنع جزائريين مثلنا، من دخول بلدهم وزيارة عائلتهم من جهة. ومن جهة أخرى، من غير الممكن أن تبقى الجزائر منعزلة عن باقي العالم بإغلاق كل حدودها، خاصة أن نهاية الوباء غير معرفة، ولكن أكدنا في نفس الوقت، على ضرورة إلزام الوافدين من مواطنين وأجانب، بالروتوكول الصحي الخاص، والعمل على احترام كل جزئياته، وعلى الجميع التقيد به.

صحيح أن حركة المسافرين من وإلى الجزائر تمثل تهديدا آخر على استقرار الوضع الوبائي، ولكن لا خيار آخر لدينا. وعلينا التعامل مع الأمر، بمنطق أغلب الدول اليوم، التي لم تلجأ إلى إغلاق حدودها كاملة رغم ما عانته وما تعانيه من تعقيدات صحية بسبب الجائحة.

وشخصيا، أعتقد أن الإجراءات المتخذة للمراقبة الصحية على الحدود مع التدرج في تنفيذ هذه العملية من خلال برنامج مضبوط للرحلات وإلزام الوافدين ببروتوكول وقائي، تفي بالغرض المطلوب، وتحقق الحماية المنشودة من احتمال العدوى.

نحن على أبوب العطلة الصيفية، ألا تعتقد أنه عامل قد يساهم في ارتفاع العدوى؟

❊❊ حقيقة، موسم العطل والاصطياف هو عامل آخر قد يساهم في ارتفاع وتيرة العدوى، ومن ثم انتشار المرض ونقله إلى ولاية أخرى، بسبب تنقّل الأشخاص أفرادا وجماعات، من مختلف جهات الوطن من وإلى المدن الساحلية؛ مما يوفر شروطا قد تسهل انتقال العدوى بين الأشخاص. كما لا ننسى أن فصل الصيف والعطل هو موسم الأعراس عند أغلب العائلات، وهي مناسبات يجتمع فيها الناس، ويختلطون، بقدومها، من أماكن مختلفة من ولايات الوطن؛ لذا يجب التنبيه والتذكير بأنها نفس الظروف التي تعرفها كل دول العالم تقريبا في هذه الفترة، بسبب خصوصيتها. وقد نتذكر ما حدث في أوروبا نهاية السنة الماضية بظهور موجة جديد للجائحة مباشرة بعد نهاية موسم الاصطياف؛ لذا فإن الكل متفقون على أنه يجب التعايش مع هذا الوضع الصحي، ومحاولة معالجة كل إسقاطاته الاجتماعية والاقتصادية، في انتظار تحقيق الأهداف المرتبطة بحملة التلقيح ضد “كوفيد 19”.

إذن ما هو المطلوب في رأيك؟

❊❊ نحن مطالَبون كغيرنا من شعوب العالم، باحترام كل إجراءات الوقاية المعروفة؛ من استعمال الكمامة التي نعتبرها أساس الوقاية، والحرص على التباعد الجسدي ونظافة الأيدي، مع سهر السلطات وحرصها على تشديد الرقابة والردع أمام كل حالة تراخ في تطبيق البروتوكولات الصحية؛ سواء كان الأمر يخص الأفراد أو المجموعات أو القطاعات والمؤسسات.

كلمة أخيرة؟

❊❊ التحسيس والتوعية بخطورة الوضع يبقى المحور الأساس لكل مخطط عمل وقائي يهدف إلى معالجة وضع وبائي يهدد صحة كل الجزائريين.