طباعة هذه الصفحة

رغم رمزية أسعارها

"الهدايا" تدخل الفرح إلى القلوب

"الهدايا" تدخل الفرح إلى القلوب
  • القراءات: 1218
❊أحلام.م ❊أحلام.م

يدرك الكثيرون قيمة الهدية وأهمية تبادلها مع الأهل والأحبة والأصدقاء، لما لها من خاصية إدخال الفرحة على القلوب وإشعار متلقيها بالاهتمام. كما يمكن التعبير من خلالها عن الحب، سواء بين الأزواج أو الإخوة أو الأبناء.. "المساء"، حاولت من خلال هذا الموضوع، عرض قيمة الهدية لدى الأفراد ومعايير اختيارها، وإذا كان لثمنها دخل، أم يعمل بالمثل القائل "حجرة من يد الحبيب تفاحة".

تختلف طرق اختيار الأشخاص للهدية، نظرا لاختلاف الطبيعة البشرية بين الجنسين، فما يحبه الرجال ليس نفسه ما تفضله النساء، وإن كانت هناك قلة مشتركة في الخيارات ممثلة في العطور أو الساعات اليدوية. كما تختلف ميزاتها حسب السن والهواية والحاجة والميزانية أيضا، إلى جانب اختلاف وجهة نظر الأفراد حيال قيمة الهدية المادية والمعنوية وطريقة اختيارها، وهل ستكون في مستوى توقعات المتلقي وهل ستعجبه؟، كلها أسئلة يحملها من يود إهداءها في ذهنه، وقد يقاسم حيرته مع من يثق في خياراته، كما قد يجد نفسه وحيدا في الاختيار وجها لوجه أمام الكثير من الأشياء الجميلة المغرية، التي يمكن أن يقدمها لمن يقاسمه الحياة، وهنا يصعب الاختيار، حسبما أكده لـ«المساء"، الكثير من الأزواج الذين أشاروا في معرض حديثهم، إلى أن أصعب مهمة تعترضهم خلال المناسبات؛ الهدية المقدمة للشريك أو الوالدين على أساس أنهما أغلى ما في الوجود، فتقول أم هاني "شخصيا أحب تلقي الهدايا وتقديمها، ففي المناسبات السعيدة والأعراس لا أجد مشكلة في اختيارها، نظرا لخاصية التنوع فيها، لكن عندما يتعلق الأمر بتقديم هدية لزوجي أو أمي، تراني أجد بعض الصعوبة في تقديم أفضلها، لهذا تجدني أحوم لمعرفة أفضل الأشياء لديهم أو التي تنقصهم أو ما يتمنون اقتناءه خلال هذه الأيام، لأنني أحب أن تكون هديتي منفردة وذات قيمة".

من جهته، أشار فؤاد، متزوج منذ أربع سنوات، إلى أنه يجد حيرة كبيرة في اختيار الهدايا، خاصة لزوجته، نظرا لصعوبة ذوقها في اختيار الملابس والعطور، في الوقت الذي يحب مفاجأتها بأشياء تدخل الفرحة على قلبها، ولمعالجة الأمر، يقول، إنه يعمل بوصية جبران "لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءا من ذاتك"، من خلال تقديم الهدايا الفاخرة، كالذهب والعطور باهظة الثمن خلال المناسبات السعيدة والخاصة، على غرار يوم مولدها أو الأعياد الدينية، كما أشار إلى أنه أهداها قلادة ذهبية مع ميلاد ابنهما الأول.

الباعة يساعدون على الاختيار   

أكد "محسن. ن« بائع مجوهرات، أن بعض الزبائن يحتاجون إلى أكثر من ساعة من الزمن لضبط خياراتهم، خاصة حيال الهدايا الثقيلة والثمينة، على غرار المهور، خاصة إذا لم تكن صاحبة الهدية حاضرة لتختار بنفسها، إذ يجد الخطيب أو الزوج صعوبة في الأمر، مما يجعله يستنجد برأي سيدة من أفراد عائلته، مع استشارة صاحب المحل، ويقول "غالبا ما تطرح عليّ أسئلة متكررة من قبل الزبائن، على غرار؛  هل هذه القطعة من الموضة؟ هل تم اقتناؤها من قبل سيدات أخريات؟ وهل ستعجب من ترتديها؟ وهنا أسأل؛ هل السيدة طويلة القامة أم لا، رشيقة القد أم لا.. ومن خلال الإجابات، أستطيع تقديم المساعدة في خيار القطعة التي ستقدم، وهناك من الزبائن من يعود إلي شاكرا الخيار، لتكراره في مناسبات أخرى مع نفس الشخص،  أو مع أفراد عائلاتهم الآخرين بالنسبة للمقتدرين ماديا، في حين يميل متوسطو الدخل إلى شراء هدايا من الفضة، خاصة أنها متنوعة، على غرار الخواتم، السلاسل وخاصة الأقراط التي يكثر اقتناؤها كهدايا بالدرجة الأولى".

حصة الأسد للمشغولات اليدوية والخزفية

أكد حرفيون أخصائيون في الصناعات التقليدية في حديثهم لـ«المساء"، أن الجزائري يثق كثيرا في أذواقهم في اختيار الهدايا التي تهدى لمن هم داخل الوطن، وأخرى خاصة بالمغتربين أو الأصدقاء من الدول الأوروبية، التي غالبا ما تكون للمشغولات اليدوية من ملابس و«وشاحات" ولوحات خزفية للقصبة، حصة الأسد فيها. 

تقول "نجية.ك" الحرفية في صناعة البرنوس النسوي و«البليطة " أو "الشال"، إن القطع المطرزة والمزينة بخيوط الفتول من الهدايا المطلوبة بكثرة، خاصة من قبل الفتيات للأمهات أو للعروس الجديدة، ليكون سترا لها في سهرة الحناء، كما تهديها الكنة لحماتها أو لأية كبيرة من العائلة، تعبيرا عن التقدير والاحترام، وتواصل محدثتنا قائلة "مثل هذه القطع الفنية، يمكن أن تبقى مكسبا لمدى الحياة، وأن تورث لأفراد الأسرة، ويمكن أن تستعمل للحنة ولخروج العروس من بيت أهلها وغيرها من المناسبات السعيدة".

من جهتها، أشارت الحرفية في الخزف الفني، جبار صفية، إلى أن المصنوعات الخزفية من أكثر الهدايا التي يقبل عليها الجزائري، خاصة تلك التي تحمل تاريخا، على غرار لوحات القصبة، الأباجورات المزيّنة بالحلي الفضية، وتقول "لاحظت خلال مسيرتي الطويلة في عالم السيراميك، أن الأفراد يفضلون مختلف القطع المصنوعة منه، كما يعد هدية ثمينة ترسل للمغتربين أو الأصدقاء من مختلف دول العالم".