حذّر مولود مصباحي قارة، أخصائي في طب النوم، من مخاطر قلة النوم على صحة الفرد، مشيرا إلى أن المجتمع الجزائري تبنى خلال الحجر الصحي وعدم العمل، روتين نوم جديد غير صحي بتاتا، لاسيما بعدما اختل أكثر نظامه خلال سهرات شهر رمضان الكريم، حيث اعتاد الكثيرون لاسيما الشباب، على البقاء يقظين إلى غاية موعد السحور، ثم النوم إلى غاية ساعات متأخرة من النهار.

أوضح المتحدث أن قلة النوم تسبب اضطرابات صحية عديدة، لاسيما إذا لم يأخذ الجسم القسط الكافي من الراحة التي يحتاجها وخصوصا في ساعات محددة من الليل التي تساعد على تجديد خلايا الجسم وتُعتبر بمثابة إعادة برمجة. وقال: "للتمتع بمزايا النوم لا بد من احترام موعد النوم ليلا، وذلك قبل منتصف الليل إلى غاية الفجر؛ لأن في تلك المرحلة يدخل الجسم طبيعيا إلى المراحل اللازمة من النوم؛ بداية يشعر الإنسان بالنعاس، مرورا بالنوم الخفيف، وبعده بلوغ مرحلة النوم العميق، وهي المرحلة التي يرتاح فيها المخ بصفة خاصة ومفيدة، ثم يمر الجسم بمرحلة النوم المرفق بالأحلام، وهي مرحلة يمكن الاستغناء عنها مقارنة بالمرحلة التي قبلها، ولكن مرحلة النوم العميق تتم في ساعات محددة من الليل في الظلام لا قبل ولا بعد". وأكد المختص: "رغم محاولة استدراك النوم في النهار إذا لم يتم النوم ليلا فلن يكون مطلقا بنفس جودة النعاس ليلا؛ لقوله تعالى: "وجعلنا الليل سباتا"، فحتى وإن ضاعف الفرد نومه في النهار لا يعوض حاجة المخ إلى تلك الراحة، بل سيدخله مرحلة الإرهاق والشعور بالخمول؛ فساعات قليلة فقط ليلا لا تضاهيها، بالمقابل، ساعات كثيرة نهارا". وشدد مولود مصباحي قارة على أن خطورة الأمر تكمن في تكرار "عدم النوم" لأيام طويلة والدخول في روتين السهر لأيام متتالية؛ ما يتسبب في إرهاق الجسم وضعفه، ويُفقد تركيز الفرد، ويؤثر على سلامة المخ. وأشار إلى أن قلة النوم قد تسبب الإصابة بالسكري من نوع 2 نتيجة انخفاض مفعول الأنسولين وانخفاض نسبة إفرازه، هذا إلى جانب مشكل ارتفاع ضغط الدم والشعور بالقلق غير المبرر. كما حذّر المختص من صعوبة العودة إلى الروتين الطبيعي عند الرجوع إلى العمل بعد رفع الحجر الصحي؛ ما يتسبب في مشاكل أخرى للعمال بسبب الوصول متأخرين إلى العمل.

وفي الأخير نصح الدكتور بعدم تبني روتين السهر المطول ليلا خلال الحجر الصحي، واحترام ساعات النوم ليلا، لاسيما خلال الحجر الصحي.