النقوش الجلدية أعادت الحياة لحرفتي

النقوش الجلدية أعادت الحياة لحرفتي

النقوش الجلدية أعادت الحياة لحرفتي
  • القراءات: 879
رشيدة بلال رشيدة بلال
يحاول بعض الحرفيين في كل مرة إدخال تعديلات جديدة على ما يبدعونه لاستقطاب الزبائن وحملهم على إلقاء نظرة، لعلهم يغيرون رأيهم في هذه الحرف التي يفترض أنها تمثل التراث، الحرفي رشيد زيري واحد من هؤلاء، حاول أن ينقل خبرته في مجال النقش على الخشب ويجسدها على الجلد،  فكانت النتيجة أن أوجد مصنوعات جلدية بنقش خشبي لقيت ترحيبا كبيرا من المواطنين.
يقول الحرفي رشيد بأنه لم يكن لديه أي ميل إلى الصناعات الجلدية، حيث كان في أول الأمر مهتما بكل ما هو خشب وكان محبا للنقش لما له من جانب جمالي، وبحكم أنه مبدع كان في كل مرة يستلهم أشكالا مختلفة وينقشها بأسلوب فني جميل على الخشب، غير أن اهتمامه بالنقش على الخشب سرعان ما بدأ يتراجع بعد أن احتك بورشة إخوانه الذين توارثوا الصناعة الجلدية منذ القدم، وشيئا فشيئا، فكر في اقتحام هذا العالم ولكن بطريقته الخاصة، حيث اقترح على إخوانه النقش على الجلد وعلى الرغم من أن الفكرة كانت تبدو غريبة غير أن إصراره على تطبيقها جعلهم يقبلون بالفكرة،  لاسيما أن الصناعة الجلدية وقتها كانت تعرف نوعا من الكساد.
أعطى الحرفي رشيد للصناعات الجلدية وجها آخر بعد أن نجح في تطبيق النقش الخشبي على ما يصنعه إخوته من حقائب وأحذية وأكسيسوارات جلدية يقول: "حقيقة النقش على الخشب أسهل بكثير من النقش على الجلد، غير أن تحكمي بالتقنية جعلني أنجح في إبداع تشكيلات جلدية جميلة، حيث اخترت لونا بربري الأصلي مستمد من الطبيعة" .
لم يكتف الحرفي رشيد بإدخال النقش الخشبي على مختلف المصنوعات الجلدية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تمرد على اللون الجلدي المعروف وراح يدخل بعض الألوان لإعطاء المصنوعات الجلدية المنقوشة وجها مفعما بالحياة، حيث قال: "كما هو معروف، الطابع البربري في النقش يحب الألوان لذا اخترت إدخال الألوان التي يحبها هذا الطابع وهي الأحمر والأصفر والأزرق".
بعد النجاح الذي حققته الابتكارات الفنية على مختلف المصنوعات الجلدية للحرفي رشيد، فكر في كيفية حماية إبداعاته من خلال ابتكار ختم يميز أعماله الجلدية، فما كان منه إلا أن دمغ أعماله بصورة لطائر الطاووس مرفق بالعلم الجزائري،  خاصة أن إبداعاته الجلدية كانت تقترب كثيرا من مثيلتها المغربية والتونسية".
وفي رده على سؤالنا حول مدى توفر مادة الجلد، جاء على لسان محدثنا بأنه عندما يتعلق الأمر بمادة الجلد، فإنه لا يتنازل مطلقا عن الطبيعي منه في مختلف المصنوعات التي يعدها، ورغم غلائه في السوق يتم استيراده من إيطاليا، ومن ثمة يتم إعادة دبغه وتحضيره ليكون معدا كي يتحول إلى حذاء أو حقيبة أو لوحة فنية.
يتمنى الحرفي رشيد أن يحوز على ورشة كبيرة ليتمكن من تعليم الشباب الباحث عن التكوين في مجال الصناعات الجلدية، خاصة "أنها مطلوبة بكثرة في صفوف الشباب"، يقول الحرفي رشيد.