جامعة العفرون تحتضن ملتقى وطنيا
النشاط الترفيهي ودوره في تعزيز الصحة النفسية للمتمدرس

- 86

تنظم جامعة لونيسي بالعفرون، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا، بتأطير من مخبر الطفولة والتربية ما قبل التمدرس، مطلع شهر أكتوبر المقبل، ملتقى وطنياً تحت عنوان: "دور النشاط الترفيهي في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للمتمدرس"، بمشاركة نخبة من الباحثين والأساتذة المختصين في المجال.
يُعدّ النشاط الترفيهي أحد الركائز الأساسية في العملية التربوية، حيث يحتل موقعاً هاماً لا يقل أهمية عن بقية الأنشطة التعليمية حتى وإن كان يحمل طابعاً ترفيهياً بحتاً يهدف إلى الترويح عن النفس والتسلية؛ فهو يمثل في حقيقة الأمر، حجر الزاوية في استكمال عملية بناء النمو السليم للطفل، سواء من الناحية النفسية، أو الاجتماعية، أو المعرفية.
وترى الدراسات التربوية الحديثة أن المدرسة لم تعد مجرد فضاء لتلقي المعلومات والمعارف، بل غدت مؤسسة، وظيفتها الإعداد الشامل للطفل؛ عقلياً ونفسياً واجتماعياً. ويتيح هذا التوجه للطفل فرصة تشكيل شخصيته، وصقل خبراته الحياتية، إضافة إلى تعزيز صحته النفسية، والجسدية، ما ينعكس إيجاباً على مساره الدراسي، وتنمية قدراته الإبداعية والمعرفية.
وفي هذا السياق، لم يعد النشاط الترفيهي مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبح وسيلة تعليمية وتربوية في حد ذاتها، تساهم في الكشف عن مواهب الطفل، وصقلها، وتوجيهها بشكل يتناسب مع متطلبات نموه. كما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس، ورفع القدرة على التواصل الإيجابي والفعّال مع الآخرين، خاصة من خلال الأنشطة الجماعية التي تتيح التفاعل مع الزملاء، مثل الرياضة، والمسرح، والرسم، والأشغال اليدوية، والرحلات الاستكشافية.
ويؤكد خبراء التربية أنّ للنشاط الترفيهي دوراً بارزاً في تنمية مختلف الجوانب المعرفية، واللغوية، والنفسية، والاجتماعية والعاطفية، إلى جانب الجوانب البدنية والصحية. كما يساعد في توجيه طاقات الطفل نحو ما هو مفيد وبنّاء، ما ينعكس على تحصيله الدراسي إذا ارتبط بأهداف واضحة، ومضبوطة.
ومن هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على الدور الحيوي للنشاط الترفيهي في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للطفل، باعتباره أداة أساسية لتحقيق التوازن المطلوب في تكوين شخصية المتعلم، وبناء مشروعه الذاتي.
ويهدف الملتقى، حسب القائمين عليه، إلى تسليط الضوء على أهمية النشاط الترفيهي في العملية التربوية، ودوره البارز في تنمية القدرات المعرفية والنفسية والاجتماعية للطفل، فضلاً عن مساهمته في تطوير مهاراته الحركية، والإبداعية، وتحقيق التوازن النفسي والجسدي. كما يعالج إشكالية محورية تتعلق بكيفية إدماج النشاط الترفيهي في المناهج الدراسية بطرق علمية مدروسة، بما يحقق الأهداف التعليمية، ويعزز الصحة النفسية والجسدية للطفل في ظل التحديات التي تفرضها التطورات التكنولوجية ووسائل الترفيه الحديثة، التي باتت تحل محل البرامج الترفيهية الميدانية.
وسيكون الملتقى فرصة لطرح جملة من المحاور المرتبطة بالموضوع، حيث سيتم التطرق بدايةً لمفهوم النشاط الترفيهي، وأهدافه، قبل الانتقال إلى دوره في بناء شخصية الطفل، وصحته النفسية، والجسدية.
كما سيناقش المشاركون واقع الأنشطة الترفيهية في المدرسة الجزائرية، وما تعانيه من نقائص، مع التركيز على الآليات الكفيلة بتوجيه النشاط الترفيهي نحو تنمية القدرات الفكرية والإبداعية للطفل.
وسيتخلل الملتقى مداخلات علمية ونقاشات ثرية حول أنجع الأساليب التي يمكن اعتمادها لتوظيف النشاط الترفيهي؛ كأداة تعليمية فعّالة، تساهم في إعداد جيل متوازن، قادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه.