الرسامة أمينة بولقابول لـ"المساء":

النسخة الجزائرية لـ"المانغا" تحمل رسائل تربوية للطفل

النسخة الجزائرية لـ"المانغا" تحمل رسائل تربوية للطفل
الرسامة أمينة بولقابول نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 1085
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أبدعت رسامة الشريط المرسوم أمينة بولقابول، في تجسيد مجموعة من الرسائل التربوية للأطفال والمراهقين من عشاق "المانغا اليابانية"، لاسيما بعدما أصبح الفن التاسع يستميل الفئات الشابة من المجتمع، وأصبح جزءا من ثقافتهم، خاصة أنّه في وقت سابق لم يكن يهتم به الجزائري مطلقا، وكان ثقافة غريبة وبعيدة كل البعد عن الثقافة العربية.

وجّهت رسامة الشريط المرسوم العديد من رسائل التحدي والشجاعة في مطبوعتها الجديدة التي أطلقتها، على هامش الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ23، الذي نظّم مؤخرا بقصر المعارض "الصنوبر البحري"، والموجهة إلى شريحة الشباب الطموح الذي تحذوه الإرادة في تحقيق أحلامه، مهما كان نوعها، خاصة إذا كان هذا الحلم في وسط صعب تسوده العديد من العوائق. كانت الدروس التي قدّمتها الرسامة في كتابها عبارة عن صيغ لحكاية مقتبسة من التقاليد اليابانية، لكن بثقافة جزائرية، كإسقاط على المجتمع بمختلف الميزات التي تفرده عن باقي الشعوب، على حد قولها.

أرجعت المتحدثة بروز هذه الثقافة وسط المجتمع الجزائري إلى العولمة، وتفتح الشباب على مختلف ثقافات العالم، خصوصا الثقافة الآسياوية، التي باتت تلهم الكثيرين باعتبارها من أعرق الحضارات وأقدمها، وهو ما جعل رواد الفن التاسع يداهمون العالم من خلال المهرجانات الدولية المنظمة في مجال الشريط المرسوم.

يعتبر الفن التاسع، حسب المتحدّثة، رسوما متتابعة تحكي قصة معينة غالبا ما تكون مصحوبة بنص على شكل فقاعات لتمثيل الحوارات والأصوات، فهي خليط من فنون القصة، المسرح والسينما، ثم التشكيل والشريط المرسوم يشبه السينما الثابتة، ففنان الشريط المرسوم يعتمد على نفس التقنيات التي يعتمدها السينمائي، خصوصا البانوراميك، أي المشهد العام للرؤية، وطبعا لديها خصائص، فمثلا عندما يتكلم شخص يوضع أمامه أو فوقه فقاعة ذنب متجه إلى الشخص الذي يتكلم.

أشارت أمينة إلى أنّ للشريط المرسوم قيمة تربوية، إذ يمثّل مساحة شاسعة لمعالجة الأفكار وتبليغها بطريقة ممتعة وشيقة، وبهذا أصبح فنا يمكن من خلاله التطرق إلى العديد من الظواهر ومعالجتها عن طريق قصص بسيطة، لكنها تحمل معان ورسائل عديدة موجّهة بصيغة عفوية للطفل، المراهق وكذا الشاب، خاصة أن البعض منهما،  لاسيما المراهق يصعب محاورته في ذلك السن، باعتباره لا يتقبّل النصيحة ولا الانتقاد حتى الإيجابي، ويحاول دائما التهرب من كلام الكبار في حثه على بعض السلوكيات الجيدة والمفيدة له في حياته الاجتماعية، وبذلك يكون الشريط المرسوم وسيلة لتبليغ فكرة وتوضيح مواقف إيجابية لشخصيات القصة يقتدي بها القارئ الصغير، من خلال مغامرة "المانغا" التي تجعلهم دوما يتطلعون في سبيل تحقيق أحلامهم مهما كان حجمها، مع تحدي الصعاب. أما بالنسبة للكبار. فالعمل يعتبر تجربة سيكولوجية لفرد ينتمي إلى مجتمع يعرفونه جيدا، هو مجتمع جزائري بكل المقاييس.

ركزت الرسامة في مطبوعتها على ما يميز الحياة الاجتماعية الجزائرية من نمط المعيشة، ناهيك عن معايير ثقافية أخرى، وغيرها من تلك التي تعمدت صاحبة الكتاب استعمالها، حفاظا منها على التقاليد العربية الجزائرية ومميزات الهوية الوطنية.