في الوقت الذي يبحث فيه أرباب الأسر عن أضحية

النساء يتكفلن باقتناء ملابس العيد للأطفال

النساء يتكفلن باقتناء ملابس العيد للأطفال
  • القراءات: 2773
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
رغم الكم المعتبر من الأعباء التي تتحملها العائلات الجزائرية، والتي جاءت بوتيرة متسارعة، على غرار شهر رمضان، عطلة الصيف، الأفراح، الدخول المدرسي والآن عيد الأضحى، إلا أنها لن تسلم في بعض التقاليد التي اعتادت عليها، ومنها اقتناء ملابس للأطفال لاكتمال فرحة عيد الأضحى المبارك.. أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وخلالها تتسارع خطى العائلات ومعها تكثر الحركة في الأسواق والمحلات والمراكز التجارية لاقتناء مستلزمات هذه المناسبة الدينية العظيمة، في الوقت الذي ينهمك أرباب الأسر في رحلة البحث عن أضحية العيد، تتفرغ النساء من جهتها للبحث عن ملابس لأطفالها. زارت "المساء" بعض الأسواق بالعاصمة والبيوت العاصمية لرصد الأجواء التي تسبق عيد الأضحى المبارك.
"فرحة الأطفال لا ثمن لها" هي العبارة التي يأخذها الأولياء بعين الاعتبار عندما يخصصون ميزانياتهم حسب متطلبات الحياة اليومية، ليبقى عيد الأضحى المبارك من بين المناسبات التي لا يهمش فيها هؤلاء من خلال اقتناء ملابس العيد لصغارهم، فلا تكفي الأضاحي لإسعادهم وإنما لابد من ملابس جديدة حتى تكتمل تلك الفرحة.
لم تكد العائلات الجزائرية تتنفس الصعداء من ضيق المصاريف الكثيرة خلال هذه الأشهر من السنة بين رمضان، عيد الفطر، الإجازة الصيفية، وكذا الدخول الاجتماعي حتى وجدت نفسها أمام أعباء ومصاريف جديدة، تتعلق بمتطلبات عيد الأضحى، لتشكل تحديا صعبا يتوجب على الأسر اجتيازها. تأتي هذه الضغوطات مباشرة بعد الإجازة الصيفية التي شكلت عبئا ماديا إضافيا على جيوب العائلات، خاصة بالنسبة للذين فضلوا تمضية العطلة خارج المنازل وعلى الشواطئ أو في دول أجنبية، كلفتهم ميزانية معتبرة، فقرر البعض الاكتفاء باقتناء أضحية العيد، في حين يبحث البعض الآخر عن إرفاق ذلك بملابس جديدة لأطفالهم، هو حال السيدة سلوى التي أوضحت أن الإلحاح المستمر لأبنائها بخصوص شراء ملابس العيد دفعها إلى اقتناء ما يحتاجون إليه وهذا بعدما خصصت لهم ميزانية خاصة من أجرها الشهري باعتبارها عاملة في إحدى الشركات الخاصة، في حين تكفل زوجها بشراء أضحية العيد فلم تتقبل فكرة إرهاق زوجها بمصاريف إضافية، نظرا لغلاء سعر الأضحية.
من جهتها، قالت سميرة بأنها لن تقتني ملابس خاصة بعيد الأضحى، لأنها عودت أطفالها على أن عيد الأضحى هو عيد التضحية والصدقة والإخلاص في عبادة الله، وليس فقط للملابس الجديدة، مضيفة أن ملابس الدخول المدرسي لا تزال جديدة، وعليه لن تنفق ميزانية إضافية لشراء ما هم في غنى عنه. بادلها صهيب طرف الحديث موافقا إياها الرأي بأن الأسعار المرتفعة التي تشهدها أضاحي العيد هذه السنة لا تسمح للأولياء بتخصيص ميزانية إضافية للملابس، وسوف يكتفي بإسعاد أطفاله بشراء الأضحية قبل العيد بأيام حتى يتسنى لهم إطعامها واصطحابها في الحي، وهو ما يستهوي الصغار.
سوق ساحة الشهداء بالعاصمة شهدت الأخرى حشودا من النساء اللواتي اقتربن من المحلات لاقتناء ما يحتجنه لأطفالهن، آخذات بعين الاعتبار أن الأطفال لا يدركون، لصغر سنهم، حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أوليائهم، مما يجعلهم يصرون عليهم بشراء تلك الملابس، وتقول إيمان في هذا الخصوص بأنها لا ترى مانعا في ذلك، فالأطفال سيكبرون في يوم من الأيام وسيتخلون عن بعض العادات، وما على الأولياء إلا مجاراتهم في هذه المرحلة من عمرهم.
أثر تعاقب المناسبات كثيرا على ميزانية الأولياء وجعلهم يشرعون في التحضيرات مبكرا من خلال شراء الأضحية وباقي المتطلبات، نتيجة احتراس الأولياء من الارتفاع المفاجئ للأسعار الذي أصبح ميزة هذه المناسبات. من جهته يقول توفيق: "في ظل الغلاء الذي طال الأدوات المدرسية وأضاحي العيد ما علينا سوى تكييف ميزانيتنا حسب ذلك، فبالنسبة إلي لا خيار لي، فلدي 3 أبناء وعلي كسوتهم بالجديد، باعتبار أن فصل الشتاء على الأبواب فلابد من اقتناء ملابس أكثر دفئا، لذا، سأستغل عيد الأضحى لشرائها كي أضرب بهذا عصفورين بحجر واحد.
وتؤكد صبيحة أم لأربعة أطفال أنها اشترت لباسا واحدا لأول يوم دراسي، ثم للعيد، لأن الملابس تشهد هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار، فقد اقتنت لباسا لإحدى بناتها الأصغر سنا، بما يزيد عن 3000 دينار، خلال فترة التخفيضات. أصحاب المحلات أكدوا أن المشكل ليس في الأسعار، باعتبارها معقولة، إلا أن انخفاض القدرة الشرائية وتعاقب المناسبات استنزف ميزانية الأسر وهي الضغوطات التي تستوجب على رب العائلة حسن إدارتها لتجنب القلق والمشاكل النفسية.