المختص في المسالك البولية البروفيسور ولد العربي لـ"المساء":

النساء أكثر وعيا من الرجال في التشخيص والوقاية الصحية

النساء أكثر وعيا من الرجال في التشخيص والوقاية الصحية
البروفيسور سيد أحمد ولد العربي، المختص في جراحة المسالك البولية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة
  • 166
رشيدة بلال رشيدة بلال

 أكد البروفيسور سيد أحمد ولد العربي، المختص في جراحة المسالك البولية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، على أهمية التشخيص المبكر لسرطان البروستات، الذي أصبح في السنوات الأخيرة يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات التي تصيب الرجال في الجزائر، خصوصًا في الفئة العمرية ما فوق الخمسين سنة.

وأوضح البروفيسور، في حديثه لـ "المساء" على هامش مشاركته في فعاليات الحملة الوطنية للكشف عن سرطان البروستات، التي أطلقتها وزارة الصحة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان برئاسة البروفيسور عدة بونجار، أن كل المصالح الصحية والمجتمع المدني مجندة من أجل رفع مستوى الوعي وتشجيع الرجال على إجراء الفحوص الوقائية، باعتبار أن التشخيص المبكر هو السبيل الأول لرفع معدلات الشفاء، خاصة وأن سرطان البروستات من أنواع السرطان ذات نسب الشفاء العالية بفضل تطور المنظومة الصحية في الجزائر.

وأضاف المتحدث أن المناطق النائية تبقى الأكثر حاجة إلى التوعية الصحية، داعيًا إلى دفع الرجال نحو إجراء الفحص دون انتظار ظهور الأعراض التي قد تنذر بالإصابة. وأوضح أن السن المثالي لإجراء الفحص هو بعد الخمسين سنة، حيث يكفي أن يتواصل الرجل مع مختص في المسالك البولية لإجراء فحص دوري كل ثلاث أو أربع سنوات، ما لم يكن له تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، لأن الحالات تختلف من شخص لآخر.

وأشار البروفيسور ولد العربي، إلى أن سرطان البروستات يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة، بين السرطانات التي تصيب الرجال في الجزائر. وبالمقارنة مع سرطان الثدي عند النساء، أوضح أن الوعي الصحي لدى النساء أكبر من الرجال، وهو ما أثبتته نتائج حملة أكتوبر الوردي الأخيرة، حيث بلغ الإقبال النسوي على فحوص الماموغرافيا مستويات مرتفعة. ووفقًا لتصريحات البروفيسور عدة بونجار، فإن أكثر من 50 بالمائة من حالات سرطان الثدي تُكتشف في المرحلتين الأولى والثانية، ما يجعل فرص العلاج والشفاء منها مرتفعة بفضل العمل التحسيسي المتواصل منذ أكثر من عقدين.

وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور ولد العربي، أن وعي الرجال لا يزال في بدايته، مشيرًا إلى أن الإقبال على التشخيص لا يزال دون المستوى المطلوب، بل إن العديد من الحالات تصل إلى المصالح المتخصصة بناءً على مبادرة من الزوجات. وقال: "نلاحظ أن كثيرًا من الرجال يأتون إلى مصالحنا لإجراء الفحص بطلب من الزوجة، بعد ملاحظة أعراض مقلقة، وهو دليل على أن النساء أكثر وعيًا صحيًا من الرجال في هذا المجال".

وفي رده على سؤال حول مدى فعالية العمل الجواري في التوعية الصحية، شدد البروفيسور ولد العربي، على أن العمل الميداني يلعب دورًا أساسيًا في إيصال المعلومة الصحيحة إلى الفئة المستهدفة، مبرزًا أن العديد من الرجال الذين يُستقبلون في المصالح المتخصصة تم توجيههم عبر الحملات التحسيسية. كما أشار إلى أن بعض الجمعيات تساهم في هذا الجهد من خلال تقديم تخفيضات في تكاليف الفحوص لتحفيز الرجال على الإقدام على التشخيص المبكر، لأن اكتشاف المرض في بدايته يتيح فرصًا كبيرة للتعافي التام.

وختم البروفيسور حديثه موضحًا أن متوسط عمر الإصابة بسرطان البروستات عالميًا يبلغ حوالي 70 سنة، نظرًا لارتفاع معدل العمر في بعض الدول إلى 80 سنة، بينما في الجزائر تتراوح الفئة الأكثر إصابة بين 50 و70 سنة، وهو ما يجعل الفحص المبكر ضرورة صحية حيوية لكل رجل تجاوز الخمسين.