الأستاذة خطاش مختصة في علم النفس:

النساء أكثر عرضة لضغوط الحياة من الرجال

النساء أكثر عرضة لضغوط الحياة من الرجال
  • القراءات: 1081
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل موضوع الضغط في المجتمع الجزائري مادة دسمة للبحث في أسبابها من المختصين النفسانيين والاجتماعيين، هذا الضغط الذي تحول بفعل وتيرة الحياة الحديثة وما تحمله من انشغالات إلى رفيق دائم. وحسب أستاذة التعليم العالي بجامعة الجزائر «2»، خطاش،   مختصة في علم النفس «فإن معظم أفراد المجتمع في الوقت الراهن، يشغل الضغط حيزا كبيرا من حياتهم ويشكل خطرا كبيرا على صحتهم، بالنظر إلى الأمراض التي يمكن أن يتسبب فيها.

الغذاء غير الصحي ـ طبعا ـ المشبع بالسكريات والدهون، يعتبر أحد أهم العوامل المتسببة في إحداث الأمراض، شأنه شأن الضغط  الذي تتسبب فيه بعض العوامل على اختلافها، كزحمة المواصلات واكتظاظ الطرق، وهو ما أكدته نتائج مختلف الأبحاث التي وصلت إلى نتيجة مفادها أن ضغوط الحياة اليومية تشكل لا محالة عنصر خطر قار على الصحة، حسب المختصة النفسية التي أكدت وجود العديد من العوامل المتسببة في تعرض الفرد لحالة من الضغط، ومنها نمط الحياة الحالي المتصف بالسرعة. فمثلا نقف كثيرا عند تعليقات بعض المواطنين من الذين يعترفون بأن نمط الحياة العصري يسبب لهم الكثير من الضغوط ويؤثر على تفكيرهم وعلى حالتهم النفسية والعصبية».

الدراسة الميدانية التي تم إجرائها حول مسببات الضغط، حسب المختصة النفسانية، كشفت عن أنه بالمقارنة بين النساء والرجال تبين بأن النساء يعانين من الضغوط أكثر من الجنس الذكري، وهو ما كشفت عنه الأرقام الإحصائية البيانية، ومرجع ذلك قدرة النساء على إدراك حالات الضغط التي تكون مصادرها متعددة، كالعائلة والعمل والشارع وكثرة المسؤوليات، بالمقارنة مع الرجال، حيث نلاحظ تقول «إن ما قد يسبب لهم الضغط قليل بالمقارنة مع النساء، فمثلا نجد أن ما قد يسبب الضغوط للرجال قلة المال أو عدم الحصول على عمل، على خلاف النساء اللواتي يتحملن مسؤوليات عديدة.

خلصت الدراسة الميدانية، حسب المختصة، إلى تصنيف المجتمع إلى ثلاث فئات: فئة لها ضغط منخفض وضغط متوسط، وفئة لديها ضغط عال، مشيرة إلى أن النسبة التي تتواجد بكثرة في المجتمع الجزائري هي فئة الضغط المتوسط، فمعظم الأشخاض يعيشون حالة ضغط متوسط قابل للارتفاع. 

وحول كيفية تأثير الضغط على الصحة، أفادت المتحدثة «بأن ما يسمى بضغوط الحياة اليومية لها انعكاسات على الصحة، فقد يخلق صراعات بين الأشخاص، كما يمكن ربطه بالتغذية، فمثلا بالنسبة للنساء يقلن بأنهن لا يملكن الوقت للعناية بأنفسهن، مما يجعلهن يهملن حياتهن الصحية، وفي النتيجة ظهور العديد من الأمراض كالسكري والضغط الدموي.

الهدف من الدراسة، حسب أستاذة التعليم العالي، التعرف على العوامل الخطيرة على الصحة، لأن هذا البحث يدخل في بحث آخر أوسع وهو المرحلة الانتقالية المتمثلة في الصحة بشمال إفريقيا والجزائر، إذ تؤكد «مرت من مرحلة الأمراض المعدية ولم تبحث أسبابها كما يجب، وانتقلت إلى الأمراض غير المعدية التي هي الأخرى يجري البحث في أسبابها»، وتعلق «نحن لم نحل إشكالية الأمراض المعدية وانتقلنا إلى الأمراض غير المعدية، مما يطرح إشكالية بحثية، بالتالي يعتبر الضغط أحد أهم المصادر التي تتسبب في بعض الأمراض، مشيرة «إلى أن الحلول المقترحة تتمثل في البحث عن الأسباب وتشريحها ودرجة الوعي لدى الأفراد، وتبقى وزارة الصحة المعنية بأخذ قرارات حول الاستراتيجيات التي يجب اتبعاها لمعالجة كل هذه الأسباب.

من بين الحلول التي تم اقتراحها للتحكم في الضغط؛ ممارسة الرياضة، حسب المختصة التي تؤكد أن كل فرد قادر على تسيير ضغوطه بالبحث بينه وبين نفسه عن أنسب طريقة تمكنه من التخفيف من حدتها على نفسيته، كالاسترخاء مثلا.