الشيخ زاوي الجيلالي إمام بمسجد "عثمان بن عفان" ببوفاريك

المولد النبوي فرصة لاستحضار سيرة المختار والاقتداء به

المولد النبوي فرصة لاستحضار سيرة المختار والاقتداء به
  • القراءات: 727
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعود النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي في كل مرة تحل فيها ذكرى المولد النبوي الشريف، إلى الحديث عن مشروعية الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة من عدمها، وبين مشجع للاحتفال، من باب إحياء الذكرى والتمسك بالعادات والتقاليد، وبين من يعتبرها بدعة، تحدثت "المساء" إلى الشيخ زاوي الجيلالي إمام بمسجد "عثمان بن عفان" في مدينة بوفاريك، فكان هذا اللقاء.

يقول الإمام زاوي الجيلالي عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي من عدمه، إن الحديث عن الظاهرة الاحتفالية يتطلب منا كمجتمع التحلي بالموضوعية، قبل الخوض في نقاشات تقود إلى زرع البلبلة فقط دون الوصول إلى نتيجة معينة، مضيفا أن من الموضعية الرجوع إلى بعض المحطات التاريخية عند الخوض في مسألة الاحتفال من عدمه، وبالعودة، حسبه، إلى زمان الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يكن هنالك احتفال بمولده ولا في زمان الخلفاء الراشدين الأربعة، ولا حتى في زمن الأئمة الأربعة. مشيرا إلى أن الاحتفال بمولده ظهر في القرن الرابع هجري، ثم انتشر في العالم الإسلامي، ولم يختلف علماء الإسلام في محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن اختلفوا في مسألة الاحتفال كمظهر، فمنهم من "اتبع الأصل الذي لا يقيم الاحتفال على أساس أن ذكراه حاضرة على مدار السنة، من خلال ذكره والصلاة عليه والاقتداء به، في حين اتجهت بعض الاجتهادات إلى القول باستحسان الاحتفال به، من باب كثرة المغالطات والابتعاد على السيرة، حيث يكون ذلك من خلال قراءة السيرة والقيام بندوات، وهو ما تعكف عليه مؤسستنا الدينية"، يقول الإمام.

من جهة أخرى، أوضح الإمام أن من المظاهر المرفوضة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إحراق المفرقعات والتسبب في إزعاج وإضرار الغير، وأن محبة النبي عليه الصلاة والسلام لا تظهر بالعنف والتسبب في إزعاج الآخر والتبذير، إنما تكون بتوجيه هذه الأموال للتصدق بها عوض حرقها، واعتبار المناسبة محطة لاستذكار نبينا، خاصة أنه ساد في السنوات الأخيرة، جهل بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث نجد "شبابا لا يعرفون شيئا عن نبيهم، ويسارعون إلى الاحتفال بإحراق المفرقعات"، مشيرا إلى أن العيب ليس في الاحتفال، إنما بطريقة الاحتفال التي أعطت صورة سيئة عن المجتمع الإسلامي"حسب المتحدث، فإن أهمية الاحتفال بمثل هذه المحطات الدينية، تظهر في مجابهة بعض الحملات الشرسة على الدين الإسلامي، والتي عادت لتطول الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن ثمة، فالمناسبة فرصة لجعل هذا الشهر شهرا لنصرة النبي صلى عليه وسلم، من خلال استحضار سيرته والاقتداء به.