الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة في الجزائر

المواطن مدعو إلى الوثوق في الدواء الجنيس

المواطن مدعو إلى الوثوق في الدواء الجنيس
  • القراءات: 429
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

لقيت الحملة التوعوية التي أطلقتها مؤخرا، الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة في الجزائر حول ماهية الدواء "الجنيس" تجاوبا كبيرا من المواطنين، الذين احتكوا بأعضاء الجمعية من طلبة الصيدلة للإجابة عن كل انشغالاتهم حول هذا الدواء، الذي يجهل عدد كبير منهم الفرق بينه وبين الدواء الأصلي، والذي لا يعدو أن يكون اختلاف في الاسم التجاري والتغليف والذوق أو اللون، فيما يظل المبدأ في التداوي نفسه الذي يقوم عليه كلاهما.

لدى احتكاك "المساء" بعدد من المواطنين الذين ترددوا على جناح الجمعية بساحة البريد المركزي، كشفوا في معرض حديثهم، عن أنهم في أمس الحاجة إلى مثل هذه الأيام التحسيسية التي تلعب دورا هاما في إكسابهم ثقافة صحية، وتصحيح بعض الأخطاء، ولعل أهمها أن الدواء الأصلي لا يختلف عن الجنيس، لأن كلا الدوائين يعتمدان على نفس التركيبة الموجّهة لمعالجة الداء، غير أن الاختلاف الذي يجعل الدواء جنيسا، هو تعديل بعض المخابر التي تتبنى التركيبة العلاجية للذوق أو اللون، ولعل هذا ما يحدث الاختلاف. أما من حيث الفعالية العلاجية، فتظل نفسها التي يقوم عليها الدواء الأصلي.

حسب الآنسة أميرة بوشلاغم، نائب الرئيس مكلّفة بالنشاطات المتعلقة بالصحة العمومية، فإن الجمعية دأبت منذ 2009 على تبني هدفين، أولها الاهتمام بتكوين طلبة الصيدلة من جهة، ومن جهة أخرى العمل على توعية المجتمع ببعض الأمور التي تهمهم وتساهم في توعيتهم وإكسابهم ثقافة صحية، مشيرة إلى اختيار موضوع معين في كل مرة يخص الصحة العمومية، ومن ثمة يتم الاحتكاك بالمواطنين قصد توعيتهم.

من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن الجمعية اختارت هذه المرة توعية المواطنين بماهية الدواء الجنيس، الذي يأبى عدد كبير منهم التداوي به، من منطلق أنه لا يحوي على الخصائص العلاجية التي تتوفر في الدواء الأصلي، تقول "هذا هو الخطأ الشائع الذي ارتأينا تصحيحه من خلال الاحتكاك بالمواطنين وإعطاء صورة واضحة حول الدواء الجنيس".

اعتمدت الجمعية، حسب طالبة الصيدلة، على إستراتيجية بسيطة لإقناع المواطنين بالخصائص العلاجية الموجودة في الدواء الجنيس، والتي تعتبر في حقيقة الأمر نفسها الموجودة في الدواء الأصلي، تقول "الفرق الوحيد هو أن بعض المخابر تقوم بالبحوث والتجارب، ومن ثمة تطرح الإنتاج بعد التأكد من نجاعته، أما الجنيس فتختصر فيه المخابر كل هذه المراحل وتقوم مباشرة بإنتاج الدواء مع إدراج بعض التغييرات التي لا تمس التركيبة العلاجية، وإنما تخص الذوق أو اللون ليظهر الاختلاف". مشيرة إلى أن هذا ما ينبغي للمواطنين أن يقتنعوا به في أوّل الأمر"، وتردف "اختيار الدواء الجنيس يعود على صاحبه بالفائدة، فمن جهة يتم إعفاؤه من  مصاريف البحث الخاصة بتحضير الدواء، والتي لا تدخل في مبلغ الدواء البديل، لأنّ ملف التركيبة جاهز، فضلا عن إمكانية معالجة الحساسية التي يمكن أن يتسبب فيها الدواء الأصلي من خلال معالجتها بالدواء البديل".

من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن المخابر الجزائرية معروفة بفعاليتها في متابعة الأدوية الجنسية، مما يجعل المواطن يقبل على اقتنائها من دون أي خوف، مشيرة إلى أنها تمكنت مؤخرا من إيقاف دوائين جنيسين عن دخول الأسواق الجزائرية، بعدما ثبتت عدم فعاليتهما وقد تم توقيفهما على الصعيد العالمي، تقول "الأمر الذي يدعونا إلى وضع ثقتنا في مخابرنا،  خاصة أن الجزائر لم تصل إلى مرحلة إنتاج أدوية أصلية وأغلب الأدوية المسوقة بالصيدليات جنيسة معدة بالمخابر الجزائرية".

وردا عن سؤال حول مدى تجاوب المواطنين مع الحملة، أكدت محدثتنا أن التفاعل كان كبيرا جدا قائلة، "تمكنا من تصحيح جملة من المعتقدات الخاطئة التي كان يؤمن بها البعض، والتي تشير إلى أن الدواء الجنيس لا يمكنه أن يحل مطلقا محل الدواء الأصلي، الذي يكون أقل فعالية، ولا يأتي بالنتائج المرجوة منه"، مشيرة إلى أن الاقتناع بأن الدواء ذو فعالية مرتبط بالحالة النفسية، أكثر من أي شيء آخر، بمعنى "إذا اقتنع المريض بأن الدواء الجنيس يعالج مرضه، وإن لم يأت العلاج بالنتيجة المرجوة، فهذا لا يعني أن الدواء غير فعال وإنما ينبغي تغييره فقط".

رشيدة بلال