المكلف بدمغ الزرابي في مركز تيبازة، محمد العربي بلحاج لـ«المساء”:

المواد الاصطناعية خطر على الصحة وتفقد الزربية التقليدية قيمتها

المواد الاصطناعية خطر على الصحة وتفقد الزربية التقليدية قيمتها
المكلف بدمغ الزرابي في مركز تيبازة، محمد العربي بلحاج س.زميحي
  • القراءات: 1376
❊ س.زميحي ❊ س.زميحي

أوضح رئيس مصلحة الترقية بغرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية تيبازة، والمكلف بعملية دمغ الزرابي التقليدية، محمد العربي بلحاج في تصريح لـ«المساء، أن المواد الاصطناعية المضافة خلال حياكة الزرابي التقليدية تشكل خطرا على صحة المستهلك، كما تفقد الزربية قيمتها، مؤكدا أهمية تحسيس الحرفيين والحرفيات لتطوير وترقية فن الحياكة وتمكين دمغه ليكون مؤهلا للتصدير. مشيرا إلى أن مركز تيبازة تمكّن منذ دخوله حيز الخدمة إلى اليوم من دمغ 749 زربية في الولايات التابعة للمركز.

قال السيد بلحاج بأن الدمغ عملية تسمح بمنح الزربية الموجهة للبيع علامة الجودة والنوعية، سواء داخل أو خارج الوطن، مؤكدا أن هذه العملية ليست إجبارية لكن اختيارية، لأن الحرفي حر في قبول دمغ منتوجه أو رفضه، موضحا أن هناك حالة يكون فيها الدمغ إجباريا وضروريا عندما يتم تصدير المنتوج إلى الخارج، وهو ما يتطلب احترام المعايير المعمول بها.

أضاف المتحدث في سياق متصل، أن من معايير الدمغ أن يكون باستعمال مواد طبيعية وليست اصطناعية، أي الصوف والقطن، وأن لا تتعدى نسبة المواد المضافة خمسة بالمائة، كالمواد البلاستيكية، وأن يكون سطح الزربية مستويا والجوانب متساوية، حيث يتساوى طول وعرض الأضلاع. كما يجب أيضا أن تكون الزربية جديدة ولم تستعمل من قبل، فإذا كانت قديمة يتم رفضها، وأن ترمز إلى الأصالة والموروث الثقافي. كما يجب أن لا تحمل علم أية دولة أو صورا لشخصيات وطنية أو دينية أو عالمية، ولا تكون بها كتابات قرآنية، حيث يتم في هذه الحالة رفضها ولا تمسها عملية الدمغ.

ذكر بلحاج العربي وجود أربعة مراكز دمغ على المستوى الوطني في كل من تلمسان، غرداية، تبسة، ومركز تيبازة الذي فتح أبوابه سنة 2009، حيث يشرف على الولايات الوسطى، منها تيزي وزو، البويرة، بجاية، الجزائر العاصمة، بجاية سكيكدة، المدية، المسيلة وغيرها، موضحا أنه في كل عام هناك تقليد دمغ الزرابي المصنوعة بولاية تيزي وزو، وهناك تحسن من سنة لأخرى، حيث قال بأنه خلال مهرجان الزربية المنظم العام الماضي، لم يتم دمغ أي منتوج، لأن كل الزرابي التي تم تقديمها للمعاينة من أجل الدمغ لم تستوف الشروط اللازمة، موضحا أن المعايير المعمول بها في عملية الدمغ عالمية، حتى وإن كانت هناك إضافات في بعض البلدان، ضاربا مثلا بالزربية الفارسية، قائلا بأن عملية النسج والحياكة هي نفسها بين البلدين، الاختلاف الوحيد يكمن في استعمال مواد أولية مختلفة والعقدة، بينما يستعمل الحرفيون في الجزائر عقدة تركية. 

دمغ 9 زرابي من أصل 14 قدمت للمعاينة

نوه المكلف بعملية الدمغ في مركز ولاية تيبازة، بالتحسن المسجل في عملية الحياكة والنسج وفقا للمعايير المعمول بها عالميا في مجال الحياكة، حيث تمكن من تصدير المنتوج خارج الوطن، وقال بأنه خلال مهرجان زربية آث هشام المنظم في طبعته التاسعة، تم تسجيل تحسن كبير في مجال الحياكة، وفقا للمعايير المعمول بها من أجل الحصول على الجودة والنوعية، بالتالي دمغ الزربية، حيث تم في إطار هذا المهرجان الذي شاركت فيه عشر ولايات دمغ تسع زرابي، اثنتان منها من ولاية غرداية والبقية من ولاية تيزي وزو، من أصل 14 زربية تم تقديمها للمعاينة من طرف المكلفين بالدمغ. قال بلحاج العربي بأنه تم رفض بقية الزرابي بسبب وجود مواد طبيعية اصطناعية، وعقد شوهت مظهرها وجمالها. كما تم رفض زربية من ولاية المدية كونها قديمة.

أشار محدثنا إلى أنه عقب كل عملية دمغ، يتم تنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة الحرفيات، لتوضيح أسباب رفض الدمغ والشروط المطلوبة من أجل أن تحظى الزربية به، وهو ما من شأنه تحفيز الحرفيات للعمل أكثر على تجسيد هذه النصائح وتحسين المنتوج، حيث أكد على أن هذه اللقاءات فرصة لتحسيس النساء الحائكات بالمواصفات والتقنيات المطلوبة للاستفادة من الدمغ، لتكون الزربية منتوجا قابلا للتصدير. مؤكدا أن مواصلة المركز جهوده كل سنة في سبيل التحسيس، يساعد على تنويع الاقتصاد الوطني الجزائري خارج قطاع المحروقات، تماشيا مع توجهات الدولة.

ثمّن المتحدث نتائج عملية التحسيس التي أبرزت وعي الحرفي النشيط في مجال حياكة الزرابي، بمعنى الدمغ وأهميته وشروطه، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الحرفيات والحرفيين يستعملون نسيجا وقطنا به مواد اصطناعية، وفي هذا الشأن  يجب التحسيس حول الأمر، على اعتبار أن المواد الاصطناعية تمثل خطرا على صحة المستهلك وتفقد من قيمة الزربية التقليدية، إلى جانب أخطاء أخرى ـ مثلا ـ في الطول والعرض، ففي بعض الزرابي اختلالات، لأن الحرفيين لا يستعملون الجبادات، إذ أن هذه التقنية بعدما دخلت في نظام الإنتاج أخذت الزربية تلقائيا تأتي مضبوطة من حيث الجمال.

قال السيد العربي بأن عملية الدمغ تتطور من سنة لأخرى، كونه يسمح بالحفاظ على الأصالة والموروث وحماية المنتوج من التقليد، وأن يكون منتوجا جزائريا 100 بالمائة، مشيرا إلى سلسلة التكوينات والتأطير الذي يشرف عليه مركز الدمغ بتيبازة، لفائدة الحرفيات والحرفيين الناشطين في مجال الحياكة على مستوى تيزي وزو، حيث توجد فرص كثيرة للنسيج والحياكة على مستوى ولاية البويرة، خنشلة، بجاية والجلفة، لتتطور العملية وتمس ولايات أخرى تابعة لمركز الدمغ بتيبازة، يضيف المتحدث.