في لقاء نُظم أمس بالمعهد الإسباني
المهندسة المعمارية في الجزائر، قصة كفاح لا تنتهي

- 2505

أشارت المهندسة المعمارية حسنة حجيلة إلى عدم التمييز بين المرأة والرجل في مرحلة تدريس الهندسة المعمارية، إلا أن هذا الأمر سرعان ما يتغير بعد التخرج، حيث تتلقى المرأة عراقيل فيما يخص التوافق بين عملها وحياتها الخاصة، علاوة على صعوبة اقتحامها ورشات البناء وكذا إنشاء علاقات عمل كثيرة. وأضافت المهندسة المعمارية خلال اللقاء الذي نظمه المعهد الثقافي الإسباني أمس بعنوان "المرأة والهندسة المعمارية"، أنها أخفت عن عائلتها عملها في ورشات البناء طيلة سبع سنوات، وبالضبط بعد أن أصبح هذا الأمر مقبولا نوعا ما في المجتمع الجزائري، مشيرة إلى أن المرأة أيضا لا يمكنها أن تقيم علاقات كثيرة وتشرب على نخب أصحاب المشاريع؛ بغرض كسب صفقات مثلما يفعله الرجال.
وفي هذا السياق، اعتبرت الأمينة العامة لنقابة المهندسين المعماريين الخواص، أنها لم تهتم بقضايا التمييز بين المرأة والرجل في مهنتها، بل كان همها الوحيد هو دفع السلطة للاعتراف بهذه المهنة، خاصة أنه لا يتم الفصل بين الهندسية المعمارية والبناء، لتضيف أن المهندس المعماري ليس بالرسام فحسب، بل هو مصمم الفضاءات، ويصبو إلى إسعاد وتلبية أذواق مستغلّيها. كما تطرقت المهندسة لبعض المشاريع التي قُدمت بشأنها ملفات لإنجازها، لتعود وتذكر أن التكوين الذي يتلقاه الطالب في الجامعة هو نفسه الذي تستفيد منه الطالبة، إلا أن الأمور تتغير فيما بعد، وبالضبط في الميدان؛ نظرا لمتطلبات هذا العمل الكثيرة، وكذا الوقت الكبير الذي يأخذ من ممارسه، لتطالب السلطات بتنظيم مناقصات يكسبها الأكثر احترافية وفنية من دون معرفة إن كان رجلا أم امرأة.
من جهتها، قالت المهندسة المعمارية آسيا حرشاوي إنها لم تشعر بالفرق بين المرأة والرجل في ممارسة الهندسة المعمارية في سنوات السبعينات والثمانينات، مضيفة أنها ترأّست لجانا كثيرة تعنى بهذه المهنة من دون أدنى مشكل، إلا أن الأمور تغيرت بعد سنوات التسعينات وبروز تيار منغلق عن نفسه من المجتمع، يرفض عمل المرأة في بعض المجالات. كما تناولت المتحدثة خبرتها في عملها التي تجاوزت الثلاثين سنة، حيث أكدت أنها كسبت عدة مشاريع عمومية، آخرها مشروع كبير لإنجاز سلسلة من الفنادق بالصحراء الجزائرية، مشيرة في السياق ذاته، إلى أن الخواص لا يلجأون في العادة إلى العمل مع المهندسات المعماريات.
وأشارت المتحدثة إلى أن الكثير من خريجات مدرسة الهندسة يجدن عملا؛ لأنهن متحمسات، ولكن سرعان ما يتناقص عددهن مع مرور الأيام؛ حيث لا يستطعن التكيف مع متطلبات هذا العمل المضني، فقد تضطر المهندسة المعمارية للمبيت في مكتبها أو حتى عدم النوم ليالي كثيرة إلى غاية إنجازها مهمتها، لتنتقل إلى صعوبة تقييم هذا العمل في الجزائر، وهي حال كل المهن التي تهتم بالدرجة الأولى، بالإبداع الفردي. أما المهندسة المعمارية الإسبانية آريادنا كانتيس فبثت فيديو عن تحقيق أجرته رفقة مارتا مهندسة معمارية من مدريد، حول ظروف عمل المهندسات المعماريات في إسبانيا، وشمل التحقيق الإدلاء بشهاداتهن؛ حيث أجمعن على أن الكثير من المهندسات لا يتمكنّ من الوصول إلى الدكتوراه، بل يتجه أغلبهن إلى التدريس بسبب صعوبة التوفيق بين عملهن الخارجي المتعب والداخلي، كما أكدن على أن الحل ينبع من إرادة سياسية، تتمثل في تلقين الطفل مبدأ المساواة بين الجنسين.