طباعة هذه الصفحة

بعدما كانت ملتقى السياح والباحثين عن القطع الفنية

المنتوج الصيني يزحزح الحرفيين عن ساحة "السكوار"

المنتوج الصيني يزحزح الحرفيين عن ساحة "السكوار"
  • القراءات: 708
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أصبحت السلع الصينية والهندية تنافس بشدة المنتجات التقليدية الجزائرية المعروضة في ساحة "السكوار"، الأمر الذي جعل بعض الحرفيين يتذمرون من هذه الوضعية التي جعلت الإقبال على منتجاتهم محتشما.
تحولت ساحة "السكوار" إلى منطقة تجارية محضة، غاب عنها الطابع الفني الذي كانت تتميز به سابقا، حيث كانت تضم مجموعة من الحرفيين الذين ينشطون في الصناعة اليدوية؛ سواء في الخزف الفني أو السيراميك، النحاس، النقش على الخشب، أو صناعة الحلي والفضة التقليدية، ليغادر تلك الأرصفة  مبدعون ويحل مكانهم تجار لمختلف المنتجات الصناعية، مثل؛ ساعات اليد .. النظارات الشمسية، الحلي وغيرها من السلع المستوردة من الهند وباكستان.
ولعل الأسوأ في كل ذلك، حسب من مسهم استطلاع "المساء" من القلة القليلة من الحرفيين الذين لا يزالون ينصبون طاولاتهم في المكان، أن تلك السلع الأجنبية ليست جميلة وتفتقر للنوعية الجيدة، إلا أنها نجحت في منافسة المنتج التقليدي الجزائري، بسبب انخفاض أسعار السلع الصينية، فضلا عن تراجع الثقافة الفنية لدى البعض.
ويقول السيد "ش.م" حرفي في صناعة النحاس؛ إن غياب "الذوق" والثقافة الإستهلاكية سبب الإقبال على تلك المنتجات الأجنبية، وبسبب ذلك يتراجع الإقبال على الصناعة التقليدية، مما جعل الحرفي يضيع وسط تلك المتاهة التي لا يجد لها منفذا، فيكون مضطرا إلى تغيير منطقة تجارته أو نشاطه.
من جهته، أوضح منصور من ولاية بجاية، أنه لا يحترف الصناعة التقليدية وإنما يقتني بعض القطع التقليدية من ورشات مختلف الحرفيين ويعيد بيعها في ساحة "السكوار"، وأشار إلى أن المنتجات الصينية أصبحت تهدد المنتجات المحلية كونها أقل سعرا من هذه الأخيرة، وأرجع المتحدث سبب انخفاض ثمنها إلى نوعيتها الرديئة ووصفها بالمنتجات "سريعة التلف" ولا يمكن الاحتفاظ بها لفترة طويلة، لأن المادة التي تصنع منها ليست أصلية، ولا تتطابق صناعتها والمعايير العالمية، في حين ثمن المنتجات المحلية التقليدية من خامات أصلية وجيدة واستعمالها طويل المدى..
من جهة أخرى، أوضح تاجر في الساحة، مختص في بيع النظارات الشمسية، أنه لا يدعم هذه المنافسة، إلا أنه مضطر لبيع هذا النوع من السلع التي يقتنيها عند الباعة بالجملة، في ‘ساحة الشهداء’ ويعيد بيعها مقابل ربح ضعيف، وتعتبر هذه التجارة مصدر رزقه، إلا أنه يتأسف بسبب ما آلت إليه الساحة بعدما كانت ملتقى السياح، وتستقطب الأجانب بشكل عام على مدار السنة لاقتناء هدايا وقطع تذكارية جزائرية الصنع.