يوسف بوشو مختص في صناعة النحاس لـ"المساء":

المنتجات الصينية تهدد أصالة الحرف المحلية

المنتجات الصينية تهدد أصالة الحرف المحلية
  • القراءات: 645
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أكد الحرفي يوسف بوشو، مختص في صناعة النحاس والنقش عليه من ولاية تيزي وزو، على ضرورة العودة إلى الحرف القديمة ومزاولتها، لتفادي اختفائها، لاسيما أنها بصمة تحدد انتماءنا وثقافتنا، خاصة صناعة النحاس التي تعكس القطع القديمة منها تاريخنا، من خلال الرسوم والنقوش الموجودة عليها، والتي تعد إرثا ثقافيا وحضاريا لابد من الحفاظ عليه.

أشار الحرفي إلى أن الإقبال على القطع النحاسية كان ولا يزال يشهد جمهورا واسعا، سواء من المحليين أو الأجانب، بفضل جمال القطع وروعتها في إضفاء اللمسة العربية الدافئة على بيوتنا. كما أنها مصنوعة من أحد المعادن الخالصة التي لا تزول بفعل الزمن، بل بالعكس، كلما مرت عليها السنوات، زاد جمالها وقيمتها، لابد فقط من معرفة كيفية الحفاظ عليها والعناية بها.

يعود تاريخ حرفة النقش على النحاس، حسب المتحدث، إلى العهد العثماني سنة 1740، حيث كانت منتشرة بقوة آنذاك في الشمال الإفريقي، من خلال المنتجات النحاسية المتنوعة التي كانت أساسية في مكونات كل بيت فقير أو غني، إذ لم يكن استعمال الأواني النحاسية يقتصر على التزيين فحسب، بل كانت الأواني الأساسية تستعمل في الطبخ والأكل.

في هذا الصدد، قال المتحدث، إن استعمال تلك القطع في الحياة اليومية بات مقتصرا على التزيين أساسا، لاسيما أن قديما كانت النساء تستعملها في الطبخ، إلا أن ارتفاع سعر تلك المادة، جعل من الصعب الحصول على طقم كامل من الأواني المصنوعة من النحاس، والتي تعتبر جد صحية، سواء للطهي فيها، أو بكل بساطة، تقديم الطعام فيها، بينما بقي اليوم التزيين بها يجاوز استعمالها لأغراض أخرى.

أضاف محدثنا أن الحرفي اليوم، أصبح يهتم أكثر بقطع الديكور، حيث تكون الأواني أكثر تكلفة، وأشار إلى أن ذلك تراجع أيضا أمام تراجع حرفة النقش على النحاس لعدة عوامل، وتوجه العديد من الحرفيين إلى صناعة المنتجات التزينية التي تلقى رواجا أكبر، في ظل اكتساح السلع النحاسية الصينية، وبأسعار منخفضة، والتي أضحت منافسا شرسا وخطرا على السلع الأصيلة، رغم رداءة الصينية.

وحسب يوسف بوشو، فإن العودة إلى صناعة النحاس من شأنه الحفاظ على الحرفة، فيما يبقى الإشكال المطروح، غلاء المادة الأولية وغياب الدعم المادي الذي يسهل على الحرفيين شراء الآلات العصرية، بدل الاعتماد كلية على العمل اليدوي في النقش، الذي يتطلب وقتا طويلا، ومن شأن هذه الآلات اختصار الوقت والزيادة في كمية الإنتاج، وولوج السوق العالمي لتسويقها بكميات كبيرة، مثلما هو حال المنتجات الصينية التي تغزو السوق المحلية.