منسقة الأخصائيّين النفسانيّين فاطمة الزهراء غزالي:

المناعة النفسية تقف بالمرصاد لفيروس كوفيد 19

المناعة النفسية تقف بالمرصاد لفيروس كوفيد 19
  • القراءات: 1410
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت فاطمة الزهراء غزالي، منسقة الأخصائيين النفسانيين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان في تصريح لـ "المساء"، أن دورهم خلال هذه الجائحة يرتكز على التوعية والتثقيف النفسي للمجتمع بشكل عام، والتدخل مع الحالات التي تعاني من القلق والهلع، وفق بروتوكول نفسي محدد المعالم، وبتقنيات علاجية مهنية، أساسها ثلاثة مستويات، منها الإصغاء والدعم النفسي للمواطنين، مضيفة أن الحكمة مطلوبة للتعامل مع هذا الوضع الصعب، الذي يستوجب التفاعل معه بإيجابية؛ ما يقوي المناعة النفسية التي ستقف بالمرصاد لهذا الفيروس.

أوضحت الأخصائية النفسانية أن المناعة النفسية تعد أحد أوجه الشفاء من أي مرض قد يصيب الإنسان، لهذا فتعزيز العامل النفسي لدى مريض كورونا أو حتى الأشخاص غير المصابين به، يساعد على التخلص من الضغط النفسي والتوتر والقلق والخوف من أعراض الفيروس، بل يعجّل بشفاء الحالات المصابة به؛ تقول: "دورنا كأخصائيين نفسانيين الوقاية من انتشار هذا الداء.

ومكافحته في الجزائر ترتكز على التوعية. كما اتبعنا ثلاثة مستويات في العلاج، وهي المرافقة النفسية للمواطنين الموجودين في الحجر الصحي عبر الفنادق المخصصة لذلك، والإصغاء، والدعم النفسي للمواطنين على مستوى العيادات متعددة الخدمات التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان درقانة". وتضيف النفسانية غزالي: "عمدنا أيضا إلى وضع أرقام هاتفية لأخصائيين تحت تصرف المرضى النفسانيين الذين كانوا يتابعون حصصهم العلاجية في مؤسستنا، ممن يعانون من الاكتئاب والوسواس القهري وقلق الموت خلال فترة الحجر لتفادي تنقّلهم".

وأضافت غزالي أن الدور الأساس للمختصين هو طمأنة المواطنين، وتوجيههم، وإقناعهم بأن الحجر الصحي ليس عقابا أو انعزالا عن العالم، بل هو فرصة للجميع للتقرب والاستماع إلى البعض؛ لأن روتين الحياة جعلنا نعيش في دوامة، وهو فرصة لإعادة ترتيب الأولويات من خلال التصالح مع الذات، إلى جانب تقديم بعض النصائح العملية التي تساهم في تخطي هذه الفترة بسلام، كـ "البقاء في البيت؛ لأن هذا يساعد المريض وعائلته والآخرين كثيرا، وهي إجراءات مؤقتة، إلى جانب التركيز على الإيجابيات، والابتعاد عن السلبيات والشائعات، وكل الأخبار السلبية التي تزيد من انتشار القلق والهلع خصوصا لدى أصحاب النفسية الهشة، والاستمرار في التعلم وتطوير القدرات ومشاهدة التلفزيون للقضاء على الملل والبقاء على النشاط ذهنيا. ونبهت الأخصائية إلى ضرورة أخذ وقت للاسترخاء، وجدولة اليوم بالبحث عن مهام للقيام بها، وتقسيم اليوم إلى فترات وأماكن مختلفة بالبيت، مع الإشارة إلى أهمية تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة يوميا بالمنزل.