بن شبيبة نعيمة مختصة في الطرز التقليدي:

المناطق الداخلية تعطي الصناعات التقليدية حقها من الاهتمام

المناطق الداخلية تعطي الصناعات التقليدية حقها من الاهتمام
بن شبيبة نعيمة مختصة في الطرز التقليدي نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 1920
❊   نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أوضحت الحرفية بن شبيبة نعيمة، أخصائية في الطرز التقليدي من الولاية المنتدبة تقرت، أن المناطق الداخلية لا زالت تسعى جاهدة في سبيل الحفاظ على الإرث الوطني، بمختلف أشكاله، مشيرة إلى أن لكل منطقة ميزاتها الخاصة في الصناعة التقليدية، في ظل توفر المادة الأولية.

 

على هامش مشاركتها في الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني إبداعات المرأة،  الذي ينظم تحت شعار الفنون بنظرة شبابية، ذكرت المبدعة أن تقرت اليوم، تزخر بالعديد من الحرفيات في الطرز التقليدي، مما جعل هذه الحرفة تنتعش بشكل خاص في المنطقة، لاسيما أنها كانت شبه نادرة خلال السنوات الماضية،  بعدما تخلى عنها جيل في مرحلة معينة ولم يرثها عن أجداده، ليعاد الاعتبار لها في السنوات الأخيرة، بعدما اتخذها الكثيرون مصدر رزق لهم في تلك المنطقة.

قالت الحرفية، إن الانتعاش الذي تشهده المنطقة جعل السوق تشهد منافسة شديدة، وهو ما أعاد لها مكانتها السابقة، وأصبحت النساء يتبارين لنسج أجود أنواع الزرابي والقطع التقليدية في الملبوسات، من خلال حسن اقتناء المادة الأولية وتحويلها من مصدرها الخام إلى قطع منسوجة جميلة. تقول الحرفية رغم ذلك، فإننا نعاني في مجال التسويق، في ظل غياب فضاءات خاصة بالحرفيات من جهة، ومن ناحية أخرى، نعاني قلة الترويج لتلك المنتجات، حيث يشتكي بعض الزبائن أحيانا من ارتفاع أسعار المنتجات اليدوية، اعتقادا منهم أنها لا تتطلب الكثير من أجل إنتاجها ولا تدخل فيها الآلات باهظة الثمن، لأنها مصنوعة باليد وبأدوات بسيطة لا تكلف الكثير، لكن من جانب آخر، تتطلب من الحرفية أو الحرفي ساعات عمل طويلة تدوم أحيانا سنة كاملة من أجل إنتاج قطعة واحدة، الأمر الذي يمتص الوقت والطاقة ويتطلب صبرا متفان ودقة متناهية، للوصول إلى درجة من الإبداع والجمال.

أشارت نعيمة شبيبة إلى أن المهرجان فسح المجال ككل مرة للحرفيات الرائدات في مجال الصناعة التقليدية والمبتدئات أيضا، من أجل التواصل بينهن من خلال اللقاءات والتبادلات الإبداعية من حيث الأفكار، لاسيما أن لكل منطقة ميزاتها الخاصة في الرسم والطرز والنحت وغيرها من المشغولات، وتضيف المتحدثة أنه أعطاها فرصة للحديث عن مشاكل اقتناء المواد الأولية والصعوبة في إيجاد فرص العمل، وخوض عالم السوق من خلال الشراكة مثلا، أو الدخول في مناقصات وطنية مع ورشات البناء والديكور وغير ذلك.

أشارت الحرفية إلى أن فتح فضاء مثل هذا أمام الجمهور، يسمح لهن باكتشاف قيمة العمل اليدوي ومعنى الدقة والتفضيل فيهما، رغم بساطة الوسائل، فضلا عن أهمية هذه الأنشطة في المحافظة على الموروثات الوطنية التي تعكس جانبا من الهوية الجزائرية، لبلد يزخر بثقافة فسيفسائية وشساعة مساحته وتنوع بيئته ومناخه.