معرض الصناعات التقليدية بساحة "أودان"
المناسبات والأفراح أنعشت حركة البيع

- 919

استقطب معرض الصناعات التقليدية المقامة فعالياته بساحة "أودان"، عددا كبيرا من المواطنين، بما في ذلك الأجانب، لاقتناء التحف التقليدية وتقديمها كهدايا خاصة، كما أن العطلة الصيفية تعرف بكثرة الأفراح والمناسبات العائلية، بالتالي يرغب البعض من خلالها في صنع التميز باختيار هدايا فريدة من نوعها، وهو ما يؤمنه الحرفيون من خلال ما يعرضون من تحف تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
اصطف الحرفيون على طول الرصيف الرابط بين نفق ساحة "أودان" بالعاصمة إلى مدخل ساحة البريد المركزي، إذ أبدعوا في عرض تشكيلة مميزة من التحف والصناعات التقليدية التي تباينت بين الأواني النحاسية، السلال المصنوعة في شكل عصري وأواني السيراميك، والحلي التي صنعت الحدث من حيث النوعية والوفرة، وتباينت بين تلك المعدة من الفضة والأحجار والنحاس. عند تجول "المساء" بين العارضين، وقفت على الإقبال الكبير للمواطنين من مختلف الشرائح العمرية على كل ما كان يعرض، سواء للفرجة أو لاقتناء ما يعتقدون أنه يمكن أن يكون هدية لمناسبة عائلية مميزة.
في دردشتنا مع بعض الحرفيين حول الإقبال على اقتناء مختلف التحف الفنية والمشغولات اليدوية، أكد الحرفي عبد الرؤف بن قرقورة، صانع التحف الفنية "بأن الإقبال يبعث على الارتياح، خاصة أن المعرض تزامن وفترة الصيف التي تعرف بكثرة المناسبات السعيدة، "الأمر الذي جعل حركة البيع منتعشة". مشيرا إلى الإقبال الكبير للأجانب ومن جنسيات مختلفة، يتجه اهتمامهم إلى كل ما يرمز إلى تقاليد الجزائر في سبيل الاحتفاظ بها، كذكرى عن الزيارة أو لتقديمها كهدية. وغير بعيد عنه، أشارت الحرفية منيسة نصاح، مختصة في صناعة الحلي الفضية "إلى أن المعارض في السنوات الأخيرة، تحولت إلى مقصد للعائلات، لشراء عدد من المشغولات التقليدية وتقديمها كهدايا في الأعراس أو للناجين في بعض الامتحانات النهائية، موضحة أن أغلب الوافدين عليها من الشباب وعادة ما يختارون الحلي ذات أشكال ترمز إلى الصداقة أو المحبة، يهدونها لبعضهم البعض. موضحة بأن الأجانب والمغتربين يقبلون بكثرة على اختيار عدد من الحلي، خاصة تلك المصنوعة بطريقة تقليدية، مثل الحلي القبائلية. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند الحرفي زكرياء بن عيسى، الذي عبر في بداية حديثه عن استحسانه للمعارض التي يجري تنظيمها خلال فترة الصيف، والتي تسمح للحرفيين بالاحتكاك بالمواطنين وتنشيط حركة البيع والترويج للسياحة. مشيرا إلى أن أغلب المواطنين اقتنوا بعض الأواني النحاسية من أجل تقديمها كهدايا، بينما انصب اهتمام بعض الأجانب على عدد من الحلي المصنوعة من النحاس، التي تعكس تراثنا وأصالتنا.
من جهته، أشار الحرفي صالح، المختص في الصناعات الجلدية، إلى أن الحقائب الجلدية وحافظات النقود، كانت الأكثر طلبا بالنظر إلى الطريقة الفنية التي صنعت بها. مشيرا إلى أن أغلب ما يجري بيعه يكون بغرض إهدائه، وهو ما أكدت عليه المختصة في الرسم على السيراميك، والتي أشارت في معرض حديثها إلى أن التحف التي ترسم عليها، والممثلة في علب الحلوى والحلي وحاملات الشموع، تلقى رواجا كبيرا، حيث يجري شراؤها وتقديمها كهدايا خاصة لمقبلات على الزواج، بالنظر إلى جمالها ودقة صنعها.
الجدير بالذكر أن معرض الصناعات التقليدية الذي يعرف مشاركة أكثر من 20 حرفيا وبادرت إلى تنظيمه غرفة الصناعات التقليدية، سيستمر إلى غاية نهاية شهر أوت القادم، وهي فرصة تسمح للحرفيين، إلى جانب بيع ما أبدعوا في تشكيله، إنعاش الفعل السياحي وإحياء ليالي العاصمة بالتواجد في الساحة إلى وقت متأخر من الليل.
❊رشيدة بلال