عندما يتحول العمل التطوعي إلى سلوك يومي

الممرض ”عبد الكريم”.. عنوان للإنسانية

الممرض ”عبد الكريم”.. عنوان للإنسانية
  • القراءات: 661
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحول العمل التطوعي إلى سلوك يومي يقوم به البعض؛ أملا في التقرب إلى الله عز وجل. ورغم أن النشاط الخيري تطوعي، غير أن هؤلاء يؤمنون بأن الغاية ليست دنيوية وإنما إنسانية، ثوابها محفوظ. والعينة التي استقيناها كانت من مدينة سكيكدة؛ الممرض عبد الكريم بوبلي، الذي اختار أن يتبرع بوقته بعد دوام العمل لمساعدة من يحتاج إلى خدماته الصحية.

اختار الممرض عبد الكريم التطوع بعد انتهاء الدوام، هو نشاط يقوم به بعد وقوفه على معاناة بعض المرضى من كبار السن، خاصة القاطنين منهم في المناطق الريفية، حيث يصعب عليهم التنقل. وحسبه، فإن فكرة التطوع بدأت على المستوى العائلي؛ حيث كان يقدم خدمات علاجية؛ كتغير الضمادات، ونزع الدم، وعلاج الحروق، وتطهير الجروح، وحقن المريض، وما إلى ذلك من الأعمال التي عادة ما يقوم بها الممرض بالمصلحة الاستشفائية، ومن ثم أدرك أهمية ما يقوم به حتى وإن كان يبدو بسيطا، غير أنه عمل إنساني مطلوب جدا بالنسبة لمن لا يستطيع التنقل إلى المصلحة الاستشفائية، فقرر أن يباشر هذا النشاط الذي له بعد خيري، بعد أن وضع رقم هاتفه في خدمة كل من يتصل به طلبا للمساعدة.

وحسب الممرض عبد الكريم، فإن المعدات الطبية التي يستعملها يحصل عليها من بعض الصيدليات التي تقدمها كمساعدة. وفي بعض الأحيان يقتني من ماله الخاص بعض الأدوية والضمادات التي يحتاجها لمساعدة غيره بها، خاصة إن كان من طلب منه المساعدة لا يملك المال الكافي لشرائها، مؤكدا أنه لا يشعر بالملل ولا التعب بعد انتهاء دوامه، حيث يتنقل بسيارته الخاصة إلى كل مريض يحتاج مساعدته في حدود ولاية سكيكدة، لافتا إلى أن هذه الخدمة أطلقها خصوصا لكبار السن بالقرى والمداشر، من الذين يصعب عليهم عند المرض أو بسبب بعض الظروف المناخية أو حتى الاجتماعية، مغادرة المنزل للقيام بالفحوصات أو التحاليل، أو تغيير الضمادات أو القيام ببعض اللقاحات.

ولا يكتفي الممرض عبد الكريم بتقديم خدمات طبية لمن يتصل به فقط، وإنما يلبي أيضا نداء الجمعيات الناشطة في المجال الصحي؛ حيث يضع خبرته في المجال الطبي، وسيارته لتقديم كل الإسعافات والخدمات العلاجية المطلوبة. وكل ما يتمناه أن يكون تطوعه مأجورا عند الله؛ لأنه لا يرجو مالا، بل صدقة تضاف إلى ميزان حسناته.