حكيمة آيت حمودة أستاذة علم النفس بجامعة الجزائر«2»:

الممارسة الميدانية تكسب الأطفال قيم المواطنة

الممارسة الميدانية تكسب الأطفال قيم المواطنة
  • القراءات: 1684
رشيدة بلال رشيدة بلال

اعتبرت حكيمة آيت حمودة، أستاذة محاضرة في قسم علم النفس بجامعة الجزائر «2»، أن مادة التربية المدنية التي يجري تدريسها على مستوى الأقسام الابتدائية تلعب دورا كبيرا في تنمية قيم المواطنة لدى المتمدرسين، بالنظر إلى ثراء المواضيع وتنوعها، مثل موضوع العلم وألوانه ووثائق إثبات الهوية ومفهوم الديمقراطية، غير أن هذه المادة وحدها تقول؛ «لا تكفي، إذ ينبغي أن يتم تدعيمها بالممارسة الميدانية التي تمكن الطفل من فهم هذه القيم».

كشفت الأستاذة حكيمة، خلال مداخلتها حول دور مادة التربية المدنية في تنمية قيم المواطنة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، أن تحليل محتوى الكتاب المدرسي في مادة التربية المدنية من السنة الأولى إلى السنة الخامسة، يبرز أن هذه الأخيرة تبين سبل اكتساب القيم التي تشكل الهوية، فالقيم تعرف بأنها مرجعيات سلوكية نعود إليها لنحكم على سلوك معين إذا كان مرغوبا فيه أو لا، وعندما نعود إلى قيم المواطنة نقصد بها السلوكات الإيجابية في تشكيل الهوية، بالتالي من خلال تحليل المحتوى لاحظنا بأن الكتاب يعالج الكثير من المواضيع الخاصة بتشكيل الهوية وتنمية المواطنة، ومن بينها تعريف الهوية، مفهوم التعاون مع الآخرين، احترام النظام، التعرف على المصالح الأساسية ومعالم الانتماء الوطني كالعروبة والإسلام والنشيد.

لكن هل حقيقة مضامين كتاب التربية المدنية تشكل معالم الهوية بالنظر إلى كونها مادة مجردة؟ وهل يمكن الطفل أن يستوعب ما يتلقاه من مفاهيم؟ تسأل المحاضرة وتجيب بالقول؛ الأكيد بأنها تساهم في ذلك رغم كونها مجردة، وبالرجوع إلى نظرية «بيار جي» الذي يقول «بأن الطفل ما فوق 7 سنوات يفهم الأمور المجردة، ويفرق بينها وبين تلك الملموسة»، وعليه حتى وإن كان ما يعرض مثلا من مفاهيم في مادة التربية المدنية مجرد، غير أن هناك مفاهيم يمكن تلقينها للمتمدرس بتحويلها إلى ملموسة، مثلا بطاقة التعريف الوطنية يمكن للطفل بعد أن يتلقى معلومات حولها، أن يلمسها ويتفحصها ليفهم ما كان يقدم له من معلومات.

تقول الأستاذة حكيمة بأن القيم في تعريف علم النفس وعلم الاجتماع تحوي ثلاثة مكونات؛ مكون معرفي يحوي المعلومات النظرية مثل مفهوم الحوار، وقيم انفعالية ترتبط بالشعور بالإحساس، كأن يقال للتلميذ مثلا؛ بم تشعر نحو وطنك؟ ومكون سلوكي، أي كيف يمكنك أن تتصرف أو تتعامل مع الغير، كالتعاون مثلا، بالتالي يمكن للطفل أن يتعلم القيم من الناحية الشعورية وتساعده في تكوين هويته.

ورغم ما يحويه كتاب التربية المدنية من مفاهيم تساهم في إكساب الطفل مختلف قيم المواطنة والهوية، إلا أنها لا تكفي وحدها، لذا لابد من الاعتماد على مضامين الكتب الأخرى، مثل كتاب التربية الإسلامية الذي يعزز قيمة الانتماء الديني، وكتاب التاريخ الذي يعزز قيم الانتماء الوطني، وعليه يعد الكتاب أو المدرسة إحدى مؤسسات تشكيل الهوية التي يعول عليها لإعداد أفراد صالحين، تقول الأستاذة حكيمة.