الدكتورة فائزة حابي تحذّر:

الملوّنات الغذائية تسرق تركيز أبنائكم وتعرّضهم للخطر

الملوّنات الغذائية تسرق تركيز أبنائكم وتعرّضهم للخطر
  • 120
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت الدكتورة فائزة حابي، طبيبة الأطفال، أن تحذّر الأولياء تزامناً مع عودة الأبناء إلى مقاعد الدراسة، مما يتناوله الأطفال خارج البيت من مواد غذائية مصنّعة، وما يجب الابتعاد عنه بالنظر إلى الكم الكبير من المواد الملوّنة الموجودة في الأغذية، التي عادة ما تجذب إليها الأطفال الصغار. وبالمناسبة ارتأت، أيضاً، التطرق لموضوع "اللمجة" بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، مؤكدة بصريح العبارة: "لا داعيَ لها في هذه المرحلة".

شددت الدكتورة على خطورة المواد الغذائية الملوّنة التي يقبل عليها الأطفال بشكل مبالغ فيه، في بعض المنتجات؛ مثل الحلويات، ورقائق الشيبس، والمشروبات الغازية والعصائر، مبرزة أن الحلويات والأكلات المصنّعة باتت تحتوي على نسب عالية من هذه الملونات التي تحمل في طياتها أضراراً عديدة، أبرزها فرط الحركة، وتشتت الانتباه، وهو ما ينعكس سلباً على تركيز التلميذ داخل القسم. وأشارت إلى أن هذه المواد تُستعمل بكثرة في الحلويات، والسلع الموجهة أساساً لاستقطاب الأطفال.

ومن بين المخاطر الأخرى التي تطرقت لها المتحدثة وحذرت منها: الحساسية، والطفح الجلدي، والحكة، وبعض نوبات الربو التي قد تصيب فئة من الأطفال، إضافة إلى تأثيرها السلبي على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ما يؤثر، بدوره، على المناعة. أما الضرر الأخطر فيكمن في احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطانات على المدى البعيد جراء الاستهلاك المفرط لمختلف السلع التي تحتوي على نسب عالية من الملونات، فضلاً عن تأثيرها المباشر على الغدد الصماء، وما ينجر عنه من اضطراب هرموني؛ حيث لوحظت علامات بلوغ مبكر عند البنات، وتأخر البلوغ عند الذكور.

وفي معرض ردها على السؤال الجوهري حول كيفية تجنب هذه الأخطار أو التقليل منها، أوضحت الدكتورة أن ذلك يبدأ من ثقافة استهلاكية عند الأولياء، تدفعهم إلى قراءة الملصقات على المنتجات للتعرف على أنواع الملونات المستعملة، خاصة تلك المعروفة بتأثيرها السلبي، والتي يشار إليها بالرموز "E" من 100 إلى 199، على غرار: E102، E110، E122,124E، E133، وE173، الذي يعطي اللون الفضي، ويظل في جسم الإنسان. وشددت على ضرورة تجنب هذه المواد، أو الحد من استهلاكها كمرحلة أولى. وقالت إن بعض الشركات باتت تعتمد على ملونات طبيعية؛ مثل الكركم كبديل صحي؛ ما يعني أن هناك منتجات تحتوي على ملونات طبيعية يُستحسن تناولها. 

وأضافت أن الخطة الثانية تتعلق بتوعية الأطفال أنفسهم، بخطورة هذه الألوان الصناعية على صحتهم، موازاة مع تشجيعهم على البدائل الطبيعية. 

ومن أبرز هذه البدائل الصحية التي تنصح بها الأمهات: الكركم؛ لإعطاء اللون الأصفر عند تحضير بعض الوجبات التي يحبونها. والشمندر لتوفير اللون الأحمر، والوردي والبنفسجي. والتوت لإضفاء اللون البنفسجي. والسلق والكزبرة لمنح اللون الأخضر. وأوضحت أن اعتماد هذه البدائل بشكل تدريجي، يساعد على تعويد الأطفال عليها، لا سيما أنها طبيعية، وصحية، وغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، بما يضمن لهم غذاءً سليماً بعيداً عن الصناعي. وتختم بالتأكيد على أن صحة الأطفال تبقى مسؤولية الأولياء.