تحتضنه جامعة أدرار

الملتقى الدولي الأول حول الاستثمار في السياحة الصحراوية

الملتقى الدولي الأول حول الاستثمار في السياحة الصحراوية
  • القراءات: 2970

أمام تزايد أهمية الاستثمار في المجتمعات سعت العديد من الدول للبحث عن الآليات والوسائل التي تسمح لها بخلق الثروة وزيادة الدخل، لذلك وجهت اهتماماتها لقطاع الخدمات؛ باعتباره بديلا لتعويض الضعف في مختلف القطاعات الأخرى كالزراعة والصناعة. وضمن هذا الإطار تظهر الخدمات السياحية كإحدى أهم أنواع الخدمات وأكثرها حركة في العالم، فالسياحة أضحت اليوم صناعة متميزة، وموردا رئيسا وقطاعا استراتيجيا، يحتل مكانة أساسية في اقتصاديات الدول.

وفي ظل الأزمات المالية المتتالية التي عصفت بدول العالم كان من البديهي على الدول التي تعتمد على النفط، أن تعي هذه التأثيرات العالمية الجديدة على اقتصادها، مما أوجب عليها أن تستغل جميع قدراتها وإمكانياتها وتتبع كل الإجراءات المشجعة والمحفزة لاستقطاب أكبر عدد من المستثمرين في المجال السياحي، باعتبار القطاع السياحي أصبح يعد أكبر قطاع مزود بالخدمات عبر العالم، كما أضحى الاستثمار فيه مصدراً مُهماً من مصادر الدخل بالعملة الصعبة وخلق فرص العمل وزيادة الدخل الوطني، هذا بالإضافة إلى مساهمته في تثمين موارد الجماعات المحلية، لتمكينها من النهوض بمتطلبات التنمية المحلية وخدمة مواطنيها.

غير أن المُتتبع لمسار سياسة الاستثمار السياحي بالجزائر عموما والصحراء على وجه الخصوص، يدرك أنه رغم الاهتمام الذي أولته الدولة لقطاع السياحة منذ الاستقلال وتبنيها في السنوات الأخيرة مخططا توجيهيا للتهيئة السياحية كجزء من المخطط الوطني لتهيئة الإقليم في آفاق 2030، فإن الاستثمار السياحي بقي يواجه العديد من المعيقات لاسيما بالمناطق الصحراوية؛ حيث تتمتع الجزائر بصحراء شاسعة تزيد مساحتها على 2 مليون كم2 مُصنفة من بين أجمل الصحاري في العالم، تمتد على مساحة تقدر بـ 80 بالمائة من المساحة الكلية للجزائر بكثبانها الرملية وبهضابها الصخرية وسيولها الحجرية، لتقف شاهدا على التنوع والتميز الذي تزخر به الجزائر ولتشكل متحفا طبيعيا، بالإضافة إلى الزخم الهائل من التقاليد والعادات والثقافات التي يمكن أن تشكل في مجملها دعما لمنتج سياحي صحراوي واعد، من شأنه أن يؤهلها لتقديم منتوج سياحي مميز، ولأن تكون وجهة سياحية ومقصدا للسياح من الدرجة الأولى إذا ما تم استغلالها استغلالا أمثل، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال النهوض بالاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية، وتذليل العقبات. ومن هذا المنطلق يدعو مخبر التكامل الاقتصادي الجزائري الإفريقي بجامعة أدرار ومخبر مجموعة البحث في اقتصاديات المالية العامة بجامعة تلمسان، جميع الباحثين والمهتمين وأصحاب القرار والهيئات ذات الصلة بالموضوع، إلى المشاركة في الملتقى المزمع تنظيمه في ديسمبــر المقبل، لإثراء النقاش والوقوف على حقيقة الاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية كرهان لتثمين موارد الجماعات المحلية، بالإضافة إلى تقييم مدى مساهمته في التنمية المستدامة، وإعطاء رؤية استراتيجية لترقيته بما يساهم في بعث التنمية المحلية المستدامة. ومن جملة الأهداف التي يسعى الباحثون والمختصون في مجال السياحة والاستثمار السياحي إلى تحقيقها، إثراء الإطار النظري للاستثمار السياحي والسياحة الصحراوية، وإبراز دور السياحة في تثمين موارد الجماعات المحلية، ودراسة واقع وآفاق الاستثمار السياحي وإبراز أهمية عناصر الجذب السياحي بالمناطق الصحراوية.

ومن أهم محاور الملتقى نذكر: محور المقاربات النظرية للسياحة الصحراوية والاستثمار السياحي، والانعكاسات التنموية للاستثمار في السياحة الصحراوية، ودور الاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية في تثمين موارد الجماعات المحلية، ومقومات وعوامل الجذب السياحي بالمناطق الصحراوية، وتحديات ومعيقات الاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية، وآفاق ترقية الاستثمار السياحي بالمناطق الصحراوية مع عرض تجارب عربية إفريقية وعالمية.

 

رشيدة بلال