توافد على الألوان والأشكال المتناسبة وموسم الربيع

الملابس المستعملة.. ملجأ العائلات العنابية

الملابس المستعملة.. ملجأ العائلات العنابية
  • 1643
هبة أيوب هبة أيوب

غيّرت العائلات العنابية مؤخرا وجهتها نحو أسواق "الشيفون"، من أجل اقتناء أنواع مختلفة من الألبسة التي تتناسب وموسم الربيع وهذا هربا من الألبسة المقلدة خاصة منها الصينية التي أغرقت السوق المحلية.. وما بين الألوان الزاهية والأشكال المتناسبة وموسم الربيع، وجدت العائلات ملاذها في سوق الألبسة المستعملة. أكد مواطنون تحدثوا إلينا أن الكثير من الشوارع والأزقة قد تحولت مؤخرا إلى فضاء واسع لترويج المنتوجات الصينية بعيدا عن أعين الرقابة، بما فيها الألبسة والتي قد تشكل خطرا على الأطفال والكبار بسبب رداءة صنعها. كما يجمع المتحدثون على أن القطع والألبسة والأحذية الصينية الصنع التي تروجها السوق السوداء بعنابة لم تعد مكسبا لسكان الولاية رغم أسعارها المنخفضة إلا أن ذلك حال دون النجاح في ترويج هذه السلع المقلدة في أغلب الأحيان، حسبما تؤكده السيدة فطيمة، موظفة بشركة نفطال، حيث قالت إنها تفضل شراء ألبسة من سوق "الشيفون" بدل شراء ألبسة تجهل صناعتها خاصة تلك القادمة من الصين، لتضيف أن أطفالها يرفضون تلك الألبسة بعد إصابة ابنها الأكبر بحساسية الجلد خلال الصائفة الماضية، التي تأكد بعد معاينة طبية أن احمرار الجلد والحكة الشديدة ناتجة عن نوعية القماش الذي كان يرتديه، وعليه فإن اقتناء ألبسة مستعملة قادمة من أوروبا عموما أفضل من تلك الرديئة المسوقة.

وتوجهت "المساء" إلى النقاط التي تباع فيها الألبسة الصينية تحديدا فلاحظنا أن التوافد عليها كبير بالرغم مما يشاع حولها من رداءة الصنع وتسببها للأمراض الجلدية، وهذا بسبب الأسعار البخسة التي تروج بها والتي تساعد البسطاء كثيرا. من جهتها، تعرف الملابس التركية المنشأ تهافتا عليها في هذه الفترة من السنة بسبب التخفيضات، خاصة بالنسبة للألبسة الصوفية التي لم يتم ترويجها بنسبة كبيرة خلال الموسم الصيفي لعدم تسجيل انخفاض كبير في درجات الحرارة مقارنة بالسنوات الماضية، وعليه اغتنمت الكثيرات فرصة تكدس السلع وعرضها حاليا بمبالغ في المتناول لاقتنائها وتركها للموسم الشتوي القادم. في الإطار، تشير هاجر، وهي طالبة جامعية إلى أنها خصصت ميزانية لشراء بعض الألبسة الشتوية التي بقيت مكدسة في المحلات الكبرى بمدينة عنابة. أما عن اقتنائها لبعض الألبسة الشتوية التي تخص الموسم الحالي، أضافت أنها تركز على الألوان والشكل ونوعية القماش "لأن مثل هذه المعايير تضمن صلاحية القطعة وتماشيها مع روح العصر وما قد يناسب الفصل".

وفي سياق آخر، أجمع رضا وحسان على غرار شبان آخرين أنهما يترددان على سوق الشيفون أوالرحبة كما تسمى هنا، لأنها سوق تروج ألبسة أصيلة الصنع مقارنة بالملابس المقلدة والتي تشكل خطرا على البشرة. ويشيران إلى أن الأسعار في "الشيفون" معقولة جدا خاصة بالنسبة لألبسة الرجال والأحذية الرياضية. وعلى صعيد متصل، أكدت طبيبة في الأمراض الجلدية بمستشفى عنابة أن نسبة 45 بالمائة من الألبسة الصينية تتسبب في إصابة المواطنين بالطفح الجلدي وحتى الحساسية لأنها تتكون من مواد مسرطنة قد تهلك الجسم مع تقدم العمر، لتضيف أن أغلب الأطفال خاصة في مرحلة الابتدائية يعانون من حساسية الجلد بنسبة 12 بالمائة، أغلبها ناجمة عن الألبسة التقليدية، مؤكدة أن شراء لباس يخص هذه الفئة من محلات ألبسة جيدة ولو كانت غالية بعض الشيء أفضل من تلك التي تروج في الشوارع. وفيما يخص سوق الشيفون، أضافت المتحدثة أنه على العائلات غسل هذه الألبسة بالمحاليل الخاصة لتفادي أي مخاطر أخرى قد تزيد من خطورة الإصابة بالحساسية.