الدكتور عبد الرشيد بوبكري أخصائي في التنمية البشرية

المفاتيح الإيجابية لإدارة الحجر المنزلي

المفاتيح الإيجابية لإدارة الحجر المنزلي
  • القراءات: 1538
رشيدة بلال رشيدة بلال

وجد عدد من الأولياء صعوبات جمة في التعامل مع أبنائهم بعد أن فرض عليهم فيروس كورونا الحجر المنزلي الإلزامي. ولأن فترة العزل غير محددة بمدة زمنية معينة أصيب البعض بالقلق، الذي سرعان ما تحول إلى صراخ وعنف مارسه البعض على أبنائهم؛ ما دفع بالأخصائيين في التنمية البشرية إلى التدخل، من جهتهم، لطرح بعض الطرق العلاجية التي تساعد الأولياء على التعامل بصورة إيجابية، مع أبنائهم ومع كافة أفراد الأسرة إلى حين يُرفع البلاء وتنتهي مدة الحجر المنزلي. "المساء" تحدثت إلى الدكتور عبد الرشيد بوبكري أخصائي في التنمية البشرية، الذي عرض بعض المفاتيح عبر صفحته، لإدارة الحجر المنزلي بصورة جيدة.

جدّد الدكتور عبد الرشيد في بداية حديثه، نداءه إلى كل العائلات بالبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة؛ استجابة لنداء الجهات الوصية؛ من أجل المساهمة في التقليل من انتشار الوباء الذي تفشى في الأيام القلية الماضية بصورة سريعة، ومس عددا من ولايات الوطن، ومن ثمة أوضح أن إبقاء الأطفال في المنزل من المسائل الصعبة؛ لما يتمتعون به من طاقة، تترجمها حركاتهم ورغبتهم في أن يفعلوا ما يرغبون فيه. وحسبه، فإنه في الإمكان التحكم فيهم بتجريب بعض المفاتيح التي تساعد على برمجتهم بطريقة إيجابية، يمكن تلخيصها في ما يلي.

ويتمثل المفتاح الأول، حسب الأخصائي في التنمية البشرية، في تنمية قنوات التواصل، والتي تكون طبعا ناتجة عن كثرة الأسئلة عن هذا الوباء بالنظر إلى التغطية الإعلامية المستمرة، والتي وجهت برامجها كلها للحديث عن هذا الفيروس والإمكانيات المتاحة لمواجهته، وبالتالي فإن الفرصة مناسبة للتواصل مع الأبناء؛ من خلال توجيههم توجيها صحيحا؛ بالجلوس إليهم، وتوضيح عدد من المفاهيم حول هذا الوباء بطريقة بسيطة، مع تجنب قدر الإمكان تخويفهم؛ لأن هذا من شأنه أن يزيد من حدة التوتر والقلق، الذي يقود إلى ممارسة العنف للتفريغ من جهة  العقاب للتحكم في سلوكهم .

والمطلوب، حسب المتحدث، التحلي بالكثير من الصبر والهدوء، والتفاعل بصورة إيجابية مع شغب أبنائهم، ومحاولة احتوائهم قدر الإمكان خاصة الفئة الصغيرة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة هي أهم خطوة يصحح فيها الأولياء طريقتهم في التربية بعيدا عن العنف والصراخ؛ من خلال التأكيد على فكرة الاحتواء، والتواصل لتحقيق ما يسمى بالتربية الإيجابية، التي تُعد اليوم تحصيلا حاصلا فرضه الفيروس.

ضبط برنامج خاص بالحجر المنزلي هو المفتاح الثاني الذي ينبغي أن لا يغفله الأولياء؛ حتى لا يعتاد الأبناء على مجرد الراحة واللعب وعدم الشعور بأي التزام أو مسؤولية؛ الأمر الذي يزيد من تهيّجهم لشعورهم بالحرية المطلقة؛ إذ يقع على عاتق الأولياء ضبط برنامج خاص، يتم فيه تقسيم الواجبات؛ بتحديد وقت لمراجعة بعض الدروس، ووقت للقيام ببعض التمارين والأنشطة المدرسية؛ ما من شأنه أن يشغلهم بعض الوقت، ويبعدهم عن متابعة الأخبار المتواصلة حول كل ما يتعلق بالفيروس؛ "حتى لا ينقطع الأبناء عن دراستهم".

والتركيز على التربية الصحية هو واحد من المفاتيح وكذا الآثار الإيجابية لفيروس كورونا، الذي يُعتبر أيضا من الحلول الإيجابية التي يمكن لكل أفراد الأسرة النظر إليها بطريقة مختلفة، فعوض اعتبارها وسيلة لإبعاد المرض يمكن النظر إليها على أنها طريقة يعتمدها الأولياء لتعويد أبنائهم على النظافة. وإن التركيز، حسبه، على تكرارها بصورة دورية، يساعد على برمجتهم على التربية الصحية، التي تُعد واحدة من الثقافات التي طالما دعا إليها الأخصائيون في عدة مناسبات، وكان من الصعب إقناع البعض بها، وبالتالي الفرصة سانحة للأولياء من أجل تربية أبنائهم عليها.