عنابة
المعالم الدينية تحيي السياحة الصيفية

- 705

ساهمت المعالم الدينية بمدينة عنابة في تعزيز السياحة الثقافية والجوارية، وكان لها الفضل في التعريف بالتاريخ العريق لهذه المنطقة التي تتوفر على أكبر جامع، وهو مسجد مروان الشريف، الذي صُنف كتراث وطني، أعطي له طابع عسكري لحماية ومراقبة الساحل والرد على الهجمات الخارجية التي كانت تأتي وقتها من البحر.
وحسب مؤرخي عنابة فإن هذا المعلم يُعتبر أقدم مسجد من بين المعالم الإسلامية الأربعة الموجودة في الجزائر، على غرار مسجد سيدي بومدين، وزاوية سيدي عقبة ببسكرة وضريح ابن زمريا يحيى ببجاية، وقد حُول هذا المعلم خلال الاستعمار سنة 1832 إلى مستشفى عسكري..وفي سياق متصل يعرف جامع الباي خلال فصل الصيف الحالي، توافد نحو مليون زائر لاكتشاف جمال وميزة هذا المعلم. ويعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني فترة صالح باي، وهو نسخة مطابقة للجامع الكبير بالعاصمة، وقد كان مصلى للأتراك الحنفيين إلى غاية سنة 1832. ويُعد صالح باي من أكثر البايات حظوة لدى السكان لما كان له من فضل في العناية بأحوال الرعية ونشر العلوم وإنصاف مختلف الطوائف للعيش.وبالنسبة للمعلم الآخر وهو المدينة العتيقة بونة، التي تُعتبر من أهم المدن الساحلية لشمال إفريقيا التي لعبت دورا هاما في حوض البحر المتوسط على مر العصور، فقد عرف تاريخ بنائها عدة فترات وتغييرات هامة، وقد انتقلت من موقع المدينة القديمة هيبون التي كانت تدعى آنذاك مدينة زاوي، ثم انتصبت على بعد ثلاث كيلومترات شمالا على هضبة سيدي أبي مروان. ويجاور هذا المعلم دار المدافع، والتي اندثرت تماما بعد إنجاز ميناء عنابة في العهد الاستعماري..
ومن أهم منازل هذه المدينة العتيقة دار لرقش، دار البنقى، ودار المندى، ودار السرايا التي لم يبق منها إلا الواجهة. كما تدخل المعالم الأخرى منها كنيسة القديس أغسطين وحضن الخروبة وموقع رأس الحمراء وحتى حصن الخروبة ضمن المعالم السياحية والدينية التي ساهمت في التنويع الفكري بالمنطقة، خاصة أن جامع سيدي ابراهيمة بن تومي قد زاد من شهرة عنابة من خلال السياحة الدينية والإقبال الواسع للأئمة والمشايخ، خاصة في المناسبات الدينية، وقد تم تسجيل توافد أكثر من ثلاثة ملايين زائر له خلال السنة الجارية.