بيوت الله تحولت إلى روضات للأطفال
المطلوب تعليمة وزارية لمنع جلب الأطفال للمساجد في أوقات الصلاة

- 1016

يشتكي المصلون في أغلبية المساجد، من إحضار معظم النساء أبنائهن الصغار وحتى الرضع لصلاة التراويح، مما يؤدي إلى إزعاج المصلين، وانقلاب بيوت الله إلى روضات للأطفال بسبب البكاء والعويل والصخب والفوضى، وقلب راهن مكان يُفترض أنّه بيت الوقار وفضاء هادئ للعبادة والقيام.
لم تنفع الحملات التحسيسية التي قام بها أئمة المساجد لضرورة التزام النساء ببيوتهن بهدف التكفل بأبنائهن الرضّع والصغار، لاسيما في المناسبات الدينية التي يستغلها المواطن من أجل التقرب من الله، إلا أنهن يتعنتن ويستمرون في التوافد على المساجد برفقة الأبناء، مما يؤدي إلى إزعاج المصلين وعدم تأديتهم مناسك العبادة على أكمل وجه، لاسيما في جناح النسوة.
الظاهرة تتفاقم من سنة لأخرى
لاحظت "المساء" أن الظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى، حيث لم تتمكن المصليات من التركيز في المسجد الكبير "أبي عبيدة بن الجراح" بباش جراح بالعاصمة الذي يعرف إقبالا كبيرا للمصلين من مختلف بلديات العاصمة بهدف الاستمتاع بصوت الشيخ ياسين، لكن في المقابل تحول المسجد إلى مسرح للركض واللعب بعد التقاء الأطفال، لتنشغل الأمهات بالتحادث دون ممارستهنّ أدنى رقابة على ما يفعله الأبناء، مما حول المسجد من مكان مقدس إلى شبه روضة للأطفال.
والملاحظ أن مجموعة من النساء يطأن المساجد ويفتقدن لثقافتها كاحترام آداب المسجد باعتباره مكان طاعة وصلاة وقيام وخشوع لله تعالى، ولم يعهد في السابق أن تكون بعض مساجدنا على ذلك الحال وتدهورت حالتها مع مرور السنوات لتسوء مع حلول شهر رمضان بدل أن تكون مثالا في التنظيم وحسن التسيير.
المساجد مكان للتعارف والتلاقي وتبادل الآراء
أصبحت المساجد مكانا للتعارف والتلاقي وتبادل الآراء والأفكار، ليأتي هدف الصلاة والقيام في المرتبة الأخيرة بدليل المحادثة المستمرة والطويلة التي يطلقنها فيما بينهن، مما يؤدي بالإمام إلى تقديم ملاحظات متكررة بالنظر إلى الإزعاج الذي يسببنه للرجال، وحتى للنساء ممن وطأن المسجد خصيصا للصلاة والخشوع، حسبما لاحظت "المساء".
وتعزو النساء حرصهن على مرافقة أبنائهن كل يوم لعدم وجود بدائل، معتبرات أنّ تركهم لوحدهم في المنازل مخاطرة خاصة وأنهم صغار، مفضلات العواقب السلبية بجلبهم إلى المساجد، وإزعاج المصلين في شعور صار يشتكي منه الكل، لاسيما في شهر التعبد والمغفرة.
الحملات التوعوية لم تغير شيئا
لم تنفع الحملات التحسيسية التي يقوم بها معظم الأئمة قبل إقبال شهر الصيام ولا الملاحظات المقدمة قبل الشروع في صلاة العشاء وكذا صلاة التراويح، فيما يخص الامتناع عن جلب الأطفال للمساجد، لما يحدثونه من فوضى وتشويش على المصلين الذين يقصدون بيوت الله بحثا عن الخشوع، بغية الاستفادة مما يقدم فيها من دروس، إلا أن هذه الملاحظة لم تؤخذ بعين الاعتبار.
وأجمع أغلب الأئمة ببلدية باش جراح على أن ضرورة التزام الأمهات اللائي لديهن أطفال صغار بالصلاة في منازلهن عوض التوجه إلى المساجد، والتسبب في إزعاج المصلين بسبب صراخهم أو بكائهم، وعلى الرغم من أنها غير آثمة إن حدث واصطحبت أبناءها إلى المسجد، إلا أنها لا تحصل على الأجر كاملا بحكم انشغالها بهم، بالتالي فقلبها معلق بما يفعله الأبناء وليس بالصلاة.
وطالب بعض المصلين الذين تحدثنا إليهم بضرورة إصدار تعليمة من وزارة الشؤون الدينية لمنع الأطفال الصغار والرضع من دخول المساجد في أوقات الصلاة للتخفيف من حدة الظاهرة التي أضحت خطيرة ـ حسبهم.