الملتقى الدولي حول داء السكري

المطالبة بالتشخيص المبكر ومتابعة حالة المريض

المطالبة بالتشخيص المبكر ومتابعة حالة المريض
  • القراءات: 554
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

الحركة، فالوقاية، ومن ثمة التشخيص المبكر، هي النصائح التي قدمها مختصون في مرض السكري خلال الملتقى الدولي الثاني حول مرض السكري،  الذي نظمته جمعية "اليعسوب الأزرق" بفندق "الشيراتون"، وشهد تقديم كوميديا موسيقية من توقيع مصمم الرقصات شادي ولاية، الذي أكد من خلال عرضه هذا، على أهمية الموسيقى والحركة في ضبط نسبة السكر في الدم.

في بادرة قامت بها جمعية "اليعسوب الأزرق" الخاصة بمرضى السكري، انطلقت أشغال الملتقى الدولي لمرض السكري بكوميديا موسيقية، قدمها ستة أطفال "أريس، شكيب، ميمي، زينة، نائلة وإلياس"، موسيقيان اثنان أبرزوا أهمية الحركة والموسيقى في ضبط نسبة السكر في الدم، والبداية كانت بعرض ثلاث لوحات مختفية وراء رداء أزرق، تم كشف اللثام عن إحداها، وتتمثل في لوحة زيتية يقوم طفل برسمها حول الطبيعة، يتوسطها يعسوب أزرق، وبجانبه طفلة تنط بالحبل وطفل ثالث مستلق على أريكة، وفجأة تسقط الطفلة، فينادي الرسام الصغير اليعسوب صائحا؛ "تعال أيها اليعسوب، تعال"، فيأتي اليعسوب من آخر القاعة (شادي ولاية) وينقذ الأطفال، ويسقط الرداء على اللوحتين المختفيتين، ويشرع الدكتور علي وبهيجة في العزف على آلتي القيثارة وتشيلو، لتتسارع الموسيقى رويدا رويدا، وتعم الفرحة بعد أن كاد الحزن يقتل الجميع.

في هذا السياق، قال ولاية لـ«المساء"، إنه أراد من خلال عرضه هذا، التأكيد على أهمية الحركة البدنية سواء المدروسة أو العشوائية منها في التخفيف من مرض السكري، مضيفا أنه لم يشأ استعراض عضلات الراقصين، إنما إبراز مدى تأثير الحركة على حياة الأشخاص، خاصة المرضى منهم، مع تسليط الضوء على حالات من الفرح والحزن التي تصاحب الجميع، بما فيهم الأطفال، ليعود ويؤكد على مرافقة الحركة للدواء في ضبط نسبة السكر في الدم.

في المقابل، قال أحد منظمي الملتقى، المهندس أحمد مرزوق، بأن تنظيم جمعية "اليعسوب الأزرق" التي يترأسها رفقة الدكتورة نادية بوجناح لمثل هذه الملتقيات، الهدف منه التحسيس بخطر مرض السكري ومضاعفاته، إضافة إلى تقديم كل ما هو جديد ويتعلق بهذا المرض لكل المهتمين من أطباء وشبه طبيين وطلبة الطب وغيرهم، علاوة على تقديم النصائح فيما يتعلق بالوقاية والتشخيص المبكر لمرض السكري وتعقيداته، ليدعو الجميع إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل صحة أفضل.

انطلقت أشغال الجلسة الأولى للملتقى الدولي للسكري، بمداخلة السيدة كارا دونيز، رئيسة الفيديرالية الأوروبية لمرضى السكري، تناولت فيها معضلة اعتلال الشبكية بفعل مرض السكري، والتي قد تؤدي بالمريض إلى العمى، مضيفة أن الأرقام الخاصة بهذه الإصابة ستتضاعف ثلاث مرات في أفق سنة 2050، كما أن الشريحة المعنية أكثر بهذا المرض هي التي يفوق عمرها 65 سنة.

كما تطرقت الدكتورة إلى صعوبة تحديد سرعة انتشار مرض السكري بسبب  عدم تشخيصه المبكر وما يتعلق بمضاعفاته، مثل اعتلال الشبكية، لتطالب بضرورة أن يزور مريض السكري الطبيب بشكل متواصل، خاصة كبار السن  والنساء الحوامل واللواتي يرغبن في الحمل.

من جهتها، تطرقت الدكتورة إيمي فيشال من جامعة شيكاغو، إلى أهمية متابعة حالة مريض السكري كل على حدة، مع تشخيص وضعه الصحي بدقة، وكتابة كل المعلومات عنه لمتابعته بشكل جيد، لتطالب الجامعات الجزائرية وكل المهتمين بمرض السكري، بتطبيق برامج جامعة شيكاغو حول مرض السكري، مثل التواصل الإلكتروني بين الطبيب والمريض.

أما الدكتور إبراهيم محمود من الولايات المتحدة الأمريكية، فقدم أرقاما مرعبة خاصة بانتشار مرض السكري، وتحديدا في الجزائر التي أصبحت -حسبه- تحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث المصابين به، مشيرا إلى أن هذا المرض عرف ارتفاعا يقدر بـ70 بالمئة في قارة إفريقيا، و16 بالمئة في قارة أوروبا و35 بالمئة في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة عند فئة النساء، ليطالب بدوره بأهمية التشخيص المبكر للمرض، ومتابعة حالة المريض والحد من المضاعفات، مضيفا أن الجمعية الأمريكية لمرض السكري تحذر من تسبب مرض السكري في الوفاة أكثر من أي وقت مضى، لهذا فعلى مريض السكري اللجوء إلى طبيبه واتباع نصائحه وعدم تناول دواء بدون استشارته.

 

لطيفة داريب