عنابة

المطاعم التقليدية تعود بقوة

المطاعم التقليدية تعود بقوة
  • القراءات: 948
سميرة عوام سميرة عوام

عادت، خلال الأسابيع الأخيرة، المطاعم التقليدية بقوة إلى عنابة بعد تعليق نشاطها لمدة 6 أشهر بسبب وباء كورونا، لتستأنف نشاطها من جديد، وبنفس آخر، فتح شهية الزوار والعائلات التي باتت تفضل تناول وجبات العشاء، خاصة هذه الأيام خارج المنزل؛ من أجل تغيير الجو وكسر الروتين.

وللتعريف بالأطباق التقليدية تتنافس المطاعم لتقدم الأفضل لزبائنها وحسب حاجاتهم، مع مرافقة الطعام بأشهى السندويتشات والصلصات الحارة، وكذلك البوراك العنابي، الذي لقي حضورا كبيرا وسط الزبائن، وهو مطلب العديد من مرتادي مثل هذه المطاعم الشعبية. وتتواجد أغلب هذه النقاط بالقرب من البحر، أو في الأحياء العريقة المتناسقة مع جدران المباني القديمة، التي تتوفر على فسيفساء عمرانية ذات طابع إسلامي وعثماني، وهو ما يعطي وجها سياحيا بامتياز لعنابة، يزيد من بهاء المنطقة.ولترويج مأكولاتها التقليدية والمميزة، تتنافس المطاعم على تقديم أفضل الأكلات وبحلة جديدة، مع المحافظة على مكوناتها الأساسية، والتي تدخل ضمن التراث المحلي، والذي يسعى أهل المنطقة للحفاظ عليه والتباهي به، كيف لا وعنابة تُعد جوهرة الشرق، تتوفر على كل المقومات الطبيعية والتاريخية العميقة، على غرار جامع ابن مروان الشريف، الشاهد على الحضارات المتعاقبة على بونة، ناهيك عن الطراز الأوربي والعثماني الذي يطبع تواجده من خلال الفسيفياء الغالبة على جدران الأزقة والمباني القديمة.

ومن جهة أخرى، من بين المأكولات التي تلقى استحسانا وإقبالا من طرف عشاق الأطباق التقليدية، الشخشوخة العنابية والثريدة والمقرطفة المجمرة، ناهيك عن البوراك العنابي، والذي لم يجد إلى حد الساعة أي منافس له رغم دخول المأكولات التونسية على المطاعم العنابية، ومنها الملفوف التونسي، إلا أن الزبون يفضل "بريكة بالحامض" أو البوراك للتمتع بنكهته، خاصة أن هذا النوع من المملحات، تُعد عنابة الوحيدة المتخصصة في إعداده. فواكه البحر والأسماك المشوية على الجمر هي الأخرى تتصدر قائمة الطلبات بفضل نجاح المطاعم في إعدادها وتصفيفها خلال القعدات العنابية أو السهرات الطويلة؛ فللزبون الوقت لاختيار ما لذّ وطاب.ورغم تنوع المطاعم العصرية التي تقدم أطباقا جديدة من أكلات تركية وتونسية وحتى مغربية، إلا أن المطاعم الشعبية والتقليدية تفوقت عليها من حيث الحفاظ على تراث الأجداد، وترويجه للخارج، والتعريف به في المعارض الدولية.