المختص في الأمراض المعدية محمد زروال لـ"المساء":

المصابون بالإيدز بحاجة إلى مراكز إيواء

المصابون بالإيدز بحاجة إلى مراكز إيواء
  • القراءات: 1629
رشيدة بلال رشيدة بلال
يطرح الدكتور محمد زروال، أستاذ مساعد في الأمراض المعدية بمستشفى القطار بالعاصمة بعض المشاكل التي تحول دون تمكن المصاب بالسيدا من استكمال علاجه نتيجة عزوف بعض الأطباء في تخصصات معينة عن التكفل بالمرضى، وغياب أماكن تأوي الذين يقصدون المستشفى من أماكن بعيدة، الأمر الذي يدفعهم إلى التوقف عن العلاج. ويشير إلى حجم معاناتهم قائلا: "نعاني عندما يتعلق الأمر بالسيدا من أزمة عدم وصول المعلومة التي يقابلها قلة الوعي بماهية السيدا كمرض معد".
"المساء": بداية، لماذا يطرح في كل مرة مشكل الإحصاء عندما يتعلق الأمر ببعض الأمراض المزمنة كالسيدا؟
الدكتور محمد زروال: لا نزال بالجزائر نعاني من مشكل الإحصائيات، فالأرقام المصرح بها لا تعكس مطلقا الواقع، وما دام الشباب يدخلون في علاقات جنسية غير محمية ويتعاطون المخدرات بالاعتماد على تبادل الحقن، فكل ذلك يؤكد أن العدد في تزايد مستمر ويكفي القول أننا نستقبل كل عام أكثر من 4000 شخص يقبل على الفحص. 
^ حدثنا عن أهم المشاكل التي يعانيها المصابون بالإيدز؟
^^ المشكل الذي نعانيه على مستوى مستشفى القطار وباقي المستشفيات الأخرى والذي يصعب من مهمتنا في التكفل بالمصابين بالإيدز هو نقص المراكز المرجعية للعلاج، بالمقارنة مع مراكز التشخيص التي تصل إلى 60 مركزا موزعا عبر التراب الوطني، و10 مراكز للتكفل بالمرضى.. هذه الأخيرة لا تعمل بطريقة جيدة لنقص الامكانيات من ناحية، ونقص الأدوية التي يحتاجها المريض، فنضطر في كل مرة لتحقيق نوع من العدالة في توزيع الأدوية إلى تقديم مواعيد مختلفة للمريض الأمر الذي يصعب مهمتنا كأطباء وكذا الأمر بالنسبة للمرضى الذين يقصدون العاصمة من ولايات بعيدة.
^بالحديث عن المرضى، ألا توجد إمكانية لإيوائهم بمراكز خاصة ليتمكنوا من التنقل إلى المستشفى؟
^^ المصابون بالإيدز مطالبون بالتنقل في كل مرة إلى مستشفى القطار للمتابعة وأخذ الأدوية، وكمختص في الأمراض المعدية، أتمنى لو يتم إنشاء مراكز للإيواء كما حدث بالنسبة للمصابين بالسرطان بمبادرة من بعض الجمعيات على الأقل ليتسنى للمرضى تلقي العلاج في الوقت المناسب، فعلى مستوى مستشفى القطار ينبغي أن نفحص 70 مريضا يوميا خلال أسبوع، وهو أمر لا يتحقق لأن البعض يتعذر عليهم التنقل واحترام مواعيد الفحص والعلاج، وتظهر أهمية مركز العلاج في كونه يشجع ويحفز المصابين بالإيدز على متابعة الفحوصات والتقيد بالأدوية.. وغياب مثل هذه المراكز أثر سلبا على بعض المرضى من الذين توقفوا عن العلاج وعرضوا حياتهم وحياة غيرهم للخطر ويشعرون أنهم منبوذون، وهو ما لا يساعدهم على العلاج.
^ تحدثت عن رفض بعض الأطباء المختصين التكفل بالمصابين بالإيدز كيف ذلك؟
^^ حقيقة على مستوى مستشفى القطار نواجه نقصا في بعض التخصصات الطبية عندما يتعلق الأمر بالمريض المصاب بالسيدا، ومنهم مثلا المصابون بأمراض الكلى، وكذا المختصين في طب الولادة وبعض الأمراض الصدرية و في التخصص الجراحي والجهاز الهضمي من منطلق الخوف من احتمال الإصابة، وهو أمر مرفوض لأن الأطباء عموما يفترض أنهم على علم بكل الاحتياطات التي ينبغي أخذها لتجنب العدوى، ومع هذا تواجهنا الكثير من الإشكالات في مسألة التخصص.
^ ألا تعتقد أن بعض الأطباء أيضا في حاجة إلى توعية؟
^^ في اعتقادي أن الأطباء في أمس الحاجة إلى التحسيس والتوعية فيما يخص التكفل بالمصابين بالإيدز، فإذا كان الطبيب يخاف من علاج مريض الايدز، كيف لنا إذن أن نقنع المجتمع بالتجاوب مع هذه الشريحة وعدم نبذها؟.
^ كمختص في الأمراض المعدية، هل تعتقد أن هناك وعيا مجتمعيا تجاه هذا المرض؟
^^ كيف يمكننا الحديث عن وعي مجتمعي ونحن نعاني من صعوبة في إيصال المعلومة عندما يتعلق الأمر بطرق انتقال الفيروس والدليل على ذلك أننا قمنا مؤخرا باستطلاع بين الشباب الجامعي حول مدى اطلاعهم على كيفية انتقال فيروس السيدا تبين لنا أن 30 بالمائة فقط يعرفون ما هو السيدا، وفيما تتمثل خطورته وهو أمر مؤسف ويكشف ضعف الثقافة لدى الطبقة المتعلمة، فما بالك بعامة الناس.
^ بالحديث عن قلة الوعي، ألا تعتقد أنه من الضروري جعل الفحص إجباريا؟
^^ نتمنى أن يتم إدراج إجبارية الفحص عندما يتعلق الأمر بالمرأة الحامل، أي أن يتحول الفحص إلى إجراء روتيني ويدخل في قائمة الفحوص العادية التي يتم الخضوع لها، ولكن ما يحدث أننا نجد المواطنين يعزفون عن الفحص بمجرد ذكر الإيدز، من أجل هذا وكخطوة أولى نتطلع إلى جعله إجباريا في الفحوصات المتعلقة بالحوامل لحمايتهن وأجنتهن، ومن ثم نفكر شيئا فشيئا في إقناع المواطنين بالخضوع للفحص بشكل تطوعي.
^ كلمة أخيرة؟
^^ انتشار فيروس فقدان المناعة المكتسب راجع بالدرجة الأولى إلى اعتبار الحديث عن الجنس من الطابوهات، من أجل هذا يقع على عاتقنا نحن كأولياء أن نتحدث إلى أبنائنا عن مختلف المسائل المتعلقة بالجنس كي لا يتعلموها بأسلوب خاطئ من الشارع، وبرأيي من العيب أن نكون أسرة ولا نستطيع أن نتفاعل مع أبنائنا عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المواضيع، ومن هنا تبدأ التوعية السليمة وتصل المعلومة الصحيحة.