باستثناء الإذاعة التي سجلت حضورا للمرأة بنسبة 67 بالمائة

المشهد الإعلامي في الجزائر مذكر

المشهد الإعلامي في الجزائر مذكر
  • القراءات: 1035
رشيدة بلال رشيدة بلال
خلصت الدكتورة فوزية عكاك، بمناسبة مشاركتها في ملتقى إعلامي مؤخرا، خاص بدراسة إحصائية حول دور المرأة في الحقل الإعلامي، إلى نتيجة مفادها أن العنصر الذكوري هو الغالب مقارنة بالنسوي من الناحية الميدانية، وطرحت الإشكالية التالية؛ «هل ينعكس هذا على الممارسة الإعلامية من الناحية الواقعية؟»
المشهد الإعلامي في الجزائر مذكر، تقول المحاضرة؛ استقيت جملة من الأرقام الإحصائية من وزارة الاتصال شملت الفترة التي امتدت إلى ما قبل إنشاء المدرسة العليا للصحافة والإعلام واستمرت إلى غاية إنشاء نظام الكليات، وإذا عدنا إلى الفترة الممتدة بين 1967 و1975، تبين الإحصائيات المستقاة أن النسبة المسجلة من الإناث قدر بـ13 بالمائة، في حين قدر عدد الذكور بـ86.8 بالمائة، خلال هذه الفترة كانت نسبة الذكور مرتفعة، أي أن المشهد الإعلامي بدأ مذكرا، وخلال الفترة الممتدة من 1976 إلى غاية 1983، تم تأسيس معهد العلوم والإعلام والاتصال، حيث كشفت الإحصائيات عن أن نسبة المتخرجين من الذكور قدرت بـ75.31، مقابل 24.68 من الإناث، أي أن نسبة الطالبات المتخرجات من معهد الإعلام لم تتجاوز 25 بالمائة، مما يعني أنه إلى غاية سنة 1983 لا يزال المشهد ذكوريا.
وبحلول سنة 1992، تقول الدكتورة فوزية، حدث الانقلاب في المشهد الإعلامي، حيث سجلت متخرجات الإعلام قفزة نوعية، وهو ما أشارت إليه الإحصائيات التي بينت أن النسبة بلغت 51.56 بالمائة من الإناث مقارنة بالمتخرجين من الذكور الذين قدرت نسبتهم بـ48.43 بالمائة، وانطلاقا من هذه المرحلة، راح العنصر النسوي يصنع الحدث بالنظر إلى ارتفاع المقبلات على دراسة المادة الإعلامية، وهو ما تكشف عنه الأرقام المسجلة خلال الفترة الممتدة بين 1984 و1998، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الذكور المتخرجين بلغت 43.91 بالمائة مقارنة بالإناث المتخرجات والتي قدر نسبتهن بـ56.08 بالمائة، بينما وصلت نسبة المتخرجات خلال الفترة الممتدة بين 1999 و2001 إلى 64.55 بالمائة مقارنة بالذكور الذين لم تتعد نسبتهم 35.44 بالمائة، لتشير آخر الإحصائيات إلى أن المشهد الإعلامي بالنسبة للمتخرجات من الإناث يشير في الفترة الممتدة بين 2002 و2014 إلى إحصاء 30.54 متخرجا  في حين قفز عدد المتخرجات من الإناث إلى 69.45.
وتواصل الدكتورة فوزية قائلة: «إذا عدنا إلى لغة الأرقام وما تكشف عنه الإحصائيات المسجلة، نجد أن المشهد الإعلامي مؤنث بالنظر إلى ارتفاع عدد المتخرجات مقارنة بالمتخرجين من فئة الذكور، لكن بالرجوع إلى المشهد الإعلامي في الحقل الميداني، ونحصر الحديث في المؤسسات الإعلامية العمومية، نجد أنه مذكر، ونستثني فقط الإذاعة الوطنية التي سجلت بها المرأة حضورا مكثفا قدّر بـ67  بالمائة، وتبقى الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات تظل غير كافية ونطالب بالتكثيف من البحوث لمعرفة حقيقية المشهد الإعلامي في الجزائر، لأنه بالرجوع إلى التكوين نجد أنه مؤنث بامتياز، لتبقى إشكالية الممارسة الإعلامية من الناحية الواقعية  مطروحة تنتظر إجابة بحثية دقيقة.