محمد دويدار رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية:

المسن في الدول العربية بحاجة إلى برامج إرشادية علاجية

المسن في الدول العربية بحاجة إلى برامج إرشادية علاجية�
  • القراءات: 607
  رشيدة بلال � رشيدة بلال

وصف الدكتور عبد الفتاح محمد دويدار، رئيس قسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ومدير مركز الإرشاد النفسي، وضع المسنين بالبائس في مصر، قائلا: «المسنون في الدول العربية عموما بحاجة ماسة إلى ضبط برامج إرشادية وعلاجية لتحسين مستوى التكفل النفسي والاجتماعي بهم».

الاضطرابات السيكسوماتية وعلاقتها بالمساندة الاجتماعية والوحدة النفسية عند عينة من المسنين، كان موضوع المداخلة التي شارك بها الدكتور عبد الفتاح في الملتقى العلمي حول الشيخوخة، يقول: «أجريت دراستي الميدانية  على عينة قوامها 200 مسن ومسنة، من دور رعاية المسنين في مصر، واخترت أن أطبق عليهم 4 مقاييس وهي؛ مقياس الاضطرابات السيكسوماتية التي يقصد بها الأمراض الجسمية التي تكون أسبابها نفسية ومقياس القلق والاكتئاب ومقياس الوحدة النفسية ومقياس المساندة الاجتماعية.

ومن أهم نتائج البحثو يقول الدكتور عبد الفتاح، التأكيد على وجود علاقة بين الاضطرابات السيكسوماتية والوحدة النفسية، ومثل هذه الأمراض لا تعالج إلا إذا تزامن العلاج العضوي مع العلاج النفسي، بمعنى أن الشفاء من المرض النفسي مرهون بنجاح العلاج العضوي، كما تبين أيضا من خلال الدراسة الميدانية على العينات أن هذا النوع من الاضطرابات مرتفع عند الإناث منه عند الذكور والأسباب بسيطة، فالمرأة عادة تكون أكثر عرضة للضغوط النفسية نتيجة الدوران المهمان اللذان تؤديهما، إذ نجدها تجتهد في تلبية مسؤولياتها اتجاه الأسرة بوصفها أم، زوجة وربة بيت، وبمقتضى دورها المعاصر في العمل الذي لا يفرق بينها وبين الرجل، وأمام ضغوط البيت والعمل، تواجه المرأة عبئا كبيرا وهو ما يفسر الضغوط النفسية التي تتخبط فيها.

وفي رده عن سؤالنا حول الحلول التي يرى بأنها كفيلة بمساعدة المسنين على تخطي الاضطرابات السيكسوماتيكية، اقترح المختص العمل على ضبط برامج إرشادية تناسب مرحلة نهاية العمر، وهذا أقل تقدير ينبغي أن يقدمه المهتمون برعاية الشيخوخة، إلى جانب السعي من أجل تقديم أفضل خدمة نفسية واجتماعية لهذه الشريحة بالنظر إلى العطاء الكبير المقدم على مدى السنوات الماضية، مع العمل أيضا على تكثيف الدراسات التي ترفع من سبل التكفل بهم، لبلوغ مصاف الدول الأوروبية التي عرفت كيف تهتم بهذه الفئة، فواقع المسن في الدول العربية بصراحة غير مشرف ولو أننا نلقي بنظرة على تجاربهم نجد أنها أولت اهتماما كبيرا لهذه الشريحة، ولعل خير مثال على ذلك تخصيص ميزانية للأبناء بغية التكفل بأوليائهم، حيث قدرت الساعة الواحدة ببعض الدول بـ12 دولارا، وبالرجوع إلى الدول العربية التي يفترض أنها مسلمة والعناية بالوالدين فيها قد ذكرت في خمس آيات في القرآن الكريم، غير أن الأبناء يسارعون إلى إلقائهم في دور العجزة.

الشيخوخة في المجتمع المصري تعاني من حالة بؤس شديدة ، يقول الدكتور عبد الفتاح، ويضيف؛ «ما يحز في نفسي أن هناك بعض الفئات التي تدخل مرحلة الشيخوخة في سن مبكرة، أي في حوالي 40 سنة من عمره نجده يعاني من الشيخوخة، وهو ما يسمى بمرحلة التقاعد المبكر، الأمر الذي يخلق ضغوطا نفسية، لذا لابد من الإسراع في ضبط برامج علاجية لخدمة هذه الشريحة المسنة».