حليم مصطفى أخصائي في علم الاجتماع العائلي:

المسن بحاجة للاحترام لا الشفقة

المسن بحاجة للاحترام لا الشفقة
  • القراءات: 871
❊أحلام محي الدين ❊أحلام محي الدين

قال الدكتور حليم مصطفى، الأخصائي في علم الاجتماع العائلي من جامعة بوزريعة، إن المسنين ينظر إليهم نظرة شفقة، على اعتبار أنها الفئة التي انتهت صلاحيتها، بعد أن دارت دورة الزمن وتحول هذا الفرد الاجتماعي من قوة إلى ضعف في البنية الجسمية والحساسية المفرطة، وتقلصت شبكة علاقاته الاجتماعية بسبب التغير الذي يلازم كل المجتمعات، موضحا أن التغيّر مس المجتمع في عدة مجالات، منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب التغيّر الذي مس الأسرة ومنه اللبنة الاجتماعية، مثيرا إشكالية أسباب تراجع مكانة المسن في المجتمع.

 

أوضح الأخصائي أن المسنين فئات، منهم المسن الشاب الذي يتراوح عمره بين الستين والرابعة والسبعين، والمسن الكهل الذي يتراوح بين الرابعة والسبعين والثمانين، أما المسن الهرم، فهو من أربعة وثمانين سنة إلى وفاته، مذكرا بالمكانة التي كانوا يحظون بها في زمن مضى، حيث كان كبار السن موضع مشورة ورأي، ولا تتم الأمور إلا بمشاورتهم والرجوع إلى نصائحهم الثمينة، فهي خلاصة تجاربهم من الحياة، ضاربا مثلا بالمسن في المجتمع الأبوي التقليدي الذي كان على رأس هرم العلاقات الاجتماعية، إذ كان يمثل شيخ الجماعة الاجتماعية، كما كان كبير العائلة الذي تعود زمام أمورها إليه، إلا أنه مع ظهور الدولة الوطنية في المجتمع الجزائري، تغيرت المعطيات وعوض شيخ الجماعة الاجتماعية والجماعة القديمة في القرية أو القبيلة برئيس البلدية، والمجلس الشعبي الولائي والوالي الذين يمثلون السلطة في الولاية، وهو من بين الأمور التي سجل بسببها تراجع مكانة المسن.

أكد الأخصائي أن التعليم من بين أهم العوامل الرئيسية التي أثرت على بنية الأسرة التقليدية، ويجد الفرد المتعلم نفسه مضطرا للعيش في المدينة، ثم تأتي مرحلة ما بعد التعلم، وهي مرحلة العمل والاستقرار، فيصبح في غالب الأحيان مضطرا للإقامة مع أسرته النواتية في المدينة من أجل النمط المعيشي الذي اختاره لنفسه ولأسرته، ومنه الابتعاد عن الجد والجدة. مشيرا في السياق، إلى تغير القيم داخل الأسرة الجزائرية التي ساهمت في تراجع مكانة المسن، إلا أن الدكتور أوضح أن المسن مازال يحضى بنظرة احترام ووقار، كما يعد ركيزة الأسرة وعمادها في مختلف الظروف والأزمات التي تمر بها الأسرة، خصوصا في الوسط الحضري، رغم ضيق المنازل، فهو مثل الرجولة، كما يمثل العائلة خاصة في الأفراح والأقراح. كما يقدم في التزويج ويفك نزاعات العائلة، ويلجأ لخبرته وحنكته في الكثير من الأحيان. أشار الدكتور إلى أن الرعاية النفسية والاجتماعية والطبية التي يحبذها المسن هي من أبنائه، كونه يريد الاهتمام العائلي والاندماج فيه، لأن المكان المفضل بالنسبة له هو البيت، يليه المسجد أو ممارسة نشاط ما وبدرجة أقل المقهى.