هناء شريفي المختصة في علم النفس العيادي:
المسن بحاجة إلى مؤسسة استشفائية خاصة به

- 2803

دعت الأستاذة هناء شريفي، مختصة في علم النفس العيادي، إلى ضرورة تغيير بعض المعتقدات الخاطئة التي تربط الوضع الصحي للمسن بالمؤسسات الاستشفائية، وكأن الشخص عندما يبلغ مرحلة معينة من العمر يرتبط بصورة تلقائية بكل ما يتعلق بالأدوية والعلاج، وقالت في حديثها لـ«المساء»، على هامش مشاركتها في ملتقى المسنين، أن ما يحتاج إليه كل فرد عندما يدخل مرحلة الشيخوخة هو التكفل النفسي الذي لا يقصد به مجرد الاستماع وتقديم النصائح، وإنما تلقينه التربية العلاجية والصحية اللتان تساعدانه في التكفل الجيد بنفسه دون الحاجة إلى غيره.
حسب المختصة العيادية، فإن المشكل الذي يعاني منه عدد من المسنين يتمثل في أنهم لا يساوون بين قدراتهم الجسدية وطموحاتهم ومشاريعهم، الأمر الذي يحدث نوعا من عدم التوافق بين القدرات الجسمية والأنشطة التي يرغبون في القيام بها، وهو الذي يطرح فرضية الحاجة إلى التربية الصحية التي تعطي للفرد الذي يدخل مرحلة الشيخوخة صورة واضحة عن حالته الصحية، وما الأنشطة والأعمال التي يمكنه القيام بها، لاسيما أن عددا كبيرا من المسنين في مرحلة معينة من العمر يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
وحول ما إذا كان المسن الجزائري على دراية بما يسمى بالتربية العلاجية والصحية، أكدت محدثتنا أن كل من التربية الصحية والعلاجية مهمة يقوم بها فريق متكامل من المختصين على مستوى بعض المؤسسات الاستشفائية، التي عادة ما يتردد عليها المسنون نتيجة إصابتهم ببعض الأمراض المزمنة، حيث يستفيدون من برامج علاجية خاصة يدخل فيها ما يسمى بالتربية الصحية، حيث يتعرف المسن على حالته الصحية وما هي قدراته وكذا التربية العلاجية التي عن طريقها يتعلم كيف يتكيف مع مرضه ويكتسب مهارات العناية بنفسه، خاصة فيما يتعلق بتناول الأدوية ومراقبة الحالة، ومن ثمة يتم تمكينه من الاستقلالية الذاتية في العناية بالذات، مشيرة إلى أن قلة قلية من المسنين تستفيد من برامج التربية العلاجية والصحية، لأن المسنين غير مثقفين صحيا، وهي المهمة التي يفترض أن يقوم بها الطبيب الذي يتردد عليه المسن، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الأمراض المنتشرة كثيرا في الجزائر، كمرض السكري.
من جهة أخرى، وصفت المختصة العيادية واقع المسنين بالمزري، نتيجة الإهمال الذي يطاله في هذه المرحلة العمرية الحساسة، حيث تسوء حالته الصحية في الوقت الذي يفترض أن يعامل كالأطفال، وطالبت بالمناسبة، على غرار ما هو موجود في دول أوروبية، تخصيص مصلحة استشفائية خاصة بطب المسنين، مشيرة إلى أن مشروع إنشاء مصالح استشفائية خاصة بهذه الفئة سبق أن تمت مناقشته منذ حوالي أربع سنوات، غير أن المشروع بقي حبرا على ورق.