فيما أرجع النحالون قلة المنتوج إلى التغيرات المناخية

المستهلك يكتفي بتذوّق العسل ومشاهدة الأنواع المعروضة

المستهلك يكتفي بتذوّق العسل ومشاهدة الأنواع المعروضة
  • القراءات: 304
 رشيدة بلال رشيدة بلال

عبّر عدد من مربي النحل عن أسفهم لضعف إنتاج العسل رغم الجهود المبذولة، مرجعين ذلك إلى التغيرات المناخية والجفاف، وعدم تعاون بعض الفلاحين للسماح لهم بوضع صناديق النحل في حقولهم للرعي، آملين أن يكون إنتاج العسل هذا الموسم تزامنا مع سقوط الأمطار، وفيرا؛ ما يسمح للمستهلكين باقتناء حاجتهم من هذا المادة الغذائية الصحية، فيما تبقى أسعارها مرتفعة؛ ما يجعل الكثيرين يكتفون بالتذوق، ومشاهدة ما يعرضه النحالون في مختلف المعارض.

سمحت الجولة التي قامت بها "المساء" بين أجنحة المعرض الجهوي للحمضيات والعسل المنظم من طرف غرفة الفلاحة بولاية البليدة، برصد واقع تربية النحل، والمشاكل التي يعاني منها النحالون، والتي تسببت، حسبهم، في تغييب بعض أنواع العسل، وارتفاع أثمان أنواع أخرى.

وقال مربي النحل مراد وفقي من ولاية برج بوعريريج، بأن إنتاج العسل يعرف سنة بعد سنة، تراجعا؛ بسبب التغيرات المناخية التي جعلت النحلة لا تجد الأزهار التي ترعى منها، مشيرا إلى أن، بالمقارنة مع السنة الماضية، إنتاج مادة العسل، حسب خبرته الميدانية، تراجع بنسبة 70 ٪. وقال إنه تمكن من تأمين بعض الأنواع مثل عسل الغابة، وعسل السدر، وعسل مختلف الأزهار، وعسل الكاليتوس، إلى جانب عرض بعض مشتقات النحل، التي تعرف في السنوات الأخيرة، طلبا عليها؛ على غرار تلك الموجهة للعناية بالبشرة والتجميل.

زوار المعارض يكتفون بالنظر بدون شراء

وحسب المتحدث، فإن على مستوى ولاية برج بوعريرج "يعرف إنتاج العسل تراجعا  كبيرا؛ حيث يجد مربي النحل صعوبة في استخراج كيلوغرام واحد من صندوق النحل" ؛ الأمر الذي يؤكد، حسبه، أن التغيرات المناخية وتحديدا الجفاف، أثرت، بشكل كبير، على غذاء النحل، وجعلت بعض أنواع العسل تختفي. ولعل من بين هذه الأنواع تراجعا كبيرا "عسل مختلف الأزهار" على مستوى الولاية، لافتا إلى أن أكبر تحد يواجه النحالين، قلة الأمطار، التي انعكست، سلبا، على أسعار العسل، التي سجلت هي الأخرى، ارتفاعا؛ بسبب قلة الإنتاج؛ ما جعل بعض المستهلكين يكتفون عند زيارة المعارض، بالتذوق، والاطلاع على بعض الأنواع، والمغادرة بدون شراء، أو يكتفون بشراء بعض العلب الصغيرة للعلاج.

من جهته، أكد مربي النحل بالخير طنجاوي من ولاية المدية، أن إنتاج العسل عرف تراجعا كبيرا جدا في السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي اضطر المربين حسب تأكيده "للتنقل إلى بعض الولايات الصحراوية مثل غرداية، والاغواط وحتى بوسعادة حتى تتمكن النحلة من الرعي وننقذ الموسم"، ومع هذا يردف المتحدث: " فقد الكثير منا أموالا كبيرة بين الترحيل  والبحث عن مناطق لرعي النحل غير أن النتيجة لم تكن مرضية، بل على العكس سجلنا خسائر كبير انعكست على  الإنتاج" ، رجعا ذلك إلى الجفاف بالدرجة الأولى، وذكر أنه كربي نحل  يتأمل خيرا من هذا الموسم الذي تهاطلت فيه كميات معتبرة من الأمطار في بعض الولايات.

وحول الأنواع التي تمكن من تأمينها رغم الصعوبات الكبيرة التي واجه النحالين، اشار المتحدث إلى أنه يعرض عسل السدر الذي وصل سعره إلى 5 آلاف دج للكيلوغرام والذي تم تحصيله من غرداية، وعسل الجرجير، و عسل البرتقال الذي بلغ سعره 3 آلاف دج للكيلوغرام الواحد، و عسل الكاليتوس وعسل اللبينة من الاغواط والذي وصل سعره الى 5 آلاف دج للكيلوغرام.

أصحاب البساتين يرفضون رعي النحل في حقولهم..؟

وأكد محدث "المساء" بان مربي النحل يسعى جاهدا لتمكين النحل من الرعى في أماكن مختلفة ليضمن التنوع في العسل، لكن الظروف المناخية، حسبه "حالت دون تحقيق الهدف وجعلت بعض الأنواع تسجل تراجعا كبيرا"، وقال أن الأسعار المرتفعة جعلت المنتجين يحاولون تعبئة العسل في قوارير صغيرة على الأقل

ليتمكن البعض المستهلكين من شرائه للعلاج، لافتا إلى أن من بين التحديات التي جعلت سعر العسل يرتفع "تعنت بعض أصحاب  الحقول من الذين يطلبون من النحالين مبالغ مالية كبيرة مقابل السماح لهم بوضع صناديق  النحل في بساتينهم لترعى على أشجارهم المثمرة"، وحسبه فإنه رغم أن النحلة تقدم خدمة تلقيح الأشجار المثمرة للفلاح، إلا أن أصحاب الحقول يصرون على قبض مقابل تواجدها في حقله، ويذكر في الإطار واقعة  حدثت له، أين عرض على فلاح السماح له برعي نحله غير أن هذا الأخير طرده من الحقل بسبب خلاف بينهما حول المقابل.

وهو ذات الانطباع الذي لمسناه عند مربي النحل بالبليدة محمد مالكي رئيس المجلس الوطني شعبة تربية النحل الذي أكد هو الآخر بأن العسل في السنوات الأخيرة يسجل تراجعا كبيرا بسبب قلة الأمطار، لافتا إلى أنه يتأمل خيرا من هذا الموسم الذي كان ممطرا وسمح للأرض أن تأخذ كفايتها من المياه، مشيرا إلى أن الأسعار تظل مرتفعة بسبب قلته الأمر الذي جعل مربين، حسبه، يراهنون على بعض الأنواع لعدم توفر مصادر رعي النحل مثل عسل اللبينة، و عسل الزعتر، وعسل إكليل الجبل، و السدر الذي سجل أيضا تراجعا كبيرا  بالمقارنة مع العسل المتعدد الأزهار الذي حقق وفرة على مستوى ولاية البليدة المعروفة بأشجارها المثمرة.