تُعد بدائل عن الشواطئ المغلقة

المسابح المطاطية والغابات للاستمتاع بعطلة الصيف

المسابح المطاطية والغابات للاستمتاع بعطلة الصيف
  • 870
رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجه تفكير عدد من الأسر بعد عودة تدابير الحجر الصحي بالنظر إلى سوء الوضعية الوبائية وارتفاع عدد المصابين بالفيروس المتحور” دالتا”، اتجهوا إلى البحث عن بدائل تمكنهم من الاستمتاع بعطلتهم رفقة أبنائهم بدون الإصابة بالوباء، فيما قرر البعض الآخر تأجيل عطلته، على أمل أن تتحسن الوضعية الوبائية الصحية.

في استطلاع للرأي مس عددا من المواطنين بمدينة البليدة حول البدائل المقترحة لقضاء العطلة بعد عودة تدابير الحجر التي تسببت في إغلاق عدد من مرافق التسلية والترفيه، بما فيها الشواطئ التي تُعرف بكونها القِبلة المفضلة لأغلب الجزائريين، انقسمت آراء المستجوَبين الى مجموعتين؛ الأولى: ارتأت، حسبما رصدته “المساء”، البحث عن بدائل أخرى للاستمتاع بالعطلة بعدما تم إغلاق جل المرافق الترفيهية؛ حيث بادرت مواطنة ـ وهي معلمة في الطور الابتدائي ـ بتحويل ساحة المنزل إلى شبه مسبح صغير،  لتمكين أبنائها من الاستمتاع باللعب في المياه طيلة اليوم، وتعويضهم عن البحر الذي لم يتمكنوا خلال هذا الصيف من زيارته. وحسبها فرغم أن الوباء حرمهم، للمرة الثانية على التوالي، من الاستمتاع بعطلتهم، إلا أنها تحاول تعويض أبنائها بما أمكن حتى لا يشعروا بالملل، ولامتصاص الطاقة الكبيرة التي يشعرون بها داخل المنزل بعدما تم حرمانهم من الخروج بسبب الخوف من العدوى.

وأكدت مواطنة أخرى أنها اختارت أن تستثمر عطلتها بكراء منزل على شواطئ تيبازة، واختارت الابتعاد قدر الإمكان، عن التجمعات السكنية؛ باتخاذ منزل صغير على الشاطئ؛ فإن لم يتسن لها السباحة بسبب الإغلاق، فيمكنها، على الأقل، الاستمتاع بنسمات البحر”. وحسبها، فرغم ارتفاع تكاليف الكراء إلا أنها اضطرت لذلك؛ لكون أبنائها حُرموا السنة الماضية من العطلة، فارتأت تعويضهم، على الأقل، حتى لا يشعروا بالضغط، ويكونوا على استعداد لاستقبال الموسم الدراسي الجديد بمعنويات مرتفعة، مشيرة إلى أن الغلاء دفعها إلى استئجار المنزل لمدة أسبوع فقط من باب التغيير.

وقرر آخرون ممن مسهم الاستطلاع، الهروب إلى أعالي جبال الشريعة، والارتماء في أحضان الطبيعة، التي، هي الأخرى، أصبحت مهددة بعد سلسلة الحرائق التي أتلفت مساحات كبيرة منها. وعلى حد تعبير مواطنة، فإن الغابة لم تكن مطلقا من الفضاءات المفضلة عندها خلال العطلة لكونها من عشاق البحر، غير أن الوضع الصحي جعلها تفكر في الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي يجتمع فيها الناس، فاختارت الغابة؛ حيث تزور كل نهاية أسبوع رفقة عائلتها، أعالي جبال الشريعة، وتحاول التوغل في الغابة للشعور بالراحة، وتغيير الجو، والهروب من أخبار المرض والموت، التي أصبحت حديث العام والخاص على مواقع التواصل.

وإذا كان البعض اختار رغم تدهور الوضع الصحي وإجراءات الحجر، الاستمتاع بالعطلة من خلال البحث عن بدائل تمكنهم وأبناءهم من تفريغ الطاقة السلبية، فإن آخرين اختاروا تأجيل العطلة؛ أملا في تحسن الأوضاع الصحية، أو على الأقل استقرارها. وعلى حد تعليق مواطن، فإن الوقت المثالي للعطلة بالنسبة له، شهرا جويلية وأوت لكونه من عشاق البحر، غير أن الوباء أجبره على إعادة النظر في رزنامة العطلة. وحسبه، فإن المتضرر الأكبر الأطفال، الذين حُرموا، للمرة الثانية، من الاستمتاع بالعطلة؛ الأمر الذي يفرض على الأولياء، تمكينهم من بعض الأنشطة التعويضية؛ تحضيرا للدخول الاجتماعي بمعنويات مرتفعة.