"المساء" تستطلع أسعار وخدمات مرافق الاستجمام في العاصمة

المسابح العمومية تنافس الخاصة

المسابح العمومية تنافس الخاصة
  • القراءات: 1423
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تعيش مختلف مناطق الوطن، هذه الأيام، على وقع موجة حر مرتفعة تجاوزت في بعض الولايات 40 درجة، ما دفع بسكانها للبحث عن فضاءات من شأنها التخفيف من وطأة الحرارة المفرطة سواء داخل المدينة أو بمحيطها، حيث تبقى المسابح العمومية أو الخاصة أحد الخيارات المثالية، من أجل الاستجمام والسباحة والاستمتاع بمياه تخفف الحرارة ولو مؤقتا. وللوقوف على واقع المسابح العمومية في العاصمة ارتأت "المساء" التجول عبر بلدياتها لعلها تجد ما افتقده مواطنوها في المسابح الخاصة. وبعد موجة الانتقادات التي طالت المسابح الخاصة والفنادق بسبب ارتفاع أسعار الولوج إليها، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي، ارتأت "المساء" الانتقال إلى عدد من المسابح العمومية ومعرفة مدى جودة خدماتها، وتكاليفها والتي عم الصمت عليها رغم عددها الكبير خدماتها التي ترقى في بعض الأحيان إلى مستوى 5 نجوم.

وجهتنا الأولى كانت مسبح "الصابلات"، المحاذي لشاطئ الصابلات أو شاطئ الرميلة أو شاطئ حسين داي، كما يحول للبعض تسميته، والواقع بين بلديتي المحمدية وحسين داي، بولاية الجزائر، هذا المسبح الذي افتتح خلال سنة 2016، كامتداد في الضفة اليمنى لمنتزه الصابلات، عرف توافد أكثر من 71 ألف زائر خلال افتتاحه وفقا لما ورد في حصيلة البيان السنوي لنشاطات ولاية الجزائر، والذي لاقى استحسان العاصمين لاسيما سكان وسطها، الذين اشتكوا لفترة طويلة غياب مرفق مماثل له في العاصمة، لاسيما وأنه أعطى فرصة للشباب للاستجمام والراحة. وبعد إغلاق دام طويلا بسبب وباء كورونا، ها هي أبواب المسبح تفتتح من جديد أمام الزوار، حسبما أشار إليه الياس ساعي، مسير المسبح، الذي أكد في حديثه لـ"المساء" ّأنه من المتوقع ان يستقطب أكثر من 100 ألف زائر إلى غاية انتهاء موسم الاصطياف، موضحا أن المسبح يعتبر عائليا وله ثلاثة أحواض، أحدها مخصص فقط للعائلات، وآخر للشباب مع أصدقائهم والثالث مخصص فقط للأطفال، بعمق لا يتعدى بضعة سنتيمترات يراعي حجم الطفل وسلامته، وذلك بسعة استيعاب 2000 زائر يوميا.

ولقد أبدى القائمون على المسبح اهتمامهم الخاص بنظافة المكان، وسلامة المياه، مؤكدا أن أعوان الصيانة تراعون تماما شروط النظافة ويحرصون على تنقية مياه الاحواض كلما تطلب ذلك، حفاظا لسلامة المواطنين المتواجدين به. وعن الأسعار قال الياس ساعي، إن هذه المسابح المفتوحة تنافس وبشدة المسابح الخاصة، وبالرغم من أن مسبح الصابلات يسيره خواص، إلا أنه مسبح عمومي، الأمر الذي يترجم عقلانية اسعاره، والتي هي في متناول الجميع، ويضيف: "إن سعر دخول البالغين 1500 دينار، في حين تكلفة الاطفال تحت 12 سنة 1000 دينار، في حين الرضع اقل من ثلاثة سنوات فالدخول مجاني".

كما أكد أن المسبح يمنح عروضا تراعي العائلات الكبيرة وكذا العمال، وتمنحهم عروضا تتماشى وظروفهم، مؤكدا أن العائلات فوق أربعة أفراد يمنح لخامسهم دخول مجاني، في حين أنه بالنسبة للعاملين والراغبين في الدخول خلال الفترة المسائية ابتداء من الساعة 16 فالأسعار تصبح 1000 دينار للبالغين و500 دينار للأطفال. وعن ساعات العمل، قال: "يفتتح المسبح من الساعة العاشرة صباحا الى غاية السابعة مساء، وفق برنامج واحد يشمل خدمة النظافة، وأعوان حماية وأكشاك بيع المأكولات والمشروبات" ويقول الياس، إن المسبح يشهد كذلك عروض تنشيط، إذ انه بعد الساعة السابعة مساءا، يمكن الجلوس هناك للاستمتاع بالجلسة رفقة العائلة لكن دون دخول المسبح. 

مسبح "المنار"... أكثر حرصا على تدابير الوقاية

في جولتنا كان لنا مرور بالمسبح التابع لفندق "المنار" بمدينة سيدي فرج التاريخية، أين استقبلنا مدير الفندق بالنيابة السيد محمد مكي، الذي أشار إلى أنه بالرغم من الظروف الاستعجالية التي تم فيها إعادة فتح المسبح أمام الزوار، امتثالا لتعليمة الوصاية، وبعد غلق دام طيلة فترة انتشار جائحة كورونا، إلا أن المسبح على استعداد تام لاستقبال الراغبين في السباحة في ذلك الحوض المطل على المدينة التاريخية، بمنظره الجميل وتوسطه حديقة جميلة، لم يعرف ذلك المسبح اكتظاظا رغم حرار جو ذلك اليوم، وهذا ما ترجمه المدير بقوله: "إن ادارة الفندق ومسيري المسبح يحرصون الحرص الشديد على الامتثال لقواعد السلامة هناك ضد فيروس كورونا"، مضيفا بقوله: "نحرص كثيرا على احترام التدابير الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، والسهر على تطبيقها خاصة بعد ارتفاع حالات الإصابة خلال الأيام الأخيرة بسبب التراخي المسجل لدى بعض المواطنين"، مشيرا إلى سعة استيعاب المسبح تم خفضها للوقاية من الفيروس، كما أن كل شخص تدور حوله شكوك الإصابة بمرض، كالسعال أو العطس أو غير ذلك يطلب منه باحترام عدم دخول المسبح وهذا لسلامته وسلامة الجالسين هناك.

كما أشار المدير إلى مدى اهتمام مسيري المسبح والمهتمين بالصيانة بتغيير ماء الحوض باستمرار لعدم تلوث الماء، كما انه يتم معالجتها كل ليلة بمادة الكلور لتعقيمها في انتظار زوار اليوم الموالي. وأضاف محمد مكي، أنه رغم قاعدة "عدم ادخال الاكل داخل المسبح" كقاعدة عامة لكل المسابح، فإن توفير خدمة توفير الوجبات الخفيفة هناك أيضا في متناول الجميع، اذ تتراوح سعر البيتزا 500 دينار، وللسندويتش 300 دينار، وهي أسعار قد تكون منافسة لأسعار لأكل بنفس الجودة خارجا، علاوة على خدمات أخرى التي من شأنها توفير الأمن والظروف الملائمة، وتقديم خدمة سياحية ذات جودة تستجيب لتطلعات الزوار، يضيف المتحدث. وعن تكاليف السباحة هناك، فيمكن الاستمتاع بجمال الجلوس مقابل 1500 دينار للبالغين، و500 دينار للأطفال، وهذا ما اعتبره المدير سعر في متناول العائلات البسيطة التي ترغب في تمضية اليوم رفقة افراد الاسرة في احضان هذه المدينة الجميلة، التي تعتبر رمز تاريخي للجزائريين، والتي لها مكانة خاصة في قلوبهم. 

الدخول حسب طاقة الاستيعاب

وكانت العديد من المسابح شرعت في فتح أبوابها بعد أزيد من سنة ونصف من الإغلاق جراء تأثيرات جائحة كوفيد 19، واستقبال زبنائها منذ شهر جويلية، في احترام تام للتدابير المتخذة للحد من انشار الوباء وتقديم منتوج سياحي يتجاوب مع طموحات مرتاديها الراغبين في ممارسة السباحة والترفيه والترويح عن النفس من حرارة الصيف.

يعد فندق مازفران بمدينة زرالدة غرب العاصمة، أحد تلك الفنادق التي أعيد بعث نشاطها من جديد بعد غلقها امام الزبائن كإجراء لتفادي انتشار الوباء قبل السنتين الماضيتين، إلا أن هذه الاخيرة لم تفتح ابوابها تماما للجميع، هذا ما أكده مدير الفندق السيد خدام قائلا: "إن الأولوية دائما ما تمنح في الفنادق للنازلين فيه أي زبائن الفندق وهذا أمر طبيعي خلال ذروة موسم الاصطياف، أين يبحث كل نازل إلى الانتعاش والسباحة لتخفيف حرارة الجو، ونظرا للطاقة الاستيعابية للفندق التي تقدر بألف نازل مقابل طاقة استيعاب المسبح الذي لا يمكنه ان يفوق ذلك، لا يمكن دائما فتح المجال أمام زبائن آخرين للولوج الى المسبح، إلا اذ سمح العدد الوافد من النازلين في الفندق على المسبح، وهذا لتوفير الراحة للمستفيدين من الخدمة ونفادي الضغط والاكتظاظ هناك". وعن التكاليف قال إن خدام: "السعر بالنسبة للبالغين هو 2500 دينار، موضحا أنه إذا كانت المسابح العمومية تستهوي العديد من ساكنة المدينة للتمتع بمياهها، فإن المسابح الخاصة بالفنادق تعرف بدورها إقبالا مكثفا خاصة من قبل القادمين إليها من باقي المدن ومن الأجانب الراغبين في الاستمتاع بأجواء غير مكتظة وبعيدة عن الضوضاء، لاسيما بالنسبة للأزواج دون أطفال".