فيما اتهمته بعض التنظيمات بإقصائها

اختيار الجمعيات من صلاحيات الولاة

اختيار الجمعيات من صلاحيات  الولاة
  • القراءات: 439
رشيدة بلال رشيدة بلال

 فند عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، علي شواطي، ما يجري تداوله على ألسنة رؤساء وممثلي بعض الجمعيات حول التمييز في التعامل بين مختلف التنظيمات واختيار بعضها للمشاركة في الندوات واللقاءات التشاورية على حساب أخرى، وقال: "إن اختيار الجمعيات للمشاركة يكون بموجب مراسلة من وزارة الداخلية إلى الولاة الذين يوجهون تعليمات للجماعات المحلية ممثلة في رؤساء الدوائر

والبلديات على اعتبار أنهم الأعرف بالجمعيات الناشطة المتواجدة على مستوى ولاياتهم، لافتا إلى أن المرصد الوطني يرحب بكل المبادرات والأنشطة والاقتراحات التي تقدمها كل الجمعيات في إطار احترام الإجراءات المطبقة.

تعالت، في المدة الأخيرة، بعض الأصوات من جمعيات بعضها ذات طابع خيري وأخرى ثقافية وترفيهية، معبرة عن رفضها لحالة "التهميش والإقصاء" من المرصد الوطني للمجتمع المدني، الذي حسبما جاء على ألسنة البعض ممن تحدثت إليهم "المساء" "لم يقم حتى التواصل معهم رغم كونهم جمعيات ناشطة في الميدان وتقدم خدمات هامه ومكملة  لجهود الدولة"، ولعل من هؤلاء جمعية "الرجاء" لمساعدة مرضى السرطان، التي أكد رئيسها ياسين محي الدين أنه لم يتلق أي دعوة من المرصد الوطني للمشاركة في أي  لقاء تشاوري، ما جعله يتساءل حول الأسس التي بموجبها يجري اختيار الجمعيات للمشاركة في مختلف الفعاليات الولائية أو الوطنية، وهو ذات التساؤل الذي طرحه رئيس جمعية "الورود" الثقافية محمد أمين مصاب الذي أعرب هو الأخر عن أسفه للطريقة التي يتم بموجبها اختيار الجمعيات والتي استهدفت، حسبه "الجمعيات غير الناشطة في الميدان"، مشيرا إلى أنه من الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي وكان لديه دور بارز في تقديم خدمات تطوعية وأخرى تحسيسية في مواضيع مختلفة ومع هذا لا يتم استدعاؤهم  لحضور الندوات واللقاءات التشاورية.

وردا على هذا الانشغال تحدثت "المساء" إلى عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، علي شعواطي، الذي أكد في معرض رده: "إن الدعوات الموجهة للجمعيات للمشاركة في اللقاءات الولائية أو في المنتدى الوطني يوجهها السادة الولاة ولا يقوم بها رئيس المرصد أو الأعضاء"، موضحا: "إن السادة الولاة مع رؤساء الدوائر والبلديات هم الأعرف بمختلف الجمعيات التي تنشط على مستواهم"، لافتا أيضا، إلى أن المرصد الوطني يرحب بكل الجمعيات في إطار البروتوكول المعمول به عند تنظيم مختلف اللقاءات والمنتديات والدورات التكوينية.

وحول النشاطات التي يقوم بها المرصد الوطني للمجتمع المدني في الوقت الراهن بعدما استكمل التأسيس لهياكله، أشار عضو المرصد الوطني علي شعواطي إلى أن المرصد كهيئة استشارية دورها يتمحور في تقديم كل ما يهم المجتمع المدني من حيث تنميتها وإيجاد حلول لانشغالاتها المطروحة، ومنه تقديم تقارير إلى رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن آخر عمل تم القيام به هو الإشراف على أيام دراسية لفائدة المجتمع المدني حول كيفية وقاية المنظمات من الوقوع في شبهة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، المنظم على مستوى كل من ولاية تيبازة والعاصمة، في انتظار أن يتم برمجة جلسات تكوينية أخرى عبر مختلف ربوع الوطن.

وقال نفس المتحدث إن أهم ما يجب التركيز عليه هو نشاط المنصة الرقمية التي أطلقها مؤخرا المرصد الوطني للمجتمع المدني بهدف التكوين عن بعد لفائدة الجمعيات في مختلف المواضيع التي تهمهم على غرار "الحوكمة في المنظمات الخيرية في التسيير المالي"، وكيفية تنظيم الجمعيات، وطرق اختيار مشاريعها أو التأسيس لعمل أو نشاط  تضامني معين، مشيرا إلى أن اللقاء الأخير الذي عرف مشاركة أكثر من ألف جمعية على المستوى في فعاليات منتدى "الحوار"، تم تناول مواضيع هامة وإبرام اتفاقيات مع منظمة أرباب العمل للمؤسسات العمومية ومع المنتدى الجزائر الاقتصادي، حيث كان الهدف منها مرافقة الجمعيات ومنه الدخول في عالم المشاريع حتى تكون لها مساهمة اقتصادية في إطار مقاربة جديدة، ومنه الخروج من النمط التقليدي الذي تعودت عليه الجمعيات وهو انتظار المساعدات من الدولة لتوزيعها، لافتا إلى أن المرصد اليوم يسعى إلى ترقية العمل الخيري ، التضامني والتطوعي  حتى تكون الجمعيات مساهمة في ما يسمى بالدبلوماسية الخيرية وتعكس الدبلوماسية الجزائرية.