"المساء" سلطت الضوء على أدوارهن في ظل العولمة

المرشدات الدينيات.. تحد كبير خارج المساجد

المرشدات الدينيات.. تحد كبير خارج المساجد
  • القراءات: 1099
رشيدة بلال رشيدة بلال

سلط المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني الأول للمرشدات الدينيات، الذي احتضنته ولاية البليدة، مؤخرا، الضوء على الدور الريادي الذي أضحت تلعبه المرشدة الدينية في مواجهة مختلف الآفات والمشاكل الاجتماعية والأسرية والدينية، التي تعصف بالمجتمع. "المساء" من جهتها، سلطت الضوء على الأدوار التي تلعبها المرشدة الدينية، وأهم التحديات التي تواجهها، في ظل التغيرات التي يعيشها المجتمع، خاصة ما تعلق منها بتأثير منصات التواصل الاجتماعي، الذي حمل المرشدة على الخروج من المساجد.

اختارت المرشدة الدينية الأستاذة إيمان كلاع، أن تشارك بمداخلة حول دور "المرشدة الدينية في تعزيز مظاهر التدين في المجتمع"، وقالت في معرض حديثها لـ«المساء"، بأن هناك خلط في المجتمع بين الدين والتدين، وحسبها، فإن الدين أمر إلهي ورسالة سماوية، بينما التدين يتمثل في كيفية تطبيق الدين، غير أن ما يحدث في الواقع هو الخلط، حيث نجد ـ تشرح ـ أن "البعض ممن يدعون التدين لا يمثلون الدين كما يجب، بمعنى أنهم متمسكون في الدين، لكن في معاملاتهم اليومية يقومون بتصرفات تخالف ما أمرنا به المولى عز وجل، الأمر الذي خلق لدينا ما يسمى بالتدين الصحيح والتدين المغشوش"، ومن هنا تقول المتحدثة: "برز دور المرشدة الدينية من خلال التخصص في بعض المواضيع التي ترى بأنها الأقدر على نشرها وتوعية الناس إليها"، مشيرة إلى أن المرشدة الدينية حتى يتسنى لها إزالة هذا الخلط بين الدين والتدين، لابد لها أن تكون نموذجا للتدين الصحيح.

من جهة أخرى، ترى المرشدة الدينية إيمان أن "التحدي الذي يواجه المرشدة، والذي يقع على عاتقها أن تتحلى به لتحسن القيام بمهامها، هو التحلي بالأخلاق الحسنة وتحمل المسؤولية والإخلاص والابتعاد عن المعاصي، وغيرها من الصفات"، لافتة إلى أن "المرشدة الدينية تتحمل اليوم مسؤولية كيف يفهم عامة الناس الدين الصحيح، حتى يطبقونه في حياتهم اليومية، لأن الدين ليس مجرد صيام وصلاة وزكاة، وإنما هو معاملات يومية".

تحديات العولمة أخرجت المرشدة من المساجد

من جهتها، قدمت المرشدة الدينية عمارية شيخاوي، من ولاية تلمسان، مداخلة حول "دور المرشدة الدينية في محاربة الآفات الاجتماعية"، وقالت في معرض حديثها: "إن المرشدة الدينية في وقت مضى، لم يكن دورها بارزا، وكان التركيز كله منصبا على دور الإمام، وبعدما تم استحداث دور المرشدة الدينية، أصبحت تعمل جنبا إلى جنب مع الإمام، بل أصبح أدوارها أكثر اتساعا"، مشيرة إلى أن ما عزز دور المرشدة في مواجهة مختلف الآفات الاجتماعية، تخلي المرأة عن دورها الريادي، وهو الحفاظ على الأسرة وتربية الأبناء، ومن هنا تقول: "أخذت المرشدة الدينية على عاتقها، مهمة تنبيه المرأة، من خلال إرشادها وتوجيهها وتذكيرها بأدوارها".

من جهة أخرى، ترى المرشدة الدينية بأن التحدي الكبير الذي يواجه المرشدات اليوم، "هو الانفتاح على العالم الخارجي، من خلال ما تروج له منصات التواصل الاجتماعي، والذي يتطلب منها أن تعزز دورها، من خلال الخروج من المساجد والانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرة إلى أن "دورها لم يعد منحصرا مع فئة معينة من النساء اللواتي يرتدن المساجد، إنما هي مطالبة باستغلال كل الطرق المباحة والمتاحة، وإن كانت بالمساجد تستهدف النساء، فإنها خارج المساجد تخاطب كل شرائح المجتمع، الذي أصبح بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح على العالم الخارجي، يعاني من صراعات فكرية مست بعقيدته وهويته، وبلغت به طرق باب الإلحاد". وحسب المتحدثة، فإن بروز المرشدة الدينية، ومن خلال دورها الريادي الإصلاحي في المجتمع، يحتم عليها أن توسع من مداركها ومهاراتها، خاصة أن شرائح المجتمع اليوم، أصبحت تحتاج إلى الإقناع وفقه الواقع لتغيير الذهنيات، ولم تعد تكتف بسرد النص القرآني فقط.

التكوين القانوني والأمني يعزز دور المرشدة

بينما ترى المرشدة الدينية الأستاذة خميسة معاش، من ولاية تبسة، والتي اختارت أن تشارك بمداخلة حول "دور المرشدة الدينية في محاربة التطرف"، بأن المرشدة الدينية أصبحت تلعب دورا في تعزيز وترسيخ قيم الوطنية ومبادئ التسامح، ومن خلال تواجدها في المؤسسات التربوية لتجفيف منابع التطرف، مشيرة إلى أنها اليوم، تحاول من خلال الخروج من المساجد، مواجهة مختلف التحديات التي تعصف بالمجتمع، والتي يأتي في المقام الأول؛ التطرف ومكافحة العنف وكيفية وقاية الشباب وفتح الحوارات، لافتتا في السياق، إلى أن الندوات التي يتم تنظيمها، تعرف توافد كبيرا للنساء، مما يعكس حاجتهن إلى الإرشاد الديني. من جملة التحديات التي تواجه المرشدة الدينية في مساعيها للقيام بواجبها؛ تفعيل الوسيط القضائي والمشاركة في تكوينها من الناحية القانونية والأمنية، حتى يتسنى لها عند تناول بعض المواضيع الحساسة، مثل التطرف، أن تقدم مفاهيم صحيحة، وتلفت انتباه الجهات المعنية، خاصة أن التطرف لم يعد محصورا في الدين، إنما تعداه إلى الغلو في المعاملات الاقتصادية والمالية، وفي التربية والعادات والتقاليد.