من الأكلات الشعبية المحبوبة

"المردومة".. تقليد أوراسي أصيل

"المردومة".. تقليد  أوراسي أصيل
  • القراءات: 745
 ع . بزاعي ع . بزاعي

انتشر، في ولاية باتنة خلال الآونة الأخيرة، طهي أطباق تقليدية بطريقة "المردومة"، بشكل ملفت في قرى الأوراس الكبير، وبالمنتزهات السياحية بالمنطقة. وتعدّ طريقة الطهي المسماة "المردومة"، من التراث التقليدي الجزائري الأصيل، منتشر بكثرة في عدة مناطق، خاصة بالجنوب والشرق، على غرار خنشلة، وأم البواقي، وبسكرة وباتنة. كما تعرف إقبالا كبيرا من المحبين. وتُعتبر أهم وسيلة لإكرام الضيف، كما تقام في المناسبات.   

 

في هذا السياق، أكدت السيدة نادية زردومي، رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس"، أن قلة من سكان الأوراس لايزالون محافظين على بعض العادات التي تميز إعداد الأكلات التقليدية الشعبية، ومتشبثين ببعض التقاليد الضاربة في التاريخ رغم تأثير الحداثة على سلوك الأفراد والأسر، ما يستوجب تدخّل الجمعيات للتعريف بها والحفاظ عليها. واستحضرت في حديثها مع "المساء"،  نماذج للأكلات الشعبية التي طالما تفننت وبرزت فيها بشكل ملفت، خصوصا في المسابقات المروجة للطبخ الأوراسي التقليدي. وعن إعداد المردومة قالت زردومي إنها كلمة مشتقة من فعل "الردم". ويقصد بها ردم الطعام تحت الأرض، لطهي اللحوم الحمراء والبيضاء في أفران خاصة تحت الأرض على درجة حرارة عالية جدا، لتنضج خلال ساعتين على الأكثر، فيصبح مذاقها لذيذا، يستهوي عشاق هذا النوع من الأكلات".

وفي ما يخص طريقة إعدادها استطردت تقول: "إن هذه الأكلة التقليدية تعتمد، أساسا، على إضافة بعض التوابل والثوم على مختلف قطع لحم الخروف أو البقر والدجاج وكذا الأرنب ورؤوس الغنم المعروفة بـ "بوزلوف"، وتوضع كلها في فرن إسمنتي عميق تحت الأرض لطهيها بطريقة تقليدية تسحر الزبائن بلذة الطعم المدخّن". وأوضحت أن الفرن الخاص بأكلة "المردومة" هو عبارة عن حفرة عميقة إلى حد ما، يوضع داخلها اللحم في رفوف حديدية، ثم توضع داخل الحفرة، ويشعل الحطب والفحم فيها.

تفننت محدثة "المساء"، إضافة إلى نشاطها الثقافي بوصفها كاتبة وشاعرة، في تحضير أشهى الأطباق التقليدية. ويرتبط اسمها بمختلف المناسبات، على غرار المولد النبوي الشريف، وكذا السنتين الهجرية والأمازيغية، وشهر رمضان، غير أن طريقة تحضيرها تختلف نوعا ما من ولاية إلى أخرى من حيث المكونات والطعم أيضا، إذ أبدعت في إعداد أطباق الشرشم، والشخشوخة، والزيراوي، والعيش والبراج وكذا كسرة الشعير "الحرشاية"، و"المرمز" و"الروينة".

وعبّرت نادية رردومي عن حنين يسري في شرايين أيامها، لأنها على صلة بكل ما هو موروث حضاري، من شأنه التشهير بتراث الجزائر والمنطقة. ومن هذا المنطلق تؤكد المتحدثة أن ثمة ما يدفعها إلى التيه في هذا المجال، الذي يجسد تواجدها الميداني بوصفها مصممة أزياء تقليدية وعصرية. للإشارة، فإن محدثتنا إضافة إلى نشاطها الحرفي، فهي أديبة شاعرة. وبالنسبة لها فإن تعدد المواهب كفيل بترجمة الأهداف المرجوة من أي عمل جمعوي، سواء كان تضامنيا أو ثقافيا. ونظرا للحس المرهف عند هذه المبدعة، حظيت باهتمام من الجمعية الوطنية للتراث والحرف "الأيادي الذهبية"، ونُصبت مكلفة بالإعلام للاستفادة من خبراتها الميدانية.