بسبب برودة الجو

المراكز التجارية وجهة العائلات في العطلة الشتوية

المراكز التجارية وجهة العائلات في العطلة الشتوية
  • القراءات: 886
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تبحث العديد من العائلات خلال العطل المدرسية عن وجهات لتقصدها، بغرض الاستمتاع وأخذ قسط من الراحة مع الأطفال في أجواء مرحة ومميزة، لكنها تصطدم بمشكل انخفاض  درجات الحرارة في الأماكن التي تقصدها، مما يجعل اختيار قصد المكان غير حكيم بعد شكوى الأطفال أو الكبار من البرودة.

قامت "المساء" بجولة استطلاعية لمعرفة أين تذهب الأسر الجزائرية خلال هذه الأيام لتسلية الأطفال وإبعادهم قليلا عن ضغوطات الدراسة وإعطائهم نفسا جديدا، لمواصلة مسيرتهم الدراسية لاحقا. في البداية قصدنا بعض الحدائق العمومية التي وجدناها تكاد تخلو من الناس، لاسيما الأطفال الذين لم نلاحظ إلا قلة قليلة منهم، حدثنا الحاج بوعلام الذي كان رفقة حفيده قائلا بأنه غالبا ما يجد الطفل نفسه في البيت خلال العطل المدرسية، مشيرا إلى أن المشكل الذي يطرح هو عدم وجود خيار كبير في الأماكن المقصودة، خلال العطلة الشتوية، لاسيما بالنسبة لمن يقطنون بالعاصمة، موضحا أن الذهاب للحدائق يبقى خيارا أخيرا نظرا لبرودة الجو، مما يجعل الطفل لا يستمتع كثيرا، يقول: "إلا أن ذلك يبقى أفضل من المكوث في البيت، خصوصا إذا أبدى الطفل حرصه الشديد في الخروج للعب".

من جهتها، أكدت سميرة كانت تنتقل من محل لآخر رفقة أطفالها الأربعة قائلة، الخروج بين فينة وأخرى للتسوق، هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به خلال العطلة المدرسية في العاصمة، تقول: الخيارات ليست كثيرة، مثل فصل الصيف، حيث يمكن الذهاب إلى الشواطئ أو الحدائق العمومية أو بكل بساطة الذهاب إلى أحد المطاعم لشرب عصائر أو أكل مثلجات أو غير ذلك، وإذا قررنا الابتعاد قليلا عن ضغوطات العاصمة، تبقى جبال "الشريعة" أحد المقاصد الرئيسية للعائلات العاصمية خلال فصل الشتاء، لكن ذلك لا يحلو إلا إذا تغطت تلك بالثلوج، لأن غير ذلك سيجعل أيضا هذه الوجهة مملة ولا معنى لها، وإذا سقطت بها الأمطار حينها يصبح البقاء فيها مستحيلا".

المراكز التجارية أكثر استقطابا للعائلات

في الوقت الذي يبحث البعض عن الطبيعة للاستمتاع بأجوائها مع الأطفال، هناك عائلات أخرى تضع خيار "المراكز التجارية" في برنامجها خلال العطلة، هذا ما شد انتباهنا خلال تجوالنا بالبعض منها، وحديثنا إلى العائلات التي كانت رفقة أطفالها أثبت ذلك، حيث أكد السيد صهيب الذي كان رفقة زوجته وأطفاله، أن المراكز التجارية بالعاصمة أكثر ما يثير اهتمامهم خلال العطل المدرسية، لاحتواء أغلبها على أماكن للترفيه، كألعاب التسلية والحدائق، فضلا على إمكانية التجول في المحلات للتسوق، على غرار المركز التجاري لباب الزوار، أو "أرديس"، أو "كارفور" وغير ذلك..

أما نجوى أم لبنتين، أوضحت أن التغيير هو شعار بناتها  اللواتي يرغبن في الذهاب في كل مرة إلى محل جديد، فبذلك تجد الخيار بين محلات التسوق، أو الذهاب إلى حديقة التسلية بابن عكنون أو المحمدية، أو لزيارة العائلة، وفي هذا الخصوص أكدت المتحدثة أن ذلك أكثر ما يثير اهتمامهما، لاسيما أن الذهاب إلى البيت العائلي مرادف للقاء الشمل والتقاء مع أطفال من نفس سن الفتاتين، وأشارت في هذا الصدد إلى أنها تحاول دائما إعطاء الاهتمام لصلة الرحم وزيارة العائلة وغير ذلك، قائلة بأن الذهاب خارج في أماكن غير مكيفة كالحدائق العمومية أو شاطئ "الصابلات"، ليس خيارا جيدا نظرا لأجوائها الباردة.

...برودة الطقس لم تمنعها من الخروج

إذا كانت بعض العائلات تجد في البرد حاجزا ومثبطا، فإن  أخرى أكدت أنه ليس مشكلا ما دام أن ليس هناك تساقط للأمطار، فتدفئة الطفل جيدا والاتجاه نحو الحدائق العمومية أو الشواطئ كـ«الصابلات" والمركز التجاري "أرديس"، واحتساء كوب من الشاي في الوقت الذي يركض الأطفال في كل مكان، هو الآخر له حلاوة ومتعة لا مثيل لها، لاسيما أن تلك الأماكن لا تشهد اكتظاظا كبيرا خلال هذه الفترة من السنة.

نور الهدى بوطيبة