نظرا لرزنامة الدراسة المخفَّفة

المراجعة المنزلية لسد ثغرة مستقبلية

المراجعة المنزلية لسد ثغرة مستقبلية
  • القراءات: 501
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدد الدكتور كمال شريف رحمون، الأخصائي في علم النفس والأرطوفونيا، على أهمية حث الطفل خلال تواجده بالبيت، على الدراسة والمراجعة، خصوصا خلال أيام الراحة التي حُددت وفق رزنامة دراسية، مقسمة بين أفواج تجعل الطفل يدرس يوما ويرتاح يوما، لتمتد عند البعض عطلة نهاية الأسبوع إلى ثلاثة أيام كاملة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج حُدد وفق تدابير الحجر الصحي؛ للوقاية من فيروس كورونا، الذي أجبر بعض الدول على إغلاق تام للمدرسة.

استحسن المتحدث إعادة فتح المدارس بمختلف مستوياتها؛ حيث قال: "إن قرار فتح المدارس شيء مهم جدا في تكوين الطفل. والإبقاء على إغلاقها كان سيخلق فجوة كبيرة ومضرة بتكوين الطفل والطالب عامة". وأضاف أن الجزائر حاولت جاهدة من خلال قرارها، الإبقاء على الدراسة رغم الوضعية الصحية، وهو أكثر حكمة من إغلاقها. وفي نفس الصدد، قال الخبير إن إغلاق المدارس ببعض الدول بسبب الأرقام المخيفة لعدد الإصابات، سيُظهر مضاعفات على جيل كورونا، على حد تعبيره؛ إذ سيصيبها بتأخر في المستوى العلمي؛ الأمر الذي سيخلق مشكلة، قد تمتد تردداتها إلى سنوات عديدة؛ لهذا لا بد من تثمين هذا، والعمل، وفقه، بمساعدة الطفل في تخطّي هذه المرحلة بأقل الأضرار. وأضاف الأخصائي أن الطفل، اليوم، بحاجة إلى معلم بالمدرسة، ومعلّم بالبيت، قد يكون الأب أو الأم أو الأخ أو أي شخص بالغ، يساعد الطفل في الدراسة والتعلم واستغلال وقته بالبيت؛ لمواصلة مهامه التعليمية وليس اللعب فقط أو الجلوس بدون الاستفادة من الوقت. كما أشار كمال شريف رحمون، قائلا: "نعتقد دائما أن الطفل لا يحتمل البرامج المكثفة، إلا أن قدراته في الاستيعاب تفوق ما نتوقعه بكثير؛ لهذا لا يجب الاستخفاف بإمكانياته، وهذا بمساعدته في تقسيم وقته بين الدراسة واللعب الذي يحتاجه أيضا، لتكوين شخصية متزنة".

وأشار الأخصائي النفساني إلى أن تحديد برنامج دراسي خلال يوم راحة الطفل بتحديد ساعات قليلة لحل التمارين أو المراجعة أو المطالعة ثم تخصيص باقي اليوم للعب أو الراحة أو الجلوس رفقة الأولياء، له أيضا، أهمية كبيرة لتعزيز العلاقة بين الطفل وأوليائه. ودعا المختص إلى استغلال وجود الطفل في البيت لتمضية وقت كاف معه، هذا الصغير الذي هو في حاجة إلى حضور والديه في كل مرحلة من عمره، مشيرا إلى أن تلك المراحل تنقسم بين التأمل، ومحاولة الاستكشاف، وأخيرا الفضول على المحاولة، ويكون ذلك من المرحلة الأولى من عمره إلى غاية 12 سنة، موضحا: "إلى حين بلوغ الطفل مرحلة النضج، على الأولياء التحلي بمسؤولية المرافقة في كل شيء؛ بين التعليم والمرافقة النفسية والبسيكولوجية للطفل، الذي تمنحه القوة لبناء حياته، وصقل شخصية متزنة وسليمة، ويتم ذلك منذ ولادة الطفل إلى غاية بلوغه واكتمال عقله. وعلى الوالدين خلال كل تلك المراحل، لعب أدوار عديدة، وهي الاهتمام  والرعاية التعليم والمرافقة، مشيرا إلى أن الأزمة الصحية الراهنة هي تحدٍّ حقيقي أمام الأولياء، لشق طريق أطفالهم، خصوصا بين مستويات الابتدائي والثانوي". وقال المختص إن التعليم وتثقيف الطفل أمر بالغ الأهمية، لكن، في نفس الوقت، لا بد من إرفاق ذلك بإراحة الطفل، وتعليمه الأخلاق والآداب عبر قضاء الوقت معه. وقال إن هذا الأمر هو أيضا ذو أهمية عظيمة، إلا أن الكثيرين يجهلونها، وآخرون يهمشونها بحجة عدم وجود الوقت الكافي بين العمل والمهام الأخرى، "إلا أن هذا التصرف خاطئ، ويؤثر على شخصية الطفل وتربيته".