آمال زواغي مرشدة دينية وأسرية مهتمة بقضايا المرأة والأسرة:

المرأة في رمضان مدعوة للاهتمام أكثر بالجانب الروحي

المرأة في رمضان مدعوة للاهتمام أكثر بالجانب الروحي
  • القراءات: 632
رشيدة بلال رشيدة بلال

عبرت آمال زواغي، مرشدة دينية وأسرية مهتمة بقضايا المرأة والأسرة ورئيسة جمعية "أسرتي"، عن أسفها عن حال المرأة الجزائرية خلال الشهر الفضيل، حيث قالت بمناسبة إشرافها على تنشيط محاضرة بعنوان "المرأة في رمضان" في المركز الإسلامي بالعاصمة بأن "معظم  النساء إن لم نقل كلهن يستثمرن وقتهن في المطبخ لإعداد ما لذ وطاب لمائدة رمضان، وما يتبقى من وقت يوجه صوب تصفح مختلف البرامج التلفزيونية، ويهملن بالتالي الجانب الروحي الذي يعتبر أساس الشهر والذي يفترض أن تتسابق على تحصيله الصائمات.

الدافع إلى تأسيس جمعيتي، تقول المرشدة الدينية، هو تدارك جملة النقائص التي تعانيها المرأة، باعتبارها عماد الأسرة وأساس صلاحها ونجاحها، من أجل هذا عكفت على تسطير جملة من المواضيع التي تلفت انتباهها إلى السبل التي تستطيع عن طريقها استغلال الجانب التعبدي في الشهر الفضيل، من خلال برامج رمضانية شبه يومية من دروس دينية ومحاضرات أخذت شكل النادي، بالتالي تمكنا من تغطية جانب كبير من اهتمامات الأسرة الجزائرية حول كل ما يتعلق بالشهر الفضيل في جانبه الروحي والخيري.

السؤال الذي أثار اهتمامنا والذي يطرح بحلول كل رمضان، هو توجيه الأنظار إلى المرأة في الشهر الفضيل على أنها المسؤولة عن الطبخ والمطبخ، ورغم أنني لا أريد أن أكون متشائمة، تقول المرشدة الدينية آمال "لكن الواقع يفرض نفسه، إذ نجدها تؤكد في كل مرة على أنها في الشهر الفضيل توجه بصورة تلقائية إلى الاهتمام بالطبخ الذي تمضي فيه أغلب وقتها، وكأن رمضان يعني المرأة والطبخ وهو المفهوم السائد، كما نجدها بصورة مكثفة في الأسواق لاقتناء مختلف ما يحتاج إليه مطبخها بصورة يومية، وبعد الإفطار تختار إما التفرغ لمتابعة مختلف البرامج والحصص الترفيهية أو السهر للدردشة أو الخروج إلى المنتزهات للترويح عن نفسها بعد يوم شاق في الطبخ والنفخ وتضيف "بأن اهتمامات المرأة في رمضان ضعيفة ومحصورة في أمور روتينية لا تقدم أية إضافة لنفسها ولا لغيرها، وبانقضاء الشهر تجد نفسها قد صامته، غير أنها لم تتمكن من استغلال أي جانب تعبدي أو فعل خيري  لأن تركيزها موجه دائما نحو إعداد ما ترضي به بطون أفراد عائلتها  وبذلك تكون قد ضيعت عليها روحانية الشهر الفضيل في أمور مادية".

حملت المرشدة الدينية جانبا من المسؤولية في عدم استغلال المرأة للشهر الفضيل في التعبد إلى الإعلام بالدرجة الأولى الذي يدفعها إلى استهلاك كل ما يجري إعداده من برامج لا تساهم في تثقيفها؛ من مسلسلات وبرامج الطبخ والترفيه بصورة مكثفة على مختلف القنوات، إلى جانب أيضا اعتبارها مسؤولة إلى حد ما كونها هي الأخرى لا تولي أهمية  بحكم العادة لكل ما هو ديني، تعبدي وتثقيفي، مشيرة إلى أن الواقع يشير إلى أنه عند تنظيم محاضرات على مستوى المراكز أو حتى المساجد يضعف حضور النسوة وأكثر من هذا نلمس نوعا من العزوف، أما إن تم تنظيم تظاهرة فنية أو ترفيهية فيكثف حضورهن، مما يعني أن الإشكال أيضا متمحور في الذهنيات، ومن هنا ندعو المختصين إلى القيام بدراسات ميدانية لمعرفة الخلل، لأننا نعيش ظاهرة ارتبطت بالمرأة وأبعدتها بشهر الصيام عن مقاصده الشرعية والروحانية.

رسالتي، تقول المرشدة الدينية لكل النساء ونحن نعيش على وقع العد التنازلي للشهر الفضيل، هي الوقوف وقفة تأملية لتقييم ما حصدته، وإن كانت راضية عن ما قدمته من طاعات وأفعال خيرية تضاف لها في ميزان حسناتها، أم أنها عاشته على شكل فلكلور جماعي.