جمعية «حورية» للمرأة الجزائرية

المرأة الماكثة في البيت مدعوة إلى التفاعل أكثر مع المجتمع

المرأة الماكثة في البيت مدعوة  إلى التفاعل أكثر مع المجتمع
  • القراءات: 2515
رشيدة بلال رشيدة بلال

بادرت جمعية «حورية» للمرأة الجزائرية في إطار سياستها الرامية إلى التقرب من المرأة لتوعيتها بحقوقها، ومد جسور التواصل بهدف ترقيتها بالنظر إلى دورها الفعال في الأسرة والمجتمع، من خلال تنظيم أول معرض للمرأة المنتجة، حمل شعار «من صنع يدي»، وحسب رئيسة الجمعية السيدة دليلة حسين، فإن الهدف منه «تشجيع المرأة الماكثة في البيت على الإنتاج والتفاعل أكثر مع المجتمع».

لقي المعرض المنظم بساحة البريد المركزي في العاصمة، والذي عرف مشاركة نحو 15 امرأة منتجة في مختلف المجالات، كتربية النحل وصناعة الحلويات والحلي والأشغال اليدوية، إقبالا من طرف الزوار، وتحديدا النسوة اللواتي شدهن مكتب الاستشارة النفسية الذي نظم بالمناسبة للتعريف من جهة بالجمعية والاستماع إلى انشغالات النسوة على كثرتها. وحسب السيدة ضياء عباس، المسؤولة عن اللجنة القانونية بالجمعية، فإن جمعية حورية اهتدت إلى فتح مكتب الاستشارة بعد التجربة التي خاضتها الجمعية مع المنخرطات فيها من النسوة اللواتي يرغبن في الحديث عن مختلف المشاكل التي يعانين منها، مشيرة إلى أن أغلبهن من الماكثات في البيوت لا يملكن وعيا قانونيا، وبحاجة إلى جلسات مع مختصين نفسانيين لتوجيههن إلى ما ينبغي لهن القيام به  لحل المشاكل العالقة سواء على الصعيد النفسي أو القانوني.

خلقنا فضاء تواصليا لكل النسوة

من جهتها رئيسة الجمعية، أكدت على هامش المعرض أن الجمعية رغم أنها فتية، حيث يعود تأسيسها إلى سنة 2014، غير أنها اختارت أن تكون بمثابة المحطة التي تعنى بالمرأة وفقط، من منطلق أنها عماد الأسرة التي يعول عليها لصلاح المجتمع، من أجل هذا وبعد أن تم فتح خلية الإصغاء، تقول: «اكتشفنا أن المرأة الجزائرية تتخبط في الكثير من المشاكل، إلى درجة أن بعض النسوة يعشن من دون أهداف ولا يملكن أي طموح ويحصرن وجودهن في تربية الأبناء والقيام بالأشغال المنزلية، كل هذا دفعنا إلى لفت انتباهها لقدرتنا على دعمها ومساعدتها، بالاعتماد طبعا على مختصين من مستشارين أسريين وقانونين ونفسانيين، حسب نوعية المشاكل التي تعانيها المرأة».

وفي ردها عن سؤالنا حول كيفية تجاوب النساء مع الجمعية التي أكدت محدثتنا أنها تحولت بفعل الإقبال الكبير عليها إلى فضاء تواصلي،   تجتمع فيه النسوة لإعادة تصحيح مسار حياتهن وتوعيتهن إلى ما يجب عليهن القيام به بالطريقة الصحيحة، مشيرة إلى «أنهن لا زلن بحاجة إلى التوعية في المجال القانوني، وتحديدا ما يتعلق بالمرأة المعلقة الذي تعاني منه الكثير من النساء ولا يعرفن كيف يتصرفن».

من بين الأنشطة التي بادرت بها الجمعية، إطلاق حملة المرأة أمانة لتسليط الضوء على الممارسات العنيفة التي تسلط عليها رغم أن القوانين موجودة لحمايتها، لأنها في حقيقة الأمر لا تزال بحاجة إلى حماية وتوعية، من أجل هذا تقول: «سطرنا في إطار المشاريع المستقبلية الإشراف على تنصيب خلايا الوساطة الأسرية للإصلاح، مع مشروع حول ورشات التوعية والتوجيه الأسري، مشيرة «إلى أن الجمعية تعنى كثيرا بالقضايا القانونية والأسرية والاجتماعية الذي يدخل في إطار التكافل مع النساء في وضع صعب».

توعية المرأة وترقيتها وتنميتها أهم ما تصبو إليه الجمعية، تقول محدثتنا وتؤكد أنها تطمح في القريب العاجل إلى التأسيس لمؤسسة أو ناد   يكون مخصصا للمرأة، يتحول إلى مكان تقصده كل النساء في وضع حرج ليجري التكفل بكل حالة على حدا، كما نتطلع أيضا إلى جعله مكانا تمارس فيه النساء كل ما يرغبن من أنشطة نسوية، مشيرة «إلى أن الجمعية نجحت في حل عدد كبير من المشاكل الأسرية لحماية الأسرة من التفكك».

صنعتنا مستقبلنا 

احتكت «المساء» بعدد من النسوة الماكثات في البيوت من اللواتي أبين إلا أن يطورن صنعتهن ويبحثن عن الاستقلالية المادية، والخروج إلى المجتمع لإثبات الوجود، فكانت البداية مع السيدة زينب مالوعجمي، التي اختارت تربية النحل وإنتاج العسل، تقول بأنها امرأة تبحث عن الاستقلالية المالية، لذا اختارت أن تطور حرفتها، مشيرة إلى أن مشاركتها في المعرض تعتبر أول خرجة لها للاحتكاك بالمجتمع، وعن طريق الجمعية تتطلع إلى أن تتعلم أصول التسويق والترويج للمنتج ليتسنى لها ولوج السوق، ولما لا المساهمة في دعم الإنتاج المحلي، وغير بعيد عنها، أكدت السيدة سهيلة ميزالي التي اختارت هي الأخرى التخصص في الخياطة، وبالتحديد حياكة اللباس الشرعي قالت «بأن كل امرأة اليوم بحاجة إلى أن تطور نفسها وتبحث عن صنعة تمارسها، وأن كل النساء الماكثات في البيوت بحاجة إلى التوجيه في مجال التسويق، لذا هن مدعوات إلى الانخراط في الجمعيات النسوية لمزيد من التوعية».