تحتضنه دار الثقافة لمدينة بومرداس

"المرأة الأنيقة" لإحياء يوم المرأة العالمي

"المرأة الأنيقة" لإحياء يوم المرأة العالمي
  • القراءات: 1343
❊ حنان.س ❊ حنان.س

تحتضن دار الثقافة لمدينة بومرداس، في الفترة الممتدة بين الثالث والسابع مارس الجاري، فعاليات الطبعة الأولى لمعرض "المرأة الأنيقة"و المنظم بمناسبة إحياء يوم المرأة العالمي المصادف للثامن مارس من كل سنة، ويعرف مشاركة قرابة ثلاثين حرفيا وحرفية ينشطون في كل المجالات ذات الصلة بأناقة المرأة وجمال البيت الجزائري.

يتجدد الموعد هذه السنة أيضا، مع فعاليات مختلفة في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في ولاية بومرداس، وككل سنة، فإن دار الثقافة "رشيد ميموني" هي المكان الذي يحتضن معارض تبرز إبداع المرأة الحرفية أو الأسرة المنتجة، أو المرأة الشغوفة بالفن والثقافة.

فمن خلال المعرض المقام حاليا ببهو الدار، يتجلى للعيان، تنوع إبداعات المرأة الجزائرية التي وجدت في التقاليد الكثيرة، مجالا لكسب أرباح مادية جعلتها مع الوقت تصبح امرأة عاملة أو منتجة، اضطرت إلى التكيف مع الأيام والظروف لتعلم أبجديات التعامل مع السوق، وتتعلم في المقابل، كيفيات التسويق أو ما يعرف بلغة العصر "الماركيتنغ"، هذه النتيجة توصلنا إليها من خلال زيارة معرض "المرأة الأنيقة" المنظم بمدينة بومرداس، والذي وجد في مناسبة الثامن مارس فرصة لجمع أزيد من 30 حرفية من عدة ولايات، أصبحن بفضل الإبداع كل واحدة في مجالها، يطلق عليها تسمية "الأسرة المنتجة"، لأن جل الحرفيات يشغلن أفرادا من أسرهن، إن لم يكن ذلك في مجال الإنتاج، فسيكون في مجال التسويق.

بعض الحرفيات، مثل المبدعات في صناعة الحلي العصرية، في حديثهن إلى "المساء"، أكدن أن ولوج هذه الحرفة كان مزاوجا بين حب الجمال والأناقة والحاجة إلى تحقيق الاستقلال المادي، لكنهن يتركن أمر البحث عن جديد الأحجار نصف الكريمة لأزواجهن، بينما يكتفين بالإبداع والمشاركة في المعارض والصالونات.

هي نفس النتيجة لحرفية في صناعة النسيج التقليدي، مشاركة من الولاية المنتدبة تقرت، اعترفت بأن فضل تعلم هذه الحرفة يعود لوالدتها، لكنها أدخلت لمساتها الخاصة من خلال ابتكار العديد من القطع التي تتماشى مع روح العصر، من خلال الكثير من القطع الجاهزة التي اقترحتها على زائرات جناحها بالمعرض، والتي لاقت تجاوبا كبيرا بفضل الإبداع والتزاوج الموفق في الألوان. وقالت الحرفية، إن أمر التسويق تركته لزوجها، وهو تماما ما يعكس معنى "الأسرة المنتجة".

تتنوع أجنحة معرض "المرأة الأنيقة" بين صناعة الحلي التقليدية أو العصرية، وصناعة الحلويات والمعجنات، إلى السلالة التقليدية واللباس التقليدي الذي خصص له ثلاثة أجنحة، عرضت فيها مختلف الألبسة التقليدية المعروفة في الثقافة الجزائرية، من "بدرون ، كراكو، الفرقاني وسروال دزيري" إلى الجبة القبائلية التي عرفت الكثير من التجديد، دون المساس بجوهرها، حيث تحدثنا خياطة متخصصة في الجبة القبائلية، مشاركة من بلدية الناصرية، وتقول إنها تخيط هذه الجبة تحديدا منذ 32 سنة، لجأت خلالها إلى إبداع العديد من التطريز المتنوع، وتجعل من كل جبة فريدة من نوعها. كما لفتت إلى أن السنوات الطويلة التي قضتها في خياطة الجبة القبائلية جعلتها مرتبطة بها بطريقة غريبة، حيث تعتقد الحرفية أنها مسؤولة عن توريث هذا النوع من الخياطة التقليدية للأجيال اللاحقة حتى لا تندثر، إضافة إلى حرصها على المشاركة في مختلف الفعاليات، كاحتفالية "يناير" وعيد المرأة وغيرها، لإبراز جمالية هذا الثوب التقليدي الذي قد لا نبالغ إذا قلنا، إنه في خزانة كل امرأة جزائرية.

من المشاركات أيضا في "المرأة الأنيقة"، سيدة مديرة مؤسسة مصغرة تعنى بصناعة التوابل والبهارات، قالت إن اختيارها لهذا المجال جاء بعد سفرها إلى العديد من البلدان ووقوفها على النقص المسجل في هذه الصناعة بمجتمعنا، فقررت ولوج هذا العالم من خلال استيراد بعض البهارات والعمل على طحنها وتوضيبها، ومحاولة الخلط بين بعض البهارات لصناعة تابل معين يستعمل في الطبخ. قالت إن ذلك جاء من حبها لعالم الطبخ وبحثها المستجد عن نكهات جديدة، فما كان منها سوى اللجوء إلى الاستفادة من دعم تشغيل الشباب "أونساج" ببلدية الرغاية، وهو ما مكنها من فتح مؤسستها والاستثمار في مجال البهارات التي تبحث عن تطويرها من خلال تسويقها في الوطن. مبدية تأسفها عن كون مجال صنع التوابل مازال خصبا في الجزائر، حيث يسجل نقصا كبيرا في مجال الزراعة، إلا الفلفل الأحمر لصناعة التابل المعروف محليا بـ«العكري"، بينما يتم استيراد كل التوابل والبهارات الأخرى من بلدان أسياوية.

كما شاركت ضمن فعاليات إحياء اليوم العالمي للمرأة، اللجنة الولائية للتضامن والأعمال الخيرية التابعة للمنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب، التي تنشط ضمن شعار "معا لفعل الخير"، وحسب رئيسة اللجنة في دردشة مع "المساء"، فإن الهدف الأسمى من المشاركة ضمن فعاليات مماثلة، هو تبادل التجارب، لاسيما بين الأسر المنتجة التي تكون فيها المرأة معيلا لأسرتها، إما لأنها أرملة، أو أنها تنتمي إلى أسرة ذات دخل محدود، وقالت، إن المعارض المقامة على مدار السنة، تمنح للمرأة المنتجة والحرفيات بشكل عام، فرصة عظيمة للتعريف بنفسها كامرأة منتجة، بالتالي تحقق دخلا يمنحها قوة وثقة كبيرتين تجعلانها قادرة على مجابهة كل الظروف، مع جعلها تؤكد أن الحرفية لا تستصغر أية مناسبة قد تغير من مسار حياتها المهنية رأسا على عقب، وتحدثت في هذا السياق، عن تجارب حرفيات في النسيج التقليدي وصناعة الحلويات والمعجنات، أصبحن مع الزمن يدرن مؤسسات مصغرة تسوق هنا وهناك، بفضل استثمارهن في حرفة يتقنها أو صناعة يمارسنها..